سيف بن زايد يفتتح ملتقى “تحالف الأديان لأمن المجتمعات.. كرامة الطفل في العالم الرقمي”
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية فعاليات الدورة الأولى من ملتقى “تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي”، الذي تستضيفه دولة الإمارات ويستمر يومين تقديرا لدورها الريادي وسمعتها المرموقة في تعزيز الحوار وترسيخ قيم الاعتدال والتعايش السلمي بين شعوب العالم.
وقال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في كلمته الافتتاحية: “نجتمع هنا، على نهج اسلافنا مقتدين بأعز بني البشر الأنبياء والرسل والصالحين، الذين جاءوا للبشرية بلغة السلام والتعايش والمحبة، فكانوا قدوتنا ومناراتنا وهدينا للطريق والصراط المبين فاجتمعتم اليوم مهتدين بنهجهم لما فيه خير البشرية جمعاء.. ويقف اليوم معكم، كل محبي الخير في العالم كل محبي الصلاح و الفلاح الذين يحرصون على بث الروح الإيجابية في مواجهة السلبية”.
وأضاف سموه :” لقد حبانا الله في هذه المنطقة من أرض الله الواسعة بقيادة أسس قيمها ” الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” طيب الله ثراه، فسار على نهج حب الخير والإنسانية، لأنه رحمه الله اقتدى بروح ونهج الأنبياء وتعلم من أخلاق سيدنا الرسول الكريم ” محمد” عليه الصلاة والتسليم و من أنبياء الله جميعا الذين حملوا رسالة الله على الأرض من “سيدنا ابراهيم” إلى “سيدنا يعقوب” و”سيدنا يوسف” و”سيدنا موسى” و ” سيدنا عيسى” عليهم أفضل الصلوات والتسليم، وسار أبناؤه في الإمارات على هذا النهج تحت راية التسامح والتلاقي” .
وقال سموه “إن هذه القيم والاخلاقيات ورثها لنا “طيب الله ثراه” فحمل محبة الأديان و الاقتداء بها لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذين عملوا على ترسيخ هذه الأخلاقيات، وبث قيم المحبة والتسامح والعدالة.
و نوه سموه إلى ” أن غالبية الدول و المنظمات والهيئات تعمل على حفظ الحقوق و حماية النفوس لكن هذا لن يكتمل إلا بوقوفكم أنتم ممثلي الأديان لحمل المهمة والدفاع عن قيم الحق وبث روح الإيجابية .. و لقد عززت الإمارات شراكاتها مع الشخصيات والهيئات الدينية والثقافية حول العالم بهدف تعزيز الروح الإيجابية وبث روح التآخي والعمل الصالح في سبيل الإنسانية فقط ولا شيء سوى الإنسانية، وفق منهج الحق والعدل والتسامح”.
كان المؤتمر قد بدأ فعالياته بكلمة لفاطمة الكعبي أصغر مخترعة في دولة الإمارات بعمر 17 عاما، بوصفها ممثلة لصوت الطفولة والأطفال، والتي أشارت فيها إلى أن الملايين من الأطفال حول العالم يعيشون في مناطق خطرة، ويعانون فيها إما من الحرمان أو هم عرضة لمخاطر العالم الرقمي، منوهة إلى أن شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحظى بإقبال واسع من جميع الأطفال حول العالم، وهي التي قد يجري استغلالها كوسيلة لتدمير الطفولة”.
و قالت الكعبي: ” إن الأطفال أبرياء ويثقون بغيرهم بسرعة، وبالتالي فهم بحاجة لدعم المجتمعات الدينية وعلماء و رجال الدين، فهم غالبا أقرب الشخصيات لهم في حياتهم ويعملون بوصفهم مرشدين لهم”.
من جانبه أشار معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات إلى أهمية انعقاد المؤتمر في عام زايد، الذي كان مستقبل الأطفال أمرا قريبا إلى قلبه، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالأطفال وحقوقهم لأنهم أجيال الغد وأشار في الوقت نفسه إلى أن الحديث عن الطفل حديث عن المستقبل، وهو اهتمام بمصير الإنسان”.
و قال فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه : ” إن حقوق حماية ورعاية الطفل من أهم الحقوق التي جاءت في مختلف الشرائع والأديان، وهي واجبة على والديه و المجتمع و الدولة و يتمثل دور المؤسسات الشرعية في رعاية الطفل وحمايته ليكون إنسان صالحا ويقوم بدوره الإيجابي في هذا العالم”.
