المسيرة الفعليّة للضريبة على القيمة المضافة تبدأ الآن مع إعداد الشركات لرفع تقارير العائدات الأولى
اجتمع كبار قادة الأعمال من دولة الإمارات العربيّة المتحدة خلال فعاليّة عقدتها جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) بالتعاون مع “تومسون رويترز”، في كلّ من أبوظبي ودبي، لمناقشة أوّل 100 يوم من تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في الإمارات العربيّة المتحدة وكيف يمكن للشركات خوض التحديات التي يفرضها اعتماد هذه الضريبة.
وخلال الفعاليّة التي ترأستها ليندسي ديغوف دي نانك، رئيسة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) في الشرق الأوسط، استمع الحضور إلى مداخلات كلّ من ضحى فاضل، كبيرة الخبراء الاقتصاديّين لدى مصرف “ستاندرد تشارترد”؛ وتشاس روي-تشودري، الرئيس العالمي لشؤون الضرائب في جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية؛ ومهرداد تاليفار، مساعد شريك ، قسم أعمال تحويل تكنولوجيا الضرائب لدى “إرنست أند يونج”؛ وفرانسوا مالان، مدير أول، قسم أعمال تحويل تكنولوجيا الضرائب لدى “إرنست أند يونج”؛ وبيير آرمان، رئيس تطوير الأسواق في قسم المحاسبة والضرائب في “تومسون رويترز”؛ حول المجالات الرئيسيّة التي تحتاج الشركات إلى التركيز عليها خلال أوّل 100 يوم من تطبيق الضريبة على القيمة المضافة.
استهلّت ضحى فاضل مداخلات الفترة الصباحيّة بتقديم مجموعة من التوقعات الاقتصاديّة تتناول كيفيّة مساهمة تطبيق الضريبة على القيمة المضافة بدعم النموّ الاقتصادي؛ تبعها تشاس روي-تشودري الذي حدّد مسار باقي الفعاليّة من خلال تقديم لمحة معمقة عن قوانين وأنظمة عمل الضريبة على القيمة المضافة. وقال تشاسروي-تشودري في هذا السياق: “لا يزال هناك عدد من المسائل الغامضة التي نعتقد أنّها ستُحلّ خلال الأشهر المقبلة. فعلى سبيل المثال، ما هو وضع العقود الطويلة الأمد والتي تتطلّب فواتير دفع منظمة؟ وهل تسمح الهيئة الاتحادية للضرائب باستخدام نظام للفواتير الشكلية كما هي الحال في المملكة المتحدة، التي تُعتبر الفواتير مجرد مسودّة ولا تُحتسب قبل تسديد المبلغ المتفق عليه بين طرفَي التعاقد؟”.
وفي حين لا تشكّل الضريبة على القيمة المضافة تكلفة مباشرة على الشركة، شدّد مهرداد تاليفار من “إرنست أند يونج” أنّها “تكلفة على إدارة الشركة، وبالتالي لا تشكّل تحدّياً حسابياً، بل تحدّياً تشغيلياً، نظراً لتأثيراتها على كامل المؤسّسة”. وخلال أوّل 100 يوم من تطبيق الضريبة على القيمة المضافة، اضطرت الشركات الى خوض الكثير من التعقيدات للحرص على أن تؤمن عملية إصدار تقارير متماثلة مدمجة في نظام الأعمال؛ وهذا بدوره سيؤدي إلى إعادة تطوير العملية، الذي يتعين أن يكون مترسخاً بفعاليّة في الوظائف الداخليّة لأيّة مؤسسة من أجل ضمان الامتثال الى متطلبات الضريبة على القيمة المضافة.” وأكمل مهرداد كلامه بالتأكيد على أن الشركات “تحتاج إلى إطار عمل مناسب لتأمين الامتثال على الصعيد الداخلي لضمان امتثالهم مع الضريبة على القيمة المضافة ليس فقط جزءا من دورة فحسب، بل دورة لضريبة القيمة المضافة بأكملها”.
ولدى مناقشة دور التكنولوجيا الرحلة المستمرّة، قال بيير آرمان من “تومسون رويترز”: “تبدأ المسيرة الفعليّة لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة الآن، مع استعداد الشركات لتقديم أوّل تقرير عن عائداتها. لكن المهم ألا تصبح الشركات متساهلة بعد دمج هذا التغيير”. وأكمل: “تحتاج الشركات إلى البحث في كيفيّة مساهمة الرقمنة بمواصلة التأثير في عملية رفع التقارير حول الضرائب مع طرح التعاملات الرقمية ’بلوك تشاين‘ وغيرها من التقنيّات التي تساهم بإحداث تغيير جذري.” وعلى الرغم من أن كل هذه الأمور لن يكون لها تأثير فوري، تعرّف قادة الأعمال على حاجتهم للاستمرار بالنظر إلى التأثير الطويل الأمد الذي قد ينتج عن ذلك.
في ختام الحفل، قالت ليندسي ديغوف دي نانك، رئيسة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين (ACCA) في منطقة الشرق الأوسط: “شهد الأوّل من يناير بدء تطبيق نظام الضريبة على القيمة المضافة، لكن هذه العملية ستستمرّ بالتطوّر، من أجل ضمان بقائها مرتبطة بتحفيز النمو الاقتصادي على المدى القصير والطويل. وعلى الرغم من اطّلاعنا على تقارير حديثة تقترح أنّ نسبة 5 في المائة لن تتغير لمدة خمسة أعوام، يجب أن تضمن الشركات بقاءها مواكبة للتغييرات الماليّة الرئيسيّة في مجال الضرائب ليس في الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي الأوسع والتي ستخضع إلى دورة تطبيق مماثلة في المستقبل القريب”. وأضافت: “ويبقى دور المحاسبين المحترفين والوكلاء الضريبيّين ومزودي التقنيّات حيويّاً، لكنّ الأمر الأساسي لـتأمين النجاح هو ضمان تعاون أكبر وفهم مستمرّ للمشهد المتطوّر”.