د.مصطفى الموسوي لـ” صوت الخليج ” … 500 مريض بحاجة للتبرع بالأعضاء سنوياً في الكويت
- هناك 30% من الأهل لا يوافقون على التبرع خوفاً من المخالفة الشرعية .
- تجرّم دولة الكويت عمليات البيع والشراء للأعضاء وأغلبهم يتقاضون الأموال ..
- كلما قلّت المدة في نقل وزراعة الأعضاء المتبرع بها كان أفضل.
- تأتينا أسماء المتبرعين بعد الموافقة عليها من لجنة وزارة الصحة .
حاورته : رباب عبيد
تعتبر زراعة الأعضاء إحدى الوسائل الطبية التي يلجأ إليها الطبيب والمريض كأخر حلّ بعد فشل التداوي بالأدوية المتاحة للعلاج ، وتزيد حالات الفشل الكلوى وتفشي أمراض الكبد والبنكرياس وأمراض العيون ” فقدان البصر” وفقدان الأعضاء نتيجة للحوادث والأمراض .
دخلت زراعة الأعضاء إلى الكويت منذ عام 1979 ، لتكون الكويت أول دولة خليجية تقوم بزراعة الكلى ، ومن ثمّ زراعة ” الكبد والبنكرياس ” والقرنية والقلب على مدى أربعة عقود وأكثر ، وتلعب جمعية “زراعة الأعضاء “ومركز “حامد العيسى” دوراً كبيراً في تنشيط هذا القطاع الطبي المهم في البلاد والذي من شأنه إنقاذ أرواح البشر ، بأقل التكاليف قياساً بتكلفة هذه العمليات خارج دولة الكويت .
في هذا اللقاء تحدث د. مصطفى الموسوي لـ” صوت الخليج ” عن زراعة الأعضاء في الكويت …سألناه وأجاب ..
/ كم تبلغ نسبة مرضى زراعة الأعضاء في الكويت ؟
/ نعاني من نقص كبير في حصولنا على الأعضاء المناسبة للزراعة للمرضى ، و لدينا 500 شخص على لائحة الانتظار لزراعة الأعضاء في الكويت ، أي بنسبة 6-8 من كل مليون ، وحصولنا على الأعضاء المتبرع بها من المتوفين أكثر من المتبرعين الأحياء.
/ هل يوافق ذوي المتبرعين المتوفيين لكم على تقديم موافقة خطية بالتبرع بعد الوفاة ؟
/ نتواصل مع ذوي كل شخص متوفى دماغياً بهدف التبرع لنا ، ولكن هناك 30% من الأهل لا يوافقون على التبرع خوفاً من المخالفة الشرعية و30% يوافقون ، ولو يعلم الإنسان أن هذه الأعضاء المدفونة مع المتوفى أثمن من الجواهر والكنوز ، لقدمت بدون شروط صدقة جارية ، والتبرع بها بكل تأكيد لا يخالف الشرع .
/ هل هناك عمليات بيع وشراء للأعضاء في دولة الكويت ؟
/ تجرّم دولة الكويت عمليات البيع والشراء للأعضاء ، وأغلب المتبرعين من غير المحارم يتقاضون الأموال ، وليس لنا علاقة في جمعية زراعة الأعضاء بهذا الأمر ، تأتينا أسماء المتبرعين بعد الموافقة عليها من اللجنة المشكلة في وزارة الصحة الكويتية ، والتي نعمل تحت سقفها في مركز زراعة الأعضاء .
/حدثنا عن زراعة الاعضاء الموجودة في الكويت ؟
/ أول من خاض تجربة زراعة الأعضاء في الخليج ” الكويت” فقد تمت أول زراعة ” للكلى ” عام 1979 ، وقد بلغت زراعة الأعضاء في الكويت من ذلك التاريخ إلى الآن أكثر من 20.000 عملية ، أما زراعة الكبد فكانت أول زراعة في يناير الماضي ، أجرينا 5 عمليات أخرها كانت لمريض يبلغ 70 عاماً ، وتجري أكثر من مرتين في مركز حامد العيسى حسب توفر الأعضاء لزراعة الأعضاء ومنها الكبد والكلى وزراعة القلب على لائحة اجتماعاتنا مع الوزارة لتكون ضمن برنامج الوزارة القادم بأذن الله .
