صوت تفضيلي أو تفتيتي … بقلم معن بشوّر
بعد أن أنجز الساسة والزعماء والتيارات والأحزاب والمرشحون لوائحهم المتنافسة على امتداد الخارطة اللبنانية، اتضح للمهتمين جميعاً اكتمال صورة المشهد السياسي والانتخابي بكل ما فيه من تناقضات ومناورات وتحالفات، وتحالفات مضادة، حيث يتنافس تيار مع تيار حليف له في هذه الدائرة، ويلتقي معه في دائرة أخرى، وبحيث تضم اللائحة الواحدة أسماء كانت إلى وقت قريب تتبادل الاتهامات وصولاً إلى الشتائم.
لقد انتهت معركة تشكيل اللوائح بكل ما عرفت من حدّة في المواجهات، لتبدأ المعركة الأشدّ داخل اللائحة الواحدة بين من يفترض بهم أن يكونوا حلفاء يساندون بعضهم البعض.
فبعد شعار: المصلحة الانتخابية، الذي تراجعت خلفه كل الخلافات السياسية والمبدئية، جاء الصوت التفضيلي ليفرق بين الأخ وأخيه، وبين المرشح وحليفه، فيهرع المرشحون إلى رفع شعار “أنا أو لا أحد” فيتم إلغاء آخر مفاعليل التضامن بين الحلفاء، ويصبح من الأفضل أن يسمى هذا الصوت بالصوت التفتيتي الذي يبدو أنه أكثر انسجاماً مع طبيعة المرحلة التي يعيشها لبنان والمنطقة بكل تجلياتها.
إن اللبنانيين الذي وضعهم قانون النسبية الهجين أمام خيارات صعبة، يتساءلون اليوم هل نحن فعلاً أمام قانون يتقدم بنا خطوة إلى الأمام، أم أمام نظام مصرّ على إعادتنا عقوداً إلى الوراء؟