«حماية البيئة»: ازدهار المستنقعات الملحية على طول شواطئ محميات البلاد
قالت الجمعية الكويتية لحماية البيئة إن الكويت تشهد ازدهارا للمستنقعات الملحية على طول شواطئ المحميات أو التي يقل فيها التعرض للساحل.
وأوضحت الأمين العام للجمعية جنان بهزاد في تصريح صحافي اليوم أن المستنقعات الملحية تقع على جانبي محمية الجهراء الطبيعية باتجاه مدينة الكويت جنوبا في منطقة الجديليات وجون الصليبخات مرورا بالدوحة.
وأضافت بهزاد أنها أجرت دراسة علمية عن تلك المستنقعات الساحلية المتمثلة بالأراضي الرطبة التي تغمرها المياه في المد وتتأثر بالجزر مبينة أن تربة تلك المستنقعات تتكون من الطين العميق والغرين الرملي والجفت.
وذكرت أن بيئة هذه المستنقعات ممتلئة بجذور النباتات وبقاياها وعادة ما تكون مستويات الاكسجين فيها منخفضة مشيرة إلى أن نقص الأكسجين يتسبب في نمو البكتيريا التي تنتج رائحة كبريتية تشبه البيض الفاسد الذي كثيرا ما تكون رائحته واضحة في مناطق المسطحات الطينية.
وأفادت بأن ضحالة المياه وزيادة تركيز الأملاح مع مستويات التبخر العالي يجعل من المستنقعات الملحية أماكن صعبة للعيش بسبب التقلبات اليومية في درجات ملوحة المياه ودرجة الحرارة والأكسجين.
وأشارت إلى أن تلك الأماكن من أكثر النظم الإيكولوجية البحرية إنتاجية للطاقة الغذائية لافتة إلى أهمية هذه الموائل الطبيعية للطحالب وللحيوانات الرخوية والقشريات حيث تشكل أساس الهرم الغذائي لكثير من الكائنات الحية في المستنقعات وتعد ملجأ وحضانة للأسماك وسرطان البحر ونطاط الطين.
وقالت بهزاد إن الغطاء النباتي للمستنقعات الساحلية يوصف باختلاف الكثافات حسب التجمعات النوعية للنباتات الملحية إذ يمكن ملاحظة المناطق المميزة بنمو النبات والحشائش الطويلة التي تسكن ضفاف الجداول ويحدها من الأعلى الأعشاب والشجيرات التي قد تمتد لليابسة لمسافة كبيرة قبل الانتقال للموائل المتاخمة.
وأوضحت أن المستنقعات لا تختلف عن بعضها كثيرا باختلاف مناطقها نظرا لاقترابها جغرافيا من بعضها مشيرة إلى أن نباتاتها تتحمل الملوحة وتتكيف مع مستويات المياه المتقلبة كما أنها تتحمل تيارات المياه والمواد الغذائية المحفزة لنمو النبات وتمدها بالمواد العضوية المغذية للأسماك والكائنات الحية الأخرى.
وأضافت أن الكثير من النباتات المتفرقة يعتمد توزيعها على تقسيم المناطق وتسلسل قربها من منطقة المد والجزر مبينة أن نوع التربة ودرجة تماسكها يختلف كلما تم الابتعاد عن المنطقة التي لا يصلها المد فيما يتغير نوع التجمعات النباتية.
وأكدت بهزاد أهمية منطقة السبخات الساحلية للطيور البحرية المهاجرة لافتة إلى أنها تمثل موردا كبيرا لمستعمرات الكائنات البحرية التي تعتمد عليها الطيور في التغذية كما أنها تستخدم كنقاط توقف لفترة أثناء السفر.
وأفادت بأن زيادة الطلب لإقامة المشاريع العمرانية والمدن السكانية في المناطق الساحلية يؤثر على هذه البقع الصغيرة التي تبقت من مجموع اراضي الساحل في جون الكويت موضحة أنه لم يبق الكثير منها بحالة جيدة ليضمن استمرارها باستضافة الحياة البحرية الحافلة المرتبطة بها.