برنامج المدراء التنفيذيين العالمي من المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين أفضل مكان لإعادة تحفيز التطوير المهني والمستقبلي
قال ألبرت أينشتاين ذات مرة: “في منتصف الصعوبة تكمن الفرصة”. أقوال يقرّ بها بقوة جوفر روانيه، الذي كان يشغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لشركة متوسطة الحجم متخصصة في مجال النفط والغاز. ففي عام 2016، وجد نفسه وسط أزمة مالية كبيرة. فقد واجهت شركته صعوبات كبيرة بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط الناجم عن فائض العرض العالمي، كما حصل مع شركات كثيرة أخرى. فأمضى أيامه الأخيرة في الشركة يعمل على إعادة الهيكلية المالية للمجموعة، ويعيد التفاوض مع المصارف والمحامين بشأن التسهيلات المصرفية يبلغ مجموعها 145 مليون دولار أمريكي حصل عليه بفضل أنشطة جمع الأموال ويدعم تسريح 1000 موظف.
وقال بصراحةً: “كانت تلك فترة صعبة في حياتي. كنت أناهز الأربعين من العمر وفي ذهني، كنت أتصوّر أنه ينبغي أن تكون هذه المرحلة الأكثر عطاءً وذكاءً في حياة الفرد المهنية. فهي الفترة التي يتمتع فيها المرء بمعظم قدراته وإمكاناته. إلا أنني وجدت نفسي أمام جدار؛ لكوني مديراً تنفيذياً للشؤون المالية يواجه الإفلاس وإعادة هيكلة الديون. وخلال تلك الفترة المضطربة من حياتي، انتهزت الفرصة للتفكير وأقوم بتقييم أفضل مكان لإعادة تحفيز عملية تطويري المهني والمستقبلي”.
وقع جوفر على برنامج المدراء التنفيذيين العالمي في مجال الأعمال والتمويل أثناء بحثه عن برنامج مناسب يمكنه أن يوفر له اعتماداً معترفاً به عالمياً يشكل أفضل مكمّل لشهادة الماجستير في التمويل الدولي الذي حصل عليها من كلية نيوما لإدارة الأعمال وبرنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذيةوتمويل الشركات من المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال “إنسياد”. فالتحق فوراً وانغمس في البرنامج على الرغم من كونه مثقلاً بإعادة هيكلة مؤسسته. وكان ينشغل خلال النهار بالتفاوض مع المصارف والمحامين والدائنين الذين يعملون على إعادة هيكلة الديون. وفي المساء، كان ينهمك في الدراسة الذاتية والتحضيرات لامتحان دراسة الحالة الاستراتيجية. في حين كان يمضي عطلة نهاية الأسبوع أمام حاسوبه ويشارك في البث الشبكي للبرنامج مع مدرسين ومدربين تابعين للمعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين “سي آي إم إيه”.
وعلى الرغم من الفترة المضطربة وشديدة التوتر في حياته المهنية، تمكّن جوفر من إيجاد فسحة أمل في سمائه المكفهرّة. وقال: “تعلمت الكثير خلال مشاركتي في البرنامج – عن نفسي وعن الأعمال. وقد قمت بتطبيق المفاهيم التي تعلمتها في الفصول الدراسية بشكل مباشر في غرفة الاجتماعات: فمدونة الأخلاقيات والعناية الواجبة الخاصة بالمعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين “سي آي إم إيه” تتماشى تماماً مع مجموعة المهارات المطلوبة لإدارة الإفلاس. في العادة، لا يتعلّم المرء سوى كيف يكون ناجحاً أو كيف يكون رائد أعمال. لا أحد يعلمك عن الإفلاس وأن تواجه المواقف الصعبة في مجال الأعمال- هذا أمر تعلمته من حياتي الشخصية أثناء سعيي لتحصيل لقب المحاسب الإداري القانوني الدولي المعتمد”.
وكانت تجربة جوفر خلال الدورة التعريفية التي امتدت على 3 أيام في بداية البرنامج مصدر تحفيز سمح له بالحفاظ على تركيزه في سعيه لنيل الجائزة – وهي الحصول على صفة المحاسب الإداري القانوني الدولي المعتمد “سي جي إم إيه”. وأضاف: “وجدت أن البرنامج يتمتع بالنطاق الكافي من خلال عملية جمع الفريق مع مشاركين آخرين من أجل جلب الطاقة والجهود للنجاح. كانت عملية تفاعلية للغاية- بيننا، نحن الطلاب، وبين مدربي المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين. إنهم موجودون لإيصالك إلى النجاح، لذا عليك التأكد من التفاعل وطرح أفكارك والحصول على تعليقات قيّمة منهم”. كما وجد جوفر أن عملية التعلم المبتكرة مفيدة للغاية، وقال في معرض تعليقه على الأمر: “إنه برنامج مصمّم بشكل جيد. وعلى عكس البرامج الأخرى للإدارة العليا والقيادة التي تجري بمعظمها في الصفوف الدراسية لمدة يوم أو أسبوع من دون أي صفوف دراسية تحضيرية سابقة للدورة أو صفوف للمتابعة، يتميز برنامج المدراء التنفيذيين العالمي في مجال الأعمال والتمويل بنهج شامل يغطي الصفوف الدراسية وصولاً إلى غرفة الدراسة خاصتك، ووقد كان الجمع ما بين نشاطات بناء الفريق داخل الصف وعمليات البث الشبكي فعالاً للغاية في بناء مسار لتحديث مهاراتك ومستوى ثقتك بنفسك”.
