صحيفة “بلومبرغ: الطيران الإسرائيلي قصف سيناء مراراً بمباركة مصرية
قال مسؤول إسرائيلي سابق لصحيفة “بلومبرغ”، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات جوية بطائرات من دون طيّار في شبه جزيرة سيناء في السنوات الأخيرة، وأن مصر باركت هذه الخطوات وكانت على علم بها، وراضية عنها.
وتناول التقرير الذي نقلته صحيفة “هآرتس”، موضوع تقارب العلاقات المصرية-الإسرائيلية على خلفية زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لدولة الاحتلال، أمس الأحد، ومقابلته لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة.
وفي تصريح له قال نائب رئيس أركان جيش الاحتلال، يائير غولان، إن التنسيق والتعاون بين مصر ودولة الاحتلال “ليس له مثيل” من حيث القوة.
وتناول التقرير كذلك التنسيق القوي في مجال الاستخبارات والطاقة بين الطرفين، فعودة مصر لدورها المؤثر إقليمياً سيساعدها على تحسين صورتها، في الوقت الذي تصارع داخل أزمة اقتصادية حادة، وعليه فإن الفوائد المحتملة من العلاقة مع الاحتلال تفوق الخطر الذي قد تتعرض له مصر من جرّاء هجمات “جماعات متطرفة” على أهداف مصرية تابعة للسلطات؛ رداً على هذا التعاون.
وفي هذا السياق يقول وزير الطاقة بدولة الاحتلال: إنه “في هذه الأوقات التي تتسم فيها منطقة الشرق الأوسط بعدم الاستقرار، والتقلبات المستمرة، من المهم أن تفكر الدول بالتعاون”.
وأضاف دكتور العلوم السياسية في جامعة القاهرة، محمد كمال، أن هناك تنسيقاً على مستوى عالٍ وغير مسبوق بين الاحتلال ومصر، خاصة في مجال “مكافحة الإرهاب”.
وبحسب بلومبرغ فإن عشرات الهجمات التي نفذتها الجماعات المسلحة الناشطة في سيناء، والتابعة لتنظيم “الدولة”، دفعت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ليتخذ ذلك سبباً للتقرب لدولة الاحتلال.
كما أن دولة الاحتلال سمحت للرئيس المصري بتوسعة النشاط العسكري للجيش النظامي المصري على طول الحدود المشتركة بين البلدين، على خلاف ما ورد في اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة عام 1979.
وهنا يذكر أنه عدداً من التنظيمات المسلحة تنشط هذه الأيام في شبه جزيرة سيناء، وقد بايع غالبيتهم تنظيم “الدولة”، بينما ما زال جزء منهم ينتمي لتنظيم القاعدة، إلى جانب تنظيمات أخرى تعمل بشكل فردي ومستقل.
ومنذ الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، أعلن تنظيم “ولاية سيناء” عن هويته، وبايع تنظيم “الدولة”، واعتبر نفسه مسؤولاً عن “تحرير مصر”، وعليه عزز التنظيم -خلال السنوات الثلاث الماضية- قوته، ونفذ هجمات عديدة ضد قوات الأمن والجيش المصري في سيناء وفي المدن الكبيرة الواقعة بعد قناة السويس، وقد تبنى التنظيم كذلك إسقاط طائرة الركاب الروسية أثناء عبورها من سماء سيناء في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، وقتلت 224 إنساناً.
كما نفذت هجوماً مزدوجاً قتلت فيه عشرات الجنود في يوليو/تموز عام 2015.
من ناحية أخرى يتضح أن الجيش المصري والتنظيمات الإرهابية ليست الوحيدة التي تنشط عسكرياً في شبه جزيرة سيناء، بل ينضم إليها طيران الاحتلال الإسرائيلي، وما يؤكد تصريحات المسؤول -الذي لم يذكر اسمه- هو الأنباء القديمة التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عام 2013، على لسان قادة جيش مصريين اعترفوا بأن طائرات إسرائيلية بدون طيار قامت بقصف مواقع في سيناء وقتلت 5 ممن اشتبهت بكونهم مسلحين، إضافة لتدمير قاعدة إطلاق صواريخ.