و تطرقت نقاشات الجلسة الأولى من الملتقى إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال في العالم الرقمي و التي ترأسها الدكتور مصطفى يوسف علي الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال و مدير منظمة ” أريغاتو الدولية ” في نيروبي وشارك فيها روبرت فاندن بيرج المدير التنفيذي لمنظمة ECPAT العالمية، وكورنيليوس وليامز المدير المساعد لإدارة حماية الطفل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” يونيسف” و مود دو بوير – بوكيسيو المقررة الخاصة المعنية بمسألة بيع الأطفال واستغلالهم جنسيا في الأمم المتحدة و سليم ج. أدديي رئيس السياسات العامة والعلاقات الحكومية في شركة “جوجل” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجاكلين بوتشير المدير التنفيذي لحماية الأمن على الإنترنت في شركة “مايكروسوفت” الأمريكية.
و ناقشت جلسة آخرى أثر التعرض للاعتداء والاستغلال الجنسي في العالم الرقمي على الأطفال، وترأسها انانتاناند رامباشان البروفيسور في مجال الدين والفلسفة والدراسات الآسيوية في كلية القديس أولاف وضمت الخبراء البروفيسور أرنستو كافو الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين ومؤسس الخط الساخن “تيليفونو ازورو”، والبروفيسور غابرييل دي-لياكو أستاذ مشارك في جامعة الرحمة الإلهية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وشملت فعاليات الملتقى جلسة خاصة عن دور صناع السياسات في مجال حماية الأطفال من الإساءات والعنف في العالم الرقمي، وترأستها دوروثي روزغا عضو اللجنة التوجيهية لملتقى “تحالف الأديان”، وشارك فيها كل من جولي إنمان جرانت مفوض السلامة الإلكترونية في استراليا، ومعالي كول شاندرا جوتام رئيس منظمة “اريجاتوا” العالمية المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور هوارد تايلور المدير التنفيذي لمبادرة إنهاء العنف ضد الأطفال في منظمة “اليونيسيف” من الولايات المتحدة الامريكية.
وبحث المشاركون في جلسة آخرى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات الدينية في هذا المجال وترأستها ريبيكا ريوس كون مدير منظمة “اريجاتو” العالمية في نيويورك، وشارك فيها كل من الأب هانز زولينر مدير مركز حماية الطفل بالجامعة البابوية الجريجورية، وغارث بليك رئيس لجنة الكنيسة الكندية الأنغليكانية، والدكتور برندر سينج ماهون المدير التنفيذي ومدير مدرسة “نيشكام”، والدكتور كيزيفينو ارام مدير “شانتي أشرم”، وسعادة هيديهيتو أوكوشي رئيس الكهنة في معبدي “كينجي-إن” و”جوكوين” ومدير منظمة “اريجاتو انترناشونال”، والحاخام ديانا جيرسون نائب الرئيس التنفيذي قس مجلس نيويورك للحاخامات، وماريا الهطالي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف .
يذكر أن ملتقى “تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات” نتج عن مؤتمر “كرامة الطفل في العالم الرقمي” الذي عقد خلال شهر أكتوبر عام 2017 وصدر عنه “بيان روما” وأيده البابا فرانسيس بابا الفاتيكان واستعرضت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلاله جهودها في تعزيز حوار الأديان ورغبتها في استضافة ملتقى عالمي يؤكد التزامها بالمضي قدما في تمكين الحوار والعمل بين الأديان وأثمرت جهودها عن اعتبار ملتقى تحالف الأديان أحد مخرجات ذلك المؤتمر.
يشارك في الملتقى نحو 450 من قادة الأديان بهدف إثراء الحوار ومواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطيرة، إضافة إلى تعزيز جهود قادة الأديان والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات وخاصة النشء من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.
ويحظى الملتقى بدعم من الأزهر الشريف وينطلق بالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية العالمية، من بينها “تحالف كرامة الطفل”، ومنظمة “أرغيتو” الدولية غير الحكومية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الطفل، ومبادرتي “نحن نحمي” و”إنهاء العنف ضد الأطفال”، ومنظمة “يونيسف”، و”الأديان من أجل السلام”، والجامعة البابوية الجريجورية، وجامعة الأزهر، ومنظمة “ورلد فيجين” الدولية، و”شانتي آشرام”، وبعثة العدالة الدولية