/ كم تبلغ المدة الأمثل لزراعة الأعضاء ونقلها حمايةً من التلف ؟
/ كلما قلّت المدة في نقل وزراعة الأعضاء المتبرع بها كان أفضل ، وكنا في السابق ننتظر في غرفة العمليات لحين وصول الكبد القديم المنزوع من مستشفى أخر لزرعه في الجسد الجديد ، وكانت تطول مدة زراعة الكبد للمريض لـ 10 ساعات ، وذلك لأنها كانت تنقل من أماكن بعيدة ومنها مستشفى الجهراء ومستشفى العدان لتصل إلى مركز حامد العيسى ، والوقت الزمني المقرر لزراعة ” الكلى ” من 4-5 ساعات ، في حال وجود مشاكل بشرايين الحوض ، وأما ” الكبد المزروع ” فأنها تنقل إلى مستشفى مبارك الكبير ، ولنجاح العملية وتقليل الفارق الزمني بدأنا الآن عملية ” زراعة الكبد ” بنقل المريض ونقل المتبرع في غرفتين متجاورتين .. والبدء بالعملية مباشرة .
/ كم عملية زراعة للكلى تجرونها سنوياً؟
/ نجري بما يقارب 100 عملية سنويا في مقابل 400-500 شخص محتاجين للكلى على قائمة الانتظار ، ومنهم من يسافر إلى بلدان أخرى لإجراء هذه العمليات وفي الواقع التقنيات الموجودة في الكويت الخاصة بعمليات ” زراعة الأعضاء ” هي نفسها ، إلا أننا ينقصنا متبرعين ، ويتعرض أغلب هؤلاء المرضى إلى جراحات في شقق غير مؤهلة طبياً كان أخرها سيدة أجريت لها عملية زراعة للكلى في باكستان ورجعت ” بفشل كلوي ” حاد بالكلية الجديدة ، وكثير مثل هذه الحالات تتعرض للاستغلال بغية الحصول على أموال طائلة .
/ ماذا عن زراعة الأعضاء التناسلية .. ومدى مشروعيتها ونجاحها طبياً؟
/ مثل هذه العمليات لا تجرى في الكويت ولا في العالم ، وذلك لأن قبل ” زراعة الأعضاء لا بد من أخذ كورسات من الأدوية وقد يرفضها الجسم ، أما بالنسبة لزراعة الحيوانات المنوية فمن الممكن زراعتها عن طريق الحقن الصناعي لزوجة المريض .
/ ما دور جمعية زراعة الأعضاء في هذا الجانب الطبي المهم في المجتمع ؟
/ دور الجمعية دور توعوي نحاول من خلاله نشر ثقافة التبرع بالأعضاء ، ونلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لذلك ، ومؤخراً كان لدينا حملة على مستوى الكويت ، ووضعنا بعض البوستات في الأفنيوز وتم توزيع بطاقات التبرع ، وبلغ عدد حاملي بطاقات التبرع 13.000 متبرع ، ونستقبل 30-40 بطاقة أسبوعياً .
/ منذ عام .. اتهمتم بأنكم حصلتم على أعضاء لمتوفي وافد بدون أذن ذويه .. ما صحة هذا الخبر الذي نشرته إحدى الجرائد ؟
/ نشرت بعض الجرائد الخبر للإثارة وبعدها اعتذروا لنا بعد أن تبينوا أن هناك لبس في الموضوع حيث تم أخذ الموافقة من ذوي المتوفي الوافد ، وكان أحد أقاربه قد أتهمنا بأخذ احد أعضائه بدون أذن من ذويه وزارنا مع مندوب من السفارة ، وحينها تمّ توضيح الأمر وإطلاعه على الوثائق الموقعة وإرسال المتوفي على نفقة الدولة وتسليم ذويه مبلغ مالي ، وبعض هذا الحالات تعود بالفائدة على المتوفي الوافد وذويه لأن الوزارة تتكفل بجميع مصاريف نقل المتوفي إلى بلده ، وتسليم ذويه مبلغ مالي من قِبل وزارة الصحة ، والعضو المتبرع فيه من جسد المتوفين بكل تأكيد سينقذ حياة مرضى مازالوا على قيد الحياة .
كلمة أخيرة ..
/ تجرى جراحة الأعضاء للمواطن مجاناً بينما تبلغ قيمة هذه الجراحات في الولايات المتحدة على سبيل المثال إلى ” 500.000 إلى مليون دولار ” ولدينا نفس التقنيات الحديثة ، وكذلك تجرى للمقيم من المرضى .
شكرأً لكم على هذا اللقاء ..