داء الفاشينيستا… بقلم الجازى السنافى
ربما لم يعد مصطلح “فاشينيستا” غريباً على الاذهان. اصبحت كلمة شائعة تُردد بشكل شبه يومي. “فاشينيستا” لقب يطلق على الفتاة المهتمة بآخر صيحات الموضة والأزياء لكنها اصبحت “ظاهرة” شائعة في عالم التكنلوجيا والتواصل الاجتماعي. تارة فلانة و تارة اخرى فلان. بل اصبح التنافس شرس بين الشابات والشبان لإحتلال المركز الاول او كسب عدد متابعين اكثر قدر الامكان. من منا لايمتلك حساب “انستغرام” او “تويتر” و كم منا لايعرف بعض من الفاشينيستا او مشاهير ذاك العالم الوهمي. احاديث المجالس لاتخلو من النقاش عن ازياء الفاشينيستا و اعمالهم وكأن الحياة نفذت من الاحداث المهمة والامور الشيقة والمواضيع الثقافية. لم يؤثر موضوع “الفاشينيستا”على الكبار فقط بل اصبح الاطفال اكثر تأثراً بهذه الظاهرة.
لاننكر مدى فاعلية برامج التواصل في التأثير على الاشخاص بل اصبحت قوة لايستهان بها في نقل اخر الاخبار المحلية والعالمية المرغوبة والغير مرغوبة. اصبحنا في عالم مفتوح لكل شيء بإيجابياته وسلبياته. ولكن لنتوقف عند نقطة شديد الأهمية!
من فترة بسيطة جلست مع مجموعة من الاطفال و من باب فتح موضوع وتلطيف الاجواء سألت احد الاطفال كالمعتاد سؤال بسيط وهو “ماذا تودين ان تكوني في المستقبل؟” كنت اتوقع وظائف معتادة كالطبيب او المهندس او المعلم ولكن الطفلة أجابت بدون تفكير “اريد ان اصبح فاشينيستا!” صمت لوهلة افكر و انا بكامل دهشتي “أحقا تودين ان تكوني فاشينيستا!؟” اجابت بنعم لانها معجبة جداً بأزيائهن و لباقتهن و شكلهن. هنا يجب ان نتوقف حقاً لأننا سنواجه أزمة حقيقية في المستقبل. اطفال في عمر الزهور اصبح باعتقادهم ان الفاشينيستا “وظيفة” بسبب تأثرهم الشديد في وسائل التواصل الاجتماعي. بل اصبحوا يتغنون بالفاشينيستا وكأنهن “باربي” عصرنا او “حوريات” احلامنا.
مالذي تغير حقا؟ انحن من نصنع لتلك الفتيات هالة وعظمة و تمجيد حتى اصبحن مثالاً و قدوة للاطفال؟ ام انهم متأثرين ببرامج الكبار حتى اصبحوا يميلون لايقونات الموضة الحديثة و تركوا ما يتوجب عليهم ان يعجبوا به فعلا. اصبح كل طفل يحمل هاتف خاص به وحسابات خاصة لكل برنامج جديد تحت بند “التطور” ومواكبة العصر. حتى ان بعض الاباء والأمهات يتاجرون بأبنائهم و بناتهن لعروض الازياء في بعض الحسابات ليس حباً بابنائهم بل طمعا في تأجيرهم للدعايات وتحصيل الاموال. انحن حقاً نعاني من مشكلة؟ الاجابة : نعم! نحن نعاني من مشاكل وليست مشكلة و هي التقليد الاعمى بدون تفكير. ومواكبة تطور خاطىء يقود لتدمير العقول بدون وعي وادراك لما قد ينتج عن ذلك. اجيالنا في خطر سينتشر داء التقليد وداء الغباء ان لم تأخذوا خطوة ايجابية وحكيمة لوقف هذه الظاهرة الغريبة
برأيك ماهي الظاهره التي قد تنتج من ظاهرة لفاشينيستا هل ممكن تكون ظاهرة الاستهاك او التقليد والمحاكاه