المرأة “المنسية” في مهمة “أبولو 11”
في صباح يوم 16 يوليو 1969، دخل العشرات من التقنيين ومراقبي الرحلات الفضائية إلى غرفة الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء التابع لـ”ناسا”، استعدادا لأهم إنجاز في تاريخ الوكالة.
وفي هذا التاريخ، قبل 50 عاما تقريبا من الآن، بدأ العد التنازلي لإطلاق مهمة “أبولو 11″، وهي أول مهمة يطأ فيها البشر بأقدامهم على سطح القمر.
ومن ضمن الفريق المشرف على هذه المهمة امرأة واحدة داخل تلك الغرفة في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، وهي “جو آن مورغان”، مهندسة طيران وفضاء جوي في وكالة الفضاء الأمريكية.
والتقطت إحدى الصور وجه جو آن في الغرفة في تلك اللحظات الموتورة، حيث برزت بشكل ملحوظ باعتبارها الوحيدة التي لم تكن ترتدي قميصا أبيض وربطة عنق.
واستعدادا لإطلاق مهمة “أبولو 11” إلى الفضاء، يتواجد المهندسون وغيرهم في غرفة المراقبة من أجل تأمين عملية الإطلاق، وكانت جو آن المرأة الوحيدة ضمن الفريق المشرف على المهمة، والأهم من ذلك، أن المهندسة البالغة من العمر 28 عاما آنذاك، التي كانت مهمتها مراقبة القراءات من جميع أجهزة الاستشعار على الصواريخ والمحركات وأجهزة الكمبيوتر، أول امرأة تبقى في تلك الغرفة التاريخية التابعة لمحطة كيب كانافيرال لإطلاق الصواريخ.
وكان من الضروري أن تكون جو آن في غرفة المراقبة لتنبيه فريق الاختبار إذا حدث خطأ ما، لكنها اضطرت للحصول على تصريح خاص لتكون هناك.
وقالت: “اتصل بي مدير نظم المعلومات وقال لي: أنت أفضل شخص في مجال التواصل، سنضعك في وحدة التحكم”، وأضافت: “لكنني اكتشفت لاحقا أنه اضطر إلى إقناع مدير المركز، الدكتور كورت ديبوس، بأن كل شيء سيكون على ما يرام”.
وأشارت إلى أنها تعرضت إلى العديد من المضايقات عبر المكالمات الهاتفية “الفاحشة” أو الاساءة إليها ببعض العبارات أو السلوكيات، فضلا عن التحيز الجنسي، وأضافت أنها كانت “مثل سمكة ذهبية في وعاء مع كل هؤلاء الرجال، وكان هناك 200 كاميرا مراقبة، في الغرفة ويمكن للناس أن يشاهدوني عبرها”.
وكشفت جو آن بصفتها أول مهندسة في كيب كانافيرال أنها ألهمت جيلا كاملا من النساء وأن طريقها لم يكن سهلا دائما، أقله أنه لم يكن هناك مراحيض نسائية في المركز، حيث كان عليها الذهاب إلى مركز آخر أو استخدام دورات مياه الرجال.