حاكم الشارقة سلطان القاسمى :الإسلام مصدر المحبة والتسامح
دعا الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى وضع مصلحة الأوطان والمواطنين فى قمة الأولويات لدى القادة وصناع القرار فى المنطقة، مشددًا على أن الإنسانية يجب أن تسبق السياسة فى أى قرار أو اتفاق يتخذونه السياسيون فى هذا العالم، وأن الدين الإسلامى هو مصدر المحبة والتسامح والتعايش، ومانح حقوق الإنسان بغض النظر عن عرقه ولونه وجنسه. جاء ذلك خلال لقاء حاكم الشارقة، الدكتور نازرين معزالدين شاه، سلطان ولاية بيراك الماليزية، خلال زيارته إلى ماليزيا، فى إطار علاقات الصداقة التى تربط بين الإمارات وماليزيا، والتى شهدت مزيداً من التطور فى العقود الأخيرة. وجرى خلال اللقاء الذى أقيم فى قصر بيراك، استعراض الواقع الراهن للدول الإسلامية حول العالم، خصوصًا تلك التى تعانى من اضطرابات جراء الأزمات السياسية والحروب، وأوضاع اللاجئين حول العالم وقضاياهم الملحة التى يجب أن ينظر إليها بعين الإنسانية بعيداً عن أى مواقف أو قرارات سياسية، وأن يكون هنالك تحرك دولى عاجل لحمايتهم من التشرد والجوع والضياع. واستعرض حاكم الشارقة مع سلطان ولاية بيراك، مجالات التعاون المشترك بين إمارة الشارقة وماليزيا، اللذان يمتلكان تجربة تنموية رائدة إقليمياً، ورؤى مشتركة فى العديد من القطاعات الحياتية الرئيسية، كما ينشطان على الصعيد الدولى فى مجال الحوار بين الحضارات. وتناول الدكتور نازرين معزالدين شاه، مبادرة التمويل الإسلامى التى يرعاها سموه، والهادفة إلى جعل ماليزيا مركزاً دولياً للتمويل الإسلامى، وأشار إلى أن الدور المتنامى لماليزيا فى العالم، تحقق بفضل رؤيتها الاقتصادية التى تستند إلى مبادئ الحكم الرشيد، والشفافية، والعدالة، والإيمان، والمشاركة فى تحمل المخاطر. وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، خلال اللقاء على الدور الذى يلعبه الاقتصاد الإسلامى فى تلبية احتياجات أفراد المجتمع، وتحقيق الاستقرار المالى والاقتصادى، بما يعود بالخير والازدهار على مختلف دول العالم، مثنياً على الدور الماليزى فى نشر القيم الاقتصادية الإسلامية داخل ماليزيا وخارجها، مما يساهم فى زيادة الطلب على التمويل الإسلامى من مختلف دول العالم، نظراً لاستناده إلى المبادئ الأخلاقية. ورحب حاكم الشارقة بالخبرات الماليزية فى مجال الاقتصاد الإسلامى للاستفادة منها فى إمارة الشارقة، وأكد أن جامعات الإمارة ومراكزها البحثية تفتح أبوابها أمام المتخصصين الماليزيين لنقل خبراتهم الأكاديمية والعملية إلى الدارسين والباحثين فى إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتناول اللقاء الحوار بين الثقافات وضرورة تشجيعه والترويج له، وأشاد السلطان الدكتور نازرين معزالدين شاه، الذى يتولى أيضاً منصب المبعوث الخاص لحوار الأديان والحوار بين الحضارات فى ماليزيا، بالتجربة الرائدة لإمارة الشارقة فى هذا المجال، من خلال دعم صاحب السمو حاكم الشارقة لقيم التسامح والتواصل بين مختلف الجنسيات التى تعيش على أرض الإمارة بأمان وسلام، مثمناً أيضاً الدور الكبير الذى يقوم به حاكم الشارقة على صعيد إبراز الحقيقة المشرقة للإسلام والمسلمين، معتبراً التجربة الإماراتية والماليزية أمثلة متميزة لنهضة وتطور الدول الإسلامية حول العالم. وقدم حاكم الشارقة فى نهاية اللقاء نسخة من كتابه “تحت راية الاحتلال” باللغة الانجليزية إلى الدكتور نازرين معزالدين شاه. ورافق حاكم الشارقة خلال اللقاء، عبدالله مطر المزروعي، سفير دولة الإمارات لدى ماليزيا، وبدر جعفر، الرئيس التنفيذى لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة “بيرل”، وإرم مظهر علوى، مستشار أول فى المكتب التنفيذى للشيخة جواهر القاسمى، ومريم الحمادى، مدير حملة سلام يا صغار، التابعة لمؤسسة القلب الكبير. وبعد ذلك توجه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فى زيارة خاصة إلى جامعة ماليزيا، الواقعة فى جنوب غرب العاصمة كوالالمبور، وذلك بناءً على دعوة صاحب السمو الملكى الدكتور نازرين معزالدين شاه، رئيس الجامعة. وتعتبر جامعة ماليزيا من أعرق الجامعات فى البلاد، حيث يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1905، أى قبل اعتماد الاسم الرسمى لماليزيا التى ظهرت كدولة موحدة فى عام 1963. وظهرت الجامعة بشكلها الحديث فى عام 1962، ومنذ ذلك الوقت نمت بشكل متسارع، ويدرس فيها حالياً أكثر من 27 ألف طالب من 80 بلداً. وكان فى استقبال حاكم الشارقة وولاية بيراك فور وصولهما الحرم الجامعى، البروفسور محمد أمين بن جلال الدين، نائب رئيس الجامعة، وعدد من رؤساء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية، الذين رحبوا بضيف ماليزيا والوفد المرافق له. وقدم الدكتور محمد أمين بن جلال الدين لمحة سريعة عن الجامعة التى يعمل فيها 1700 من أعضاء هيئة التدريس، وتضم 17 كلية ومركز أبحاث تغطى مجموعة واسعة من التخصصات الأدبية والعلمية والإنسانية، مشيراً إلى أن عدد خريجى الجامعة تجاوز 100 ألف خريج من بينهم شخصيات وقيادات معروفة وشهيرة فى مختلف المجالات. وتجول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فى حرم الجامعة، ومرافقها، وتعرف على أبرز الإنجازات التى حققتها، وخاصة فى المجالات العلمية والتقنية، حيث تعتبر جامعة ماليزيا من المؤسسات الأكاديمية المتقدمة فى أبحاث الأمراض المعدية، والتنوع البيولوجى، والملكية الفكرية. وأشاد حاكم الشارقة باهتمام الجامعة بالتنوع الثقافي، واستقبالها للطلاب والباحثين من كافة أنحاء العالم، وأكد أن الأجيال المتعلمة لا تساهم فى تقدم مجتمعاتها فحسب، بل توفر لها فرص الاستقرار من خلال المحافظة على النسيج المجتمعي، والقبول بالآخر، والاعتراف به.