اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.. دعوة لتتوحد الجغرافيا ليتوحد المجتمع
يصادف اليوم الاحتفال العالمي بالتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهي مناسبة لتعريف العالم بأن ثلاثة أرباع الصراع حول العالم هي صراعات ذات أبعاد ثقافية، ولعل الصراع القائم في اليمن منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات هو واحد من هذه الصراعات ذات الطابع الثقافي والتي أدت بالضرورة إلى إحداث حالة شلل في كافة أشكال التنمية.
وتحتفي مؤسسة تمدين شباب TYF بهذا اليوم بشكل خاص ومُميّز للغاية، فهي من جهة تعمل في الميدان مع أشكال متنوعة من شرائح المجتمع اليمني، ومن جهة ثانية تُطلق موقعها الإلكتروني الجديد “بث تجريبي”، ومن جهة أخرى تُطلق شعارها الجديد وهويتها الجديدة حيث تم تصميمهم بناء على التنوّع القائم في اليمن من حيث النوع والثقافة والمساحة الجغرافية الكبيرة التي تعمل بها، كواحدة من المؤسسات المدنية القليلة داخل اليمن التي تملك ثلاثة فروع في صنعاء وتعز وإب وفريق عمل كبير ومتنوع ومتعدد المهام والاختصاصات وتقوم بالعمل الإنساني وفق عمل مؤسسي مُنظّم.
وبمناسبة الاحتفال بالتنوّع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، تود مؤسسة تمدين أن تؤكّد على أهمية ترسيخ مبدأ التعايش والقبول بالاختلافات المُتعدّدة المتواجدة على جمهورية اليمن على امتداد مساحتها، كمبدأ مهم ليس فقط للحفاظ على التماسك الأسري والمجتمعي في ظل الانشقاقات الظاهرة والكراهية الفوّاحة، ولكن أيضًا لما يُشكّله التنوع من قوّة تعمل على تحريك التنمية بكافة أشكالها، وإعادة الحياة إلى الركود الاقتصادي وتضييق الدائرة على الجوع الذي ينتشر بشكل مُخيف.
إن مؤسسة تمدين شباب تلامس بشكل مستمر، أوجاع اليمنيين، وهي تُدرك تمام الإدراك أن توفير وجبة واحدة لأسرة يمنية تصنع الكثير من الفرق، وتمنح الاحساس بقيمة الحياة لأطفال يُعانون من سوء التغذية الحاد، ولأرباب منازل يقفون عاجزين عن توفير لقمة العيش لأسرهم، كما تصنع الكثير من الفرق عندما يتبدل الشعور الجوع إلى ابتسامة رضا في وجه امرأة كانت قد شعرت باليأس ودفعت بأطفالها إلى أن يأكلوا أوراق الشجر المنتشرة على جبال اليمن.
ولعل هذه المناسبة، هي فُرصة مهمة، لتذكير اليمنيين بأن عليهم يتوحّدوا، تتوحّد الجغرافيا والثقافة، يتوحّد المجتمع مع بعضه ويتقبّل اختلاف وتنوع الآخرين الثقافي والفكري من أجل تحقيق حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالًا وتناغمًا وانسجامًا بين الجميع، فالتنوّع لم يكن يومًا مشكلة، ولكنه أحد أبرز سمات المجتمعات في هذا العالم الفسيح.
صادر عن مؤسسة تمدين شبابTYF