بيونغيانغ : الصاروخ الجديد يمكنه ضرب جميع أنحاء الولايات المتحدة
تقول كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح نوعا جديدا لصاروخ ذاتي الدفع (باليستي) عابر للقارات يمكنه بلوغ جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال تلفزيون الدولة الرسمي إن بيونغيانغ أنجزت مهمتها في أن تصبح دولة نووية.
ويوصف صاروخ هواسونغ-15 بأنه “الأكثر قوة”، وقد أطلق ليلا في وقت مبكر الأربعاء.
وهبط الصاروخ في المياه اليابانية، لكنه حلق في مسار أعلى من أي صاروخ آخر اختبرته كوريا الشمالية في السابق.
وقوبل الاختبار، الذي جاء تحديا للعقوبات الدولية المفروضة على برنامج كوريا الشمالية للأسلحة، بتنديد دولي سريع، مع قرار بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
وقد ردت كوريا الجنوبية على الاختبار بإجراء مناورات بالذخيرة الحية، وإطلاق أحد صواريخها الباليستية.
ما الذي تقوله كوريا الشمالية بالضبط؟
أعلن نبأ إطلاق الصاروخ في تلفزيون الدولة في بث خاص منتصف النهار، كما نشرت وكالة (كي سي إن إيه) الرسمية للأنباء الخبر.
وتقول بيونغيانغ إن الصاروخ بلغ ارتفاعا قدره 4.475 كيلومترات، وإنه حلق لمسافة 950 كيلومترا في 53 دقيقة، وكانت تقديرات الجيش في كوريا الجنوبية قريبة من هذه الأرقام.
ولم يحلق الصاروخ – الذي أطلق من انحدار حاد – فوق أجواء اليابان، كما حدث مع بعض الصواريخ السابقة، ولكنه هبط على بعد 250 كيلومترا من ساحلها الشمالي، بحسب ما قاله مسؤولون يابانيون.
وكانت كوريا الشمالية قد قالت من قبل إن صواريخها يمكن أن تضرب الولايات المتحدة، لكنها تقول مع هذا الصاروخ لأول مرة إن هذا النوع الجديد يستطيع فعل ذلك، مما يدل على أنه نسخة محدثة من النماذج السابقة.
وأضافت وكالة الأنباء الرسمية أن زعيم كوريا الشمالية، كيم أونج-أون، الذي وقع شخصيا على إطلاق الصاروخ، قال “أعلن بفخر أننا توصلنا أخيرا إلى تحقيق هدفنا التاريخي، وهو أن نصبح قوة نووية، ونبني قوة صاروخية”.
قال تقرير الوكالة إن كوريا الشمالية “باعتبارها قوة نووية مسؤولة ومحبة للسلام، ستبذل قصارى جهدها في خدمة الهدف النبيل للدفاع عن السلام والاستقرار في العالم”.
وأضاف أن أسلحتها، إنما هي للدفاع عنها في مواجهة “سياسة التهديد النووي للاستعماريين في الولايات المتحدة”، وأن هذه الأسلحة “لن تمثل تهديدا لأي بلد”، طالما لم تُنتهك مصالح كوريا الشمالية. و”هذا هو إعلاننا الرسمي”.
هل يمكن أن يبلغ الصاروخ الولايات المتحدة فعلا؟
توصل تحليل لاتحاد العلماء المعنيين في الولايات المتحدة إلى أن الصاروخ قد يكون حلق لمسافة أكثر من 13000 كيلومتر، ولذلك يمكنه أن يبلغ “أي جزء قاري من الولايات المتحدة”.
ويضيف التحليل أنه من المحتمل فيما يبدو أن الصاروخ يحمل رأسا حربيا وهميا خفيفا، وهذا يعني فقدانه القوة على حمل عبوة نووية، عادة ما تكون أكثر ثقلا، لهذه المسافة الطويلة.
وتدعي كوريا الشمالية، مع ذلك أن صاروخ هواسونغ-15 يمكنه بلوغ أراضي الولايات المتحدة وهو يحمل “رأسا حربيا ثقيلا وأكبر حجما”.
كيف كان رد فعل العالم؟
قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قبل إعلان كوريا الشمالية، إن إطلاق الصاروخ كان “بصراحة أعلى من الصواريخ السابقة التي أطلقت”، مضيفا أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا عالميا.
وقال الرئيس دونالد ترامب – عندما أبلغ بالخبر بينما كان الصاروخ في الهواء، بحسب ما ذكره البيت الأبيض – “سنولي الأمر الاهتمام”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن إطلاق الصاروخ انتهك العقوبات وأظهر “تجاهلا كاملا لوجهة نظر المجتمع الدولي برمته”.
وعبرت الصين عن “قلقها الشديد”، وحثت جميع الأطراف على إظهار الحذر، ووصف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الإطلاق بأنه عمل عنيف لا يمكن قبوله.
واتهم رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي-إن الشمال بالتصرف “المتهور”، لكنه أضاف أنه لا خيار إلا الإبقاء على العقوبات.