حينما تنطفئ روحك لا تتردد في الرحيل .. بقلم نرمين عباس
لا أحد يستطيع أن يطفئ بريق روحك دون مساعدتك، لم أحصِ كم مره رأيت فيها ذلك الأستغلال لأشخاص حولي تحت مسمي من الحب، ولكن أي حب ذلك الذي يدفع شخصاً ما لأن يتجنب النظر في المرآه كي يتجنب رؤيه وجهه الشاحب وملامحه الشارده بسبب ضغوطات شخص آخر عليه، فيصبح في دائره مفرغه من الأجوبه، بالأمس كنت أشاهد فيديو بالصدفه أصابني بحاله من الغضب، كان الفيديو يتحدث عن فتاه شديده السمنه، دفعها للسمنه زوجها بدافع الحب حسب قوله، كان يأتي لها بكل ما لذ وطاب من أنواع الطعام المرتفع بالسعرات الحراريه حتي وصل وزنها إلي 300 كيلو جراماً، وكان مبرره الوحيد أن تظل بجواره ولا يراها أحد سواه، شعرت بغصه في قلبي وتلك الفتاه تنظر له بحب وهي تقول أنه يعني لها كل شيء وهو من يقوم بمساعدتها في كل أمورها الحياتيه، لأنها بالكاد لا تقوي علي الحركه، كان الفيديو يستعرض صور سابقه لتلك الفتاه، شعرت وكأني أشاهد شخصاً آخر فلم تكن بكل هذا الوزن حينها، تساءلت أي حب ذلك الذي يدفع شخص إلي أن يحول حياة شخص آخر إلى حياه أخرى، حياه يصبح فيها ذلك الشخص هو إطار حياته، تساءلت أن رحل ذلك الشخص يوماً ماذا ستفعل تلك الفتاه؟
فهي لا تقوي علي أن تأتي لنفسها برشفه ماءٍ دون مساعدته، بعدما كانت تفعل كل شيء لنفسها بكل سهوله، ظللت أتساءل كيف ستواجه الحياه يوماً ما بدون ذلك الشخص، فقد تدفعهم الحياه للأفتراق لأي سبب كان، حينها ماذا ستفعل؟
شعرت بالأسي حينما رأيت شخص يضع كل آماله وحياته بين يدي شخص يدفعه لكل ذلك التغيير السلبي من أجل رغباته الشخصيه دون أن يفكر في الطرف الآخر، تمنيت حينها أن يري كل شخص حقيقه الآخر في الوقت المناسب، قبل أن يندفع وراءه وهو معصوب العينين..
كانت تتحدث معي صديقه لي عن تسريحه شعرها الجديده، أخبرتها أنها جميله جداً وتناسب شكل وجهها، ظلت تسألني حقيقي أم أنك تجامليني؟
تعجبت من هذا السؤال المتكرر فقد كانت بالفعل جميله جداً، شعرت أن ثقتها متزعزعه حيال نفسها، وشعرت بالحيره لأنني أعرفها جيداً وأعرف أنها ليست ممن يفقدون الثقه بسهوله، أردت أن أعرف سر ذلك التغيير حيال نظرتها لنفسها، فقررت أن أسألها علي أستحياء لماذا تسألني بأستمرار أن كانت جميله أم لا، فقالت بنبره منخفضه وهي تتجنب النظر لعيناي، أن زوجي دائماً ما يقول لي بأن شعري ليس جميلاً.. خيم الصمت قليلاً بيننا، ثم قمت بتغيير وتيره الحوار بعيداً تماماً عن ذلك الموضوع..
عندما عدت إلى المنزل ذلك اليوم ظللت أفكر كم من أشخاص خاطئين في حياتنا ، لا يحبوننا لذاتنا ولكن للحصول علي منفعه شخصيه، قد تكون تلك المنفعه أن تظل أسير لذلك المحب، لترى الحياه من خلاله، كم من كلمات تقال تحت مسمي الحب لكنها تحمل بين طياتها الكثير من البغضاء، لكن الحب الحقيقي أن يدفعني شريك حياتي أن أحب ذاتي وأقدرها، أن أحب الحياه وأرى نفسي بصورتها الجميله الحقيقيه، وليس أن يقلل من شأني ومن حياتي من أجل إرضاؤه.. حينما تدفعك علاقه ما أن تفقد ثقتك بنفسك يوماً بعد يوم، حينما ترى ملامحك في المرآه ولا تعرفها، حينها تأكد أنه يجب عليك الرحيل، لا تستمر من أجل إرضاء الآخرين، ولا تلتفت أبداً للوراء، بعض العلاقات يجب أن تنتهي حينما نبذل فيها كل ما بوسعنا دون أن نحصل علي تقدير لأي شيء، فلا تبذل جهداً لإرضاء من لا يستحق، ولا تستمر يوماً مع شخص يدفعك لأن تصبح يوماً شخصاً لا تعرفه..