د.حسين دشتي يكتب …محاسبة النفس الخطوة الأولى للإصلاح الحقيقي
نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الإنعاش الاقتصادي الكويتي، وذلك من خلال الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، إلى جمهورية الصين الشعبية وتوقيع مجموعة من اﻻتفاقيات اﻻقتصادية وأبرزها استثمار الجزر الكويتية، وتعد الزيارة خطوة جبارة في خضم العمل على تفتيت مردم الفساد الذي فاحت منه روائح استغلال مقدرات المواطن والوطن والخطوة أصبحت ضرورة قصوى.
إن التلاعب بمؤشرات ومدركات الفساد وتغييب الدور المسؤول بمحاسبة أعضاء الحكومة، ومراجعة المشرعين في مجلس الأمة لتمتعهم بالحصانات البرلمانية أصبح مرفوضا، لأن المواطن لديه من الوعي ليميز الشريف عن الفاسد.
والجدير بالذكر أن محاسبة النفس أولا، تلك الخطوة الأولى للإصلاح الحقيقي، باتت لعبة الاتهام والمؤامرة على شخصيات مرموقة وسجلها ناصع البياض لعبة مكشوفة، لذلك علينا بناء ركيزة متينة من الإصلاح الفردي واستئصال هذه العلة التي تهدم السور الواقي لحياة أى مجتمع يريد النهوض والتطوير والتنمية، والمحافظة على مقدراته.
في ظل الشعارات الرنانة بحق تطهير الدولة من أصحاب الفساد بالقبض على الراشي والمرتشي ومحاسبة أصحاب الإيداعات المليونية ومحاكمة القبيضة، بدأت فئة من الكويتيين كانوا يعيشون ضمن الطبقة البرجوازية، وأصبحوا يعيشون عند حد الفقر وهذا يدفعنا إلى التوجس من تقسيم المجتمع إلى طبقات.
إن التقسيم العادل لثروة الوطن بين أبنائه، ومحاربة الفساد وفق استراتيجية مدروسة وخلق بيئة لترشيد استغلال مقدراتنا أصبح واقعا لا مهرب منه.
وفي الفترة الأخيرة شارك عدد من الناشطين السياسيين والأكاديميين في ندوة سياسية شاملة تحت عنوان «استحقاقات التغيير وأهمية الإصلاح» تناولت أبرز المواضيع التي تعتبر حجر الأساس للدولة والمجتمع الكويتي وما طرح على طاولة الندوة، من تدهور التنمية والتشدد على أهمية الإصلاح ووقف الفساد المستشري في العصب اﻻقتصادي للدولة.
وعلينا أن نعمل معا على وضع الأساس المتين لبناء حياة اقتصادية سليمة بدءا من اختيار النائب الذي يمثل الشعب، إلى محاسبة الحكومة وإلى كشف الفساد بدون أن نبقى على «طمطام الميت».