“الموافقون. ..اعلى درجات النفاق”…. بقلم الاعلامي رضوان عبد الله
انتشرت خلال العشر سنوات الاخيرة موضة جديدة من النضال الثوري بين الحركات الثورية الفلسطينية والعربية، الا وهي الموافقة العمياء،فترى المتبوع له ، او نستطيع ان نقول انه الصبي او الغلام التابع للمسؤول ، يقول ” نعم ” عمياء بدون مناقشة ، و بدون اي تردد حين يهمس ” المعلم” ببنت شفة تكون ال” نعم” جاهزة وتحت الطلب دونما ادنى مناقشة ولا تركيز ولا تفكير بالنتيجة كي يكسب رضى”المعلم “، او المسؤول عنه وينعم عليه ما ينعم من النعائم،طبعا ليست البهائم، من مردودات مالية وبذخ وسخاء عليه من اموال السحت والربى والغنائم المنظورة وغير المنظورة، وهذه ظاهرة مرضية اساس كل علة في المجتمعات المناضلة وبالتالي تؤدي الى انحطاط المستوى الفكري والثوري لاي حركة ثورية نضالية ، وتجعل من المستوى القيادي لتلك الحركات الثورية، من احزاب وفصائل وتنظيمات، يصل الى الدرك الاسفل…وبالتالي ينخفض كثيرا مدلول النضال ومقارعة العدو ومواجهته، وتنضوي المفاهيم والاسس الثورية من النظريات الاخلاقية والنظم والمبادىء التي تقوم عليها تلك الجماعات ، المناضلة ظاهريا ، والتي تخدم الاهداف والوسائل الى شريعة ال” نعم” العمياء لجلب المكتسبات واستثمار الرعيل واستغلال الاجيال بما يخدم الفرعونية المستجدة الكافرة بامجاد الشهداء والمناضلين.
وليس ابلغ مما نراه ونلمس من سرقات لنضالات الاجيال ، في الحركات الثورية ، و من تسلقات وتعملقات للانتهازيين الوصوليين الذين جلبوا بالصدفة المحضة ، ليس لكونهم يستحقون ما اوصلوا اليه،بل لالغاء عشرات السنين من النضال الثوري لكبار وقدامى حاملي الفكر والفكرة و”الفوكرة” اي صنع الفكرة ان صح التعبير، ويتم العمل على تربيعهم على كراسي قش سوف لن تدوم ،لو طالت، و ستهبط من تحت قعودهم عند اول هزة ريح قوية ستجرفهم مع حاضرهم السيء النظير ،ولا نتردد بتذكر حديث الرسول الكريم حين اكد على علامات المنافق الثلاث: اذا تحدث كذب،واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان، واستنادا الى هذا الحديث الشريف فان اعلى درجات النفاق هي الموافقة العمياء مما يذكرنا بال”نعم ” الكاذبة غير الامينة والحانثة بالعهود ، وغير المبنية على وعي ولا على فهم ولا على تفكر او تدبر،بل الايماء بهز الرأس كما تهتز الارجوحة تحت القعود، وتجعل من صاحبها موافقا” ، غلاما عبدا لكرسي القش بل منافقا صغيرا مهما علا او كبر، وملتزما بأعلى الدرجات النفاقية التي لا تغني ولا تذر ، ومتمسكا بحشرجات الموافقة ، هي خيوط عنكبوت سوف لن تجعله الا كمن هو مستجير من الرمضاء بالنار ، والاخطر من ذلك حين تتحول التبعية الثورية الى الشخصانية، والولاء يكون للفرعون ، الرب الادنى ، والذي جيء باتباع له من ممتلكات حزبية غريبة عن الجسم وعن المجتمع ويتربع بأربعته على طهارة العقلاء فارضا” جهالة الجهلاء والضلالة العمياء ، على عقود الزمن الجميل الذي يحاول الفراعنة جاهدين لمحوه ظنا منهم ان تيوس العزاء تغني عن اكباش العيد…وان جلابيط الصحراء وسعادين الواحات تستطيع فرض واقع النفاق الأعمى ، اي الموافقة الضالة العمياء،اما اله التمر فسوف يتم أكله عن بكرة ابيه كي تسود الفكرة الناصعة البياض المستندة الى جذور النخلة المثمرة من الاساس ، وينجلي نور الشمس الساطع بعد فجر اول هلال لعيد، وسيعود المطران الى كرسيه الرسولي الاعظم وسيعود الشيخ الى منبر جامعه الاكرم ، والصوامع الحقة لن تتهدم.