رئيس الامارات: اليوم الوطني تتويج لآمال شعبنا في الوحدة والسيادة الوطنية
وصف رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اليوم الخميس اليوم الوطني لبلاده بأنه “يوم نستعيد فيه بالفخر ذكرى اعلان اتحادنا الذي جاء تتويجا لآمال شعبنا في الوحدة والتقدم والسيادة الوطنية”.
ونقلت وكالة انباء الامارات (وام) عن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان القول في الكلمة التي وجهها للمواطنين بمناسبة اليوم الوطني ال 45 لدولة الامارات “نستحضر في هذا اليوم بالعرفان لباني الدولة ومؤسس نهضتها الحديثة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واخوانه الآباء المؤسسين الذين وضعوا اللبنات القوية لدولة أبهرت العالم بانجازاتها وبما وفرته لمواطنيها من مكونات القوة والعزة ومصادر السعادة والرفاهية”.
واضاف “وفي ذكرى هذا اليوم العظيم نترحم على شهداء الوطن وعلى الراحلين من جيل المؤسسين.. وندعو بموفور الصحة للذين لا يزالون منهم يرفدون جنبات حياتنا بالرأي السديد والمشورة الحكيمة”.
وقال ” ان الأخلاق هي صمام أمان الأمم وروح القانون وأساس التقدم ودونها لا أمن ولا استقرار ولا استدامة.. وتكريسا لما يتميز به أبناء شعبنا من شمائل حميدة اتخذ آباؤنا من البعد الأخلاقي نسيجا ضاما لبناء دولتنا الاتحادية وتنظيم علاقتها بالبيئتين الإقليمية والعالمية”.
واوضح “أن الإنجازات الاقتصادية والعمرانية مهما عظمت ومؤشرات التنمية البشرية مهما ارتفعت والتشريعات مهما أحكمت هي ناقصة اذا لم تحصن بنبيل السلوك وكريم الأخلاق “.
وذكر ان “الحكومة تتقدم بخطى واثقة في انجاز مؤشرات (الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021) الرامية الى الارتقاء بدولتنا عدلا وأمنا واقتصادا وبيئة ومعيشة وسكنا وتعليما وصحة وبنية تحتية.. مطلقة جملة من الاستراتيجيات الهادفة الى الارتفاع بقدرة المؤسسات الاتحادية على وضع السياسات وضمان تكاملها مع السياسات المحلية”.
وأشار الى اعتماد الحكومة سياسات واستراتيجيات وطنية للابتكار والابداع والتميز والقراءة والبحوث واستشراف المستقبل اضافة الى الاسكان وتمكين المرأة والشباب وتعزيز السعادة.
كما لفت الى دور الحكومة بتشكيلها (مجلس الامارات للشباب) و(مجلس علماء الامارات) وقطعها شوطا بعيدا في تطوير بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للاستثمار وصياغة سياسات تراعي مفهوم الاقتصاد الأخضر والتزامها بمبادئ الاستدامة وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية واجازتها لخطط الارتقاء بخدمات التعليم والصحة وتحديث البنية التحتية وتأهيل الشباب للانخراط الناجح في سوق العمل.
وأضاف “وعلى مستوى التنمية السياسية أعدنا تشكيل مجلس الوزراء بحيث يعبر عن المكونات الرئيسة للمجتمع ويجسد التحولات التي تمر بها الدولة وعدلنا الدستور مضاعفة لعضوية المجلس الوطني وتوسيعا لصلاحياته ونحتفل خلال الأيام القادمة بمرور عشر سنوات على أول انتخابات وطنية تشهدها البلاد “.
وأكد دعمه مبادرة التربية الأخلاقية التي أطلقها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان معربا عن الأمل بأن تعمل المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والاعلامية والشبابية والرياضية والنسوية متضامنة لدعم هذه المبادرة والعمل على تنمية قيم الاستدامة والاستقامة والعدل واحترام للقانون ونشر ثقافة التسامح والتعايش والوسطية والاعتدال والاعتزاز بالرموز الوطنية.
وأعرب الشيخ خليفة بن زايد عن قلقه “العميق ازاء ما تشهده المنطقة العربية من تدخلات أجنبية.. أيقظت الفتن وأججت التطرف والإرهاب وهددت العديد الدول في وحدتها وتماسكها”.
وقال “اثمن الحضور الايجابي والحراك المثمر لدبلوماسيتنا دفاعا عن خياراتنا الوطنية وتقوية لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونصرة للقضايا العربية العادلة وفي طليعتها حق السعودية في الدفاع عن أمنها وأمن المقدسات الاسلامية ومملكة البحرين في الدفاع عن تماسكها ووحدة أراضيها وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة”.
كما ثمن “مساندة المبادرات الهادفة لاعادة الأمن والاستقرار لليمن وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة والعودة بمصر لمكانتها ودورها العربي القائد واعادة الأمن لسوريا والاطمئنان لليبيا والاستقرار للعراق والصومال وأفغانستان وغيرها” موجها التهنئة للبنان لتجاوزه أزمة الرئاسة وتوافقه على اختيار ميشال عون رئيسا جديدا.
وأكد ايمانه بدور الأمم المتحدة وأجهزتها وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين متوقعا منها دورا كبيرا في حماية سيادة الدول وعدم السماح بالمساس بحصانتها السيادية أو التدخل في شؤونها الداخلية والتصدي للازمات العالمية بحلول جذرية.
وناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته الكاملة في تغيير الأوضاع التي يعانيها قطاع كبير من سكان العالم والمتمثلة في الفقر والجوع والمرض وازدياد أعداد النازحين واللاجئين والمهمشين وحشد الطاقات والحلول الابداعية لدرء المخاطر المحدقة بالبشرية وتحقيق الأهداف والطموحات المشتركة وسد الثغرات الناجمة عن تداعيات الكوارث والأزمات ووضع حد للظروف والأسباب التي أدت الى تفاقم ظاهرة اللجوء والنزوح وتغير المناخ.
وقال الشيخ خليفة في ختام كلمته “أبنائي وبناتي المواطنين والمواطنات.. ان ما تحقق خلال ال 45 عاما الماضية هو انجاز مشهود ..شاركتم في صناعته جميعا ونحن فخورون بهذا العطاء.. راضون عنه.. متفائلون بمستقبل واعد نتجه نحوه بثقة ونتهيأ له برؤية وطنية شاملة.. نؤسس له بعلم وعمل ومعرفة ونحصنه بحب وولاء وقيم وأخلاق”.