هذا وقد أثمر كل ما قدمه من العمل الجاد وعمله لوقت متأخر لمدة 3 أشهر طويلة عن تفوقه في امتحان دراسة الحالة الاستراتيجية في أغسطس من عام 2016 حيث احتلّ المركز الرابع من حيث أعلى درجات الامتحانات في جميع أنحاء العالم. ويعزو جوفر نجاحه الممتاز إلى عائلته في المقام الأول، وأيضاً إلى التفكير السليم. وإذ شكر عائلته على دعمها وتفهمها الثابتين، قالً: “لدي زوجة رائعة وطفلين رائعين أُعجبوا برؤية زوج وأب يعطي الوقت والشغف والحماس لتحقيق هدفه المتمثل بالنجاح في البرنامج. لقد نجحنا كعائلة- فقد اعتنوا بي فعلاً خلال فترة التحضيرات. وكانت تلك فرصة جيدة لأبرهن لأولادي أنه يمكنك تحقيق أهدافك من خلال العمل الجاد. وإنني أؤمن بشدة أنه إذا أردت تحقيق شيء ما، فالأمر بيديك!”
وقدّم جوفر بعض الأفكار حول كيفية تمكنه من الأداء المتميّز والاستثنائي في امتحان دراسة الحالة الاستراتيجية، وقال: “يكمن جمال البرنامج في أنه لا يتولى تقييم المرء وفق المقاييس الكميّة ولا علاقة له بالأوسط الأكاديمية. إنه يتعلق باتباع نهج عملي إزاء الأعمال”. أهم نصيحة له حول كيفية الإجابة بنجاح على أسئلة امتحان دراسة الحالة الاستراتيجية هو الاستفادة من التجارب اليومية. وأضاف: “عندما تجري اختبار امتحان دراسة الحالة الاستراتيجية، الأمر أشبه بالرد على مديرك التنفيذي أو المدير التنفيذي للشؤون المالية أو مصرف يرغب في التفاوض معك. يجب ألا يكون نهجك المتبع في الامتحان شيئاً جديداً؛ بل يجب أن يكون شبيهاً بطريقة ترتيبك للطريقة التي تتولى فيها تسيير أعمالك اليومية، وتواصلك مع قيادتك، وتقديم القيمة من خلال اقتراح حلول فعالة. وأنت تستفيد كل يوم، كقائد، من النصائح التي تحصل عليها خلال البرنامج أو تقوم بتطبيقها”.
تجدر الإشارة إلى أنّ أداء جوفر المميز في برنامج المدراء التنفيذيين العالمي في مجال الأعمال والتمويل منحه الثقة التي يحتاج إليها وسمح له بإثبات معرفته ومهاراته وقدرته على نشر كفاءاته المعترف بها خلال البرنامج. وقادته نجاحاته في النهاية إلى ترك قطاع النفط والغاز والسعي للعمل على حسابه الخاص. وأردف قائلاً: “بعد البرنامج، إذا قمت بالفعل باستيعاب ما تعلمته من الخبرات والتجارب التي اكتسبتها خلال ذلك الوقت، فإنك تصبح أكثر نشاطاً عندما تتفاعل مع زملائك ومدرائك وأصحاب المصلحة. فالبرنامج يساهم بالفعل في فتح الذهن والأبواب. وهو يزودك بالمهارات المتعلقة بكيفية الانتقال من كونك موظفًا إلى شريك تجاري. كما جعلني أدرك أنه في بعض الأحيان لكي تتمكن من المضي قدماً في حياتك المهنية، عليك أن تغيّر نوع عملك وربما بعيداً عن الأدوار المالية البحتة”. وأضاف: “كنت أود أن أشارك في البرنامج قبل الآن. على الرغم من ذلك، أدرك أن كل شيء يأتي في وقت محدد. لو بقيت أسعار النفط قوية، لواصلت شركتي السابقة أداءها وربما كنت لا أزال موظفاً فيها. قبل ذلك، كنت أشعر بخيبة أمل من حقيقة أنني جئت من شركة خضعت لعملية إعادة هيكلة مالية، ولكن يسعدني أن أكتشف أنها كانت بالفعل فرصة فريدة من نوعها”.
مثل طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده، أصبح جوفر الآن بكل فخر مؤسس شركة الاستشارات المتنامية خاصته، “جي آر سي كوربوريت كونسالتينج”، التي يوظف فيها 8 خبراء استشاريين والعد مستمر. تقدم شركته خدمات استشارية متخصصة في مجال الرقابة المالية وإدارة المشاريع والهيكلة بالإضافة إلى الخدمات القانونية والامتثال للشركات، سواء كانت شركات ناشئة أو متعددة الجنسيات في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.