تاريخ مجيد فى ظل قيادة حكيمة …. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
تاريخ مجيد فى ظل قيادة حكيمة …. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
ما يجمع الكويت والبحرين لا تحصيه الكلمات ولا يمكن صياغته بالعبارات ولكن هى أواصر النسب والدم والإنتماء والثقافة والعادات والمصير الواحد ، هى علاقة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ولم تتأثر بأى عوارض بل كانت ولا تزال تزداد قوة ومتانة فى ظل قيادات حكيمة وعبقرية لحكام البلدين من آل الصباح وآل خليفة.
يذكر بعض المؤرخون المتخصصون فى تاريخ شبه الجزيرة العربية أن الأسرتان تنتسبان إلى قبيلة عنزة العربية الكبرى أبناء تغلب بن وائل من فخذ (جميلة) فرع (شملان) ، ومع هجرة جماعة العتوب من نجد إلى ساحل الخليج العربى شرقًا فى بدايات القرن الثامن عشر الميلادى ظل الترابط بين أبناء العمومة فأسس آل الصباح الكويت وآل خليفة حكموا منطقة “الزبارة” شمال قطر ، وفى عام ١٧٨٣ انتصر الكويتيون على بنو كعب فى موقعة الرقة البحرية وفى نفس العام تمكن آل خليفة من فتح البحرين بمعاونة آل الصباح وطرد حاكم بوشهر الإيرانى الشيخ ناصر آل مذكور ، ولكن فى الحقيقة أن الترابط بين البلدين كان منذ القدم عندما كانت فيلكا تتبع مملكة دلمون ، فالعلاقات بين البلدين قيادةً وشعبًا حقيقةً لا مجازًا جزءًا لا يتجزأ كالجسد الواحد .
وقد قمت بزيارة الشقيقة البحرين مرات عديدة ولم أشعر لحظة واحدة بأنى فارقت الكويت ، ولكن هذه المرة الأخيرة كانت ذو طابع خاص حيث تشرفت فيها بمقابلة وزير شؤون الإعلام معالى السيد على بن محمد الرميحى ،ورئيسة مجلس النواب معالى السيدة فوزية بنت عبدالله زينل ، ورئيس مجلس النواب معالى السيد على بن صالح الصالح، وقد تبادلنا الأحاديث الشيقة وما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط متينة لم ولن تنفك أواصرها مهما طال الزمن ، و للأسف لم يسعفنى الوقت لمقابلة بقية الشخصيات التى أتشرف بأن تجمعنى بهم مقابلة فى أقرب عودة لوطنى الثانى مملكة البحرين أدام الله عزها .
وقد تكلل هذا التلاحم التاريخى بين الأشقاء عندما انتفض الشعب البحرينى قيادةً وشعبًا ضد العدوان العراقى الغاشم حيث أرسلت البحرين قوات عسكرية مجهزة للمشاركة فى عملية ” درع الجزيرة” ومشاركة سلاح الجو البحرينى ومطارات البحرين مع قوات التحالف لطرد المعتدين ، كما تبنت البحرين ديبلوماسيًا قضية الشعب الكويتى العادلة فى المحافل الدولية مع أشقاءها من دول مجلس التعاون الخليجى حتى تم تطهير الكويت من دنس المحتل ، وفى المقابل أرسلت الكويت قوات بحرية تحت مظلة قوات ” درع الجزيرة” لحفظ الأمن فى البحرين تزامنا مع الأحداث المؤسفة فى فبراير ٢٠١١.
أما على المستوى الاقتصادى ، فتعتبر البحرين الوجهة السياحية المفضلة للشعب الكويتى ، والعديد من اتفاقيات التبادل التجارى وقعتها اللجنة العليا المشتركة الكويتية البحرينية فى المجال السياحى والنفطى والبيئى ، كما تقدر الاستثمارات الكويتية فى الشقيقة البحرين قرابة ال٢ مليار ونصف دولار أمريكى .
فى الواقع وكما ذكرت فى مقدمة المقال أن الكلمات ولغة الأرقام والإحصائيات لا تعبر عن حقيقة ما يربط الشعبين الشقيقين ، وأن القيادات الحكيمة الرشيدة المتعاقبة على حكم البلدين لم تدخر جهدًا لتحقيق الأمان والرفاهية وتقوية أواصر المحبة والتعاون ، ولا زلت أتذكر ما أخبرنى به والدى المغفور له سمو الشيخ حمود السالم الصباح رحمه الله تعالي بمسكنه بقصر الدعية عن علاقة الود والمحبة التى جمعت والدى بآل خليفة عامة وخاصةً بالمغفور له جلالة الملك عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله حيث أهداه والدى (بعض الخيول العربية وصقور حرة للمقناص ) ورد له جلالة الملك الهدية ( بسيارة وسيف وخنجر )هذا التهادى كان يعبر عن أسمى قيم المحبة والأخوة التى جمعت أسلافنا العظماء رحمهم الله وطيب الله ثراهم وجعل الجنة مأواهم ، ونسأل الله جل وعلا أن يجعلنا فى رباط إلى يوم القيامة وأن يوفق ولاة أمورنا حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت وولى عهده الأمين ،وحضرة صاحب الجلالة والفخامة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وولى عهده الأمين حفظهم الله جميعًا لما فيه الخير والسعادة لنا وللأمتين العربية والإسلامية ، دمتم لنا أشقاء ودامت لنا نعمة الأمن والأمان والسعادة .