حكاية عشاق المدينة القرطبية باينا … بقلم الدكتورة افراح ملاعلي
غونثالو ، رجل بمظهر رجولي ، طول فارع و نظرات تخترق من يراها. وهي، مارغاريتا، التي لا تستطيع ان لا تكون الا وفية للجمال القرطبي المشهورة بخصلات شعر كلون حجر الجزع. هو من عائلة نبيلة جدا وهي ابنة خدم الكونت دي كابرا، فللحب طرق وعرة و غريبة لاختيار من تهواه قلوبنا. ويقسم هذان الشابان على الولاء و الحب و الطاعة في احد كنائس بلدة باينا بقرطبة. والتي كانت تسكن فيها العجوز سارا، و المشهورة بالمشعوذة و الساحرة، و كان اسمها مرتبط ارتباطا وثيقا بيهود باينا.
ابنتي ! خذي و احتفظي بهذا الطلسم بعد موتي .. فهو يخص سيدنا سليمان ، ملك الحكماء في كل زمان و مكان، فمنذ قرون توارثه اجدادي و حافظوا عليه بكل اخلاص و تفاني. لا تهمليه و احتفظي به ولا تخبري به أحدا… و أن خانك لسانك و زل ،لا تفرطي به مهما كان العروض مغرية .. فبهذا الطلسم السعادة المطلقة و الابدية مع من تريدين…تذكري .. بكل يوم مكتمل البدر فيه سوف ترين هذه السعادة..
ففي تمام كل بدر مكتمل كانت مارغاريتا تنتظر في دير سانتو دومينغو معشوقها غونثالو. و بالرغم من امنيات العشاق الا ان شيئا لم يحصل! او يتغير. و مع مرور الاشهر و اكتمال القمر مرة تلو الاخرى… و تحديدا في يوم الموتى المقدس، تهطل الامطار وهي تصفع نوافذ البلدة، فيخرجن عجائزها و يتمتمن بأصوات يعتريها الرعب و الرهبة صلوات للأرواح الموتى. أجراس كنيسة سانتا ماريا تقاطع صمت البلدة و صلاة راهبات الدير، فكانت اللحظة الحاسمة للقاء، كانت شوارع باينا مهجورة كليا… حتى صرخ احدهم
ايها الفارس ! يا من تتنزه ليلا اترك لي صدقة تمسح بها ذنوبك او ما ستذنب!
كانت امراه تحتمي من المطر بحائط كنيسة سانتا ماريا. و بعد وضع قطعة نقدية براحة كف السائلة اكمل مسيره حتى وصل الى برج من ابراج أحد القصور المهجورة. وهناك كانت تنتظره مارغاريتا.
مارغاريتا تحتضر! هناك شيء غريب يحصل ! الطلسم بدأ ينقسم الى أجزاء متطايرة بالهواء تلمع كما النجوم.. القمرمكتمل! حان وقت السعادة الابدية!
هل ستحبينني الى الابد؟ غونثالو سائلا
نعم حتى آخر نفس ! ترد مارغاريتا
اذا سأكون معك حتى النهاية…
لم يبقى اثر للعشاق الا حرملة غونثالو في احد الابراج. ولكن مازال اهل باينا القرطبية يطلبون الرحمة على ارواح عشاق المدينة عند دق أجراس الكنيسة. و تحكي عجائز المدينة انه قبل 100 عام كان هناك رجل يدعى غونثالو، مظهر رجولي ! طول فارع… و يستمع كل من بالبلدة لتلك الحكاية الغريبة حتى شعرت لوهله ان هناك من همس باذني: سوف نعشق بعضنا البعض الى الابد!!
دمتم بهوى اسباني و هوية كويتية.