أهم الأخبارعربي و دولي

سيدة نيجيرية في السبعين من عمرها تختار دولة الإمارات لزراعة جهاز تنظيم ضربات القلب

بدت ماريا، السيدة النيجيرية البالغة من العمر 70 عاماً، في قمة النشاط والحيوية، لكنها تستعين بجهاز تنظيم ضربات القلب ثنائي الحجرات للتحكم بنبضات قلبها، جراء إصابتها بمرض “الحصار الأذيني البطيني”، وهو أحد أمراض القلب الخطرة الناجمة عن بطئ نبضات القلب أو عدم انتظامها، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الفشل التام لوظائف القلب، والحاجة إلى زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب داخل الصدر، وربطه بالقلب ليعمل بانتظام وصمت على ضبط ضربات القلب.

وسارعت ماريا بعد تشخيص حالتها في موطنها الأم إلى الحضور إلى دولة الإمارات لإجراء جراحة زراعة هذا الجهاز في مستشفى الإمارات جميرا لكون هذه العملية تتطلب خبرات ومهارات طبية متقدمة.

وقال الدكتور علام القوتلي، استشاري أمراض القلب والأوعية والتداخلات القلبية الوعائية ورئيس قسم القلب والتداخلات القلبية الوعائية في مستشفى الإمارات جميرا، والذي أجرى مؤخراً أول عملية زرع جهاز بالمستشفى: “أكدت تقارير السيدة ماريا عند مراجعتها للمستشفى للمرة الأولى، مدى العناء الذي كان يكابده القلب لإرسال إشارات كهربائية بين الحجرتين العلوية والسفلية، ومدى خطورة التوقف المفاجئ للقلب والموت في بعض الأحيان إذا لم يتم زرع جهاز تنظيم ضربات القلب على الفور. وبالتالي، قمنا بزرع أحدث جهاز ثنائي الحجرات لتنظيم ضربات القلب، يتميّز بتوافقه مع أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي الميزة التي تتيح للمرضى إجراء فحوصات وتصوير بالرنين المغناطيسي في المستقبل دون أي مخاوف”.

وأجرى الدكتور علام وفريقه الجراحة التي استغرقت نحو ساعة واحدة فقط لزراعة الجهاز الذي يساوي حجمه ساعة اليد وتوصيله بقلب ماريا ، وإبقائها تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة قبل السماح لها بمغادرة المستشفى في اليوم التالي. وفي صباح اليوم المقرر لإجراء العملية، كانت ماريا قد تلقت دواءً يساعدها على الشعور بالنعاس والاسترخاء.

وأضاف الدكتور علام: “رغم كونها من جراحات اليوم الواحد، إلا أن زراعة هذا الجهاز تتطلب خبرات خاصة، ولا يجوز إجراؤها من قبل جراح عديم الخبرة، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة من بينها ثقب الرئة، والنزيف الحاد، وجلطات الدم، وتلوث الجرح، وتجمع السوائل حول القلب، بل وقد تؤدي في حالات نادرة إلى الموت. هناك الكثير من الأطباء في بلدان عديدة حول العالم يجرون عمليات جراحية مماثلة تشمل زارعة أجهزة تنظيم القلب، لكن دولة الإمارات تتمتع في الوقت الراهن بسمعة طيبة بهذا المجال، وتضم نخبة الخبراء، وتستقطب المرضى من جميع أنحاء العالم”.

وبحسب تقرير بحثي حول سوق السياحة الطبية العالمية، يُتوقع أن تشهد السوق نموًا قويًا، بواقع سنوي مركب تصل نسبته إلى 1.65% خلال الفترة من 2018 وحتى 2023. وباتت دولة الإمارات، خلال السنوات القليلة الماضية، إحدى الوجهات الرئيسية للسياحة العلاجية والاستشفائية في العالم، حيث تحتل دبي المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط في هذا المجال، بفضل تقدم أنظمتها العلاجية، وتطور منشآتها الطبية.

واختتم الدكتور علام القوتلي قائلًا: “يتزايد عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى زراعة أجهزة تنظيم نبضات القلب لتحسين حالتهم الصحية، ومع ذلك ما زالت المخاوف المحيطة بهذا الجهاز مرتفعة للغاية بالرغم من أن التطورات التقنية الأخيرة أسهمت في جعل الجهاز أصغر حجمًا وأكثر سلاسةً لدرجة أن المريض لا يشعر بأي اهتزاز في صدره بل ولا يكاد يلحظ أنه يستخدم جهاز تنظيم ضربات القلب على الإطلاق”.

وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 10 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا أجروّا بالفعل عمليات جراحية لزرع جهاز تنظيم ضربات القلب، حتى بات يُعرف باسم جهاز كبار السن، حيث يخضع ما يقرب من مليون شخص لعملية زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب سنويًا بهدف تنظيم نبضات قلب المريض عن طريق التحفيز الكهربائي. وعادة ما يتم تثبيت أجهزة تنظيم ضربات القلب التقليدية من خلال عملية جراحية يتم فيها تثبيت الجهاز تحت جلد صدر المريض ومن ثم يتم مد الأسلاك أو الأقطاب من الوريد الكتفي لتوصيلها بالقلب. ورغم أن تكلفة جهاز تنظيم ضربات القلب تعتبر مرتفعة نسبيًا إلا أنها تحظى بتغطية تأمينية، كما يتميّز الجهاز بطول عمره الافتراضي الذي يصل إلى سنوات عديدة تتراوح ما بين 8 إلى 12 سنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى