الأسبوعية

د. دلال الردعان تكتب : لن نقاطع… كي لا يلعننا التاريخ

أسمعها دائماً تتردد بين المواطنين بأن الاصلاح قد غدى كذبة أبريل ويقولون انه منذ اكثر من عشرين عام ونحن ننتخب انتخابات نزيهة ونوصل البعض للبرلمان ولكن يبدو ان البعض بعد ان نوصلهم لقبة البرلمان يصابون بمس او عين فلا نعود نراهم يتحدثون عن مطالبنا أو مشاكلنا…وتختفي أصواتهم تماماً وقد يختفون هم بأنفسهم ومازال الاصلاح غائباً في كل مرة.. ومازلنا آخر الاهتمامات في نظري ان الامل موجود ومعقود بالاصلاحيين والشباب المثقف والرؤية التفاؤلية للغد فنحن لا نلقي باللوم على الناس.. فهم بالفعل لا يرون رؤية واضحة للاصلاح.. مايرونه ان الاصلاح اصبح غطاء لتنفيذ المصالح الشخصية والتكسبات الانتخابية .. فمرةً تثار قضية البدون.. ومرةً التجنيس وتارةً الميزانية وتارةً اخرى السرقات والحبل على الجرار.. وللعلم لم يعد الشعب أعمى عن هذا التكسب رغم أنه سأم الوضع المتردي والتنمية المنسية والكيكة التي يقتسمها القاصي والداني ..لكنه مازال يمتلك الاهلية العقلية التي تمكنه من التمييز ..ولا يعني التزام الاغلبية الصمت رضاها عما يدور بل هو العجز عن الاستمرار في توضيح أمور يعلم من يقوم بها بفداحتها ومازال مستمرون بها لإغاضة الشعب ورفع ضغطه..ومن أمور عدة مزعجة تنفر الناس من الخوض في الانتخابات والعزوف عنها خاصة من الشباب وقادة المستقبل

من محاصصة سياسية قبلية للمصلحة الشخصية والتي تفرض سياسة براشوتية في اختيار المسؤولين للمناصب في الوزارات والملاحق الثقافية والتعيينات وغيره من مناصب تشترط الكفاءة بالأساس وكذلك القيادات الحزبية الديناصورية التي تقود أعداد من الشعب تحت غطاء الاصلاح ومحاربة السرقات وهي على الضفة الاخرى تسرق وتنهب تحت غطاء الحق والشرعية وتغسل العقول تحت مبدأ الحرية.. لعل ما يثير الضحك احياناً بل الشفقة ان البعض يشوب سلوكه الغباء الذي تكشفه حتى حماقة الاطفال وطيشهم فحين يخرج علينا احدهم لينقد الرياضة وهو لا يمت لها بصلة او يتحدث احدهم عن نبذ الطائفية في الوقت الذي تفوح منه رائحة العنصرية والقبلية.ووزير يخرج علينا ليقول لنا انكم شعب لايقرأ…ووزير آخر متقاعد ينتقد في رسالة الحال في القطاع الصحي ويشرح الفساد الذي كان سائداً سعادة الوزير لما التزمت الصمت انذاك؟ هل لان الصمت يتعارض مع تسيير مصالحك حينها؟ أم تكسب انتخابي جديد تهدف له اليوم ؟ ديناصورات القيادة والوزارات…الرجاء كل الرجاء التنحي عن مناصب لم تزيدوها الا تعطيلاً للتنمية فلنفترص أنكم أعطيتم وأجزلتم العطاء وأديتم الأمانة وعلى سبيل الصراحة. أخذتم فرصتكم فأرجوكم اتركوا الساحة للقيادات والدماء الجديدة الشابة لتعمل وتقود دفة الكويت من جديد فعقولهم شابة ولقد ولدوا بوقت يختلف كل الاختلاف عن أوقاتكم وعاصروا متغيرات جديدة وفكر جديد قد يصعب على عقولكم استدراكه..فلم يعد من المألوف لديهم ان تجبرهم على شيء فهم سيقنعونك بأفكارهم ويرضخونك لها لتتماشى مع عقلياتهم وللعلم هم يشكلون الاغلبية من السكان في الجامعة والمدارس وسوق العمل والمستشفيات وحقول النفط وسلك الشرطة والجيش والدفاع وكل وزارات الدولة.. هم الاغلب ..لهم احتياجاتهم ولهم عقلية لا يفهمها الا العقول القريبة من تفكيرهم اتركوا المجال لهم.. واستمعوا لهم..نحتاج لهم كحكومة شابة ومجلس شاب لا حكومة باراشوتية ومجلس كهل….فلم نكن في يوم من الايام دولة احزاب.. نحن دولة قانون .. فإذن لماذا تفرض علينا الاحزاب وتعيق تنميتنا محاولة ارضائها؟

لسنا بحاجة للاصلاح الزائف وهرمنا حقاً من التكسبات الانتخابية ألم يحن الوقت حقاً لحكومة شابة نحذوا بها حذو الدول المجاورة …نحتاج مجلس يقترح ويسن قوانين لمصلحة الشعب وليس ضده..مجلس لا تجد اعضاؤه منذ اول شهر يحوس ويبحث عن واسطات في اروقة الوزارات ويبدأ في تأسيس الشركات وتزداد مع ذلك الكفالات وتتضخم العمالة الوافدة والسائبة وتستهلك خدمات الصحة والتعليم وغيرها.. مجلس يكون اعضاؤه منعدمين الحال وبعد اول شهر يمتلكون العقارات والمزارع التي يطرد بها الخيول

ونرى التحويلات المالية بغير حساب لحساباتهم وصفقاتهم
فليكن القرار اننا لن نقاطع الانتخابات للمجلس القادم ابداً ولا ضرر من الالتزام بالمبدأ مع التعاطي مع الظروف والمعطيات المستجدة فمقاطعة الانتخابات فرضت على البعض لتردي الاوضاع على المستوى السياسي وقتها ولكن الوضع الان تغير والبلد تسير نحو الهاوية ويتطلب ذلك منا عدم المقاطعة كي لا يلعننا التاريخ والاجيال القادمة يوماً ما على صمتنا وتركنا “القرعى ترعى “بلا رقيب لن نقاطع كي نصلح اصلاح حقيقي ونرجع الهيبة للقانون ونمنع كسره بيد من هم اصحاب السلطة

لن نقاطع..كي نشعر المواطن بمواطنته وحقه في ان يعيش كريماً في وطنه لن نقاطع كي نثلج صدر المواطن بإنجازات تصب في صالحه وسعادته

لن نقاطع كي يصل للمجلس من يمثلنا حق التمثيل من اصحاب المبادىء والمواطنة الحقيقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى