سلطة الشعر …للشاعرة مريم فضل
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، الذي عُرف أنه مفتون بنفسه رغم أنه في بدايته أحاطه خوف الانتقاد أو أن يقال إن شعره رديء، مع ذلك تغلب على نفسه ومن هم حوله حتى كسب صيتاً مشرفاً.
فضّل الجواهري إعادة بناء شخصيته بعدما ألزمه والده قسراً حفظ علوم الدين، متأملاً ظهوره للناس كفقيه، ونفذ الجواهري أوامر والده وهو صغير، إلا أن نفسه خضعت للشعر حيث كان يختلي بها منصرفاً نحو دواوين الشعر.
أكثر ما أرهق الجواهري به نفسه هو الاعتداد بها، فكان يعدّ مكانته كشاعر أعلى من مكانة المتنبي. كان له حضور مؤثر ليس في ميدان الشعر فحسب، بل عند أصحاب المقام الرفيع في العالم العربي كصاحب رأي.
يحسب للجواهري محبة أصحاب النفوذ له، رغم أنه كان معاركاً بشعره، وأغلقت صحف بسبب قصائد له، وأذيع صيته سريعاً من دون مقدمات للناس، فأرهقته الأقاويل خلال مشواره وزاد عنده الحزن.
حرص على الابتعاد عن المواجهات ولازم الصمت_عدا الشعر_حفاظاً على مكانته واعتماداً على معرفة الناس له ولمبادئه وحقيقة مقاصد قصائده.
ظهر الشاعر للناس محباً للحياة، مجسداً علاقة حميمة مع الشعر، ممزوجة بحرارة الإلقاء رغم ما يغلفه من كآبة وجو متشائم على سطور القصيدة.
ظل الجواهري محتفظاً بكبريائه، مشتعلاً شعراً حتى رحل عن الحياة تاركاً أثراً كبيراً في الوطن العربي، كشاعر نشط وحاذق وجريء، إذ قال عنه نزار قباني: «استراح بالموت قليلاً من الكبرياء»
مريم فضل
نشر بجريدة الجريدة