عبدالعزيز خريبط يكتب: الوافد المصرى.. ومعلومة مهمة
فى البداية ينبغى أن نوضح أن للمقيم المصرى دوراً كبيراً فى المشاركة والبناء فى دولة الكويت، وهذا ليس بجديد وإنما على مر التاريخ وفى كثير من الأحداث والظروف والمناسبات، فالمقيم المصرى وضع بصمته فى الإنشاء والتأسيس، فالمصرى لا تقتصر مهنته على الحرف اليدوية والمجال الإعلامى والفنى والاقتصادى، وإنما فى تطوير المهن والهيكل التنظيمى، فهو معلم ودكتور ومهندس، ويعمل فى قطاعات حكومية مهمة وفق قانون وعقود، وكذلك فى الشركات الخاصة، وعلينا أن نذكر أن المصرى لا يُستغنى عنه فى القانون وبشكل أساسى، ويُشهد له بالباع الطويل والفهم والدراية، ولا أعتقد أن هناك من لا يعرف أن عبدالرزاق السنهورى «المصرى»، الذى عُرف فى العالم العربى بأنه صانع الدساتير والقوانين المدنية، والذى جاء الكويت عام 1959 ليساهم فى صياغة القوانين اللازمة للدولة ويضع الدستور الكويتى، ومعه آخرون شاركوا فى مناقشات مواد مشروع الدستور وصياغته النهائية فى عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم.
ومن يعمل فى السلك القانونى فى الكويت لا يستطيع الاستغناء عن المقيم المصرى مستشاراً ومحاسباً ومندوباً، سواء فى المؤسسات الحكومية أو المكاتب القانونية الخاصة.
فى الأصل حتى الاقتراحات والقوانين واللوائح فى البرلمان الذى يصدح منه البعض بعنصرية تجاه الوافد، البعض منها من صياغة المستشارين المصريين.
والمضحك أن نفس هذه الأصوات التى ترتفع وتصدح بالعنصرية تجاه الوافد لديها شركات ومؤسسات عمادها الوافد فى تصريف أعمالها وإدارتها، ولا ثقة فى المواطنين فى العمل فيها، فهل هذه هى ازدواجية التصريحات؟ ومنصة لقمة التناقضات؟!
ومع الأسف فإن بعض السياسيين وتجار المصالح يرتفع صوتهم ويكونون أكثر عنصرية فى قضية ليس لهم فيها طرف لتكسب فى غير محله وهو خطأ، الأمر الذى له الكثير من المخلفات والرواسب والآثار المعنوية التى تجعل كلا الطرفين يقف ويراجع نفسه، فليست قضية تصريحات ومشاركات من هنا وهناك وإنما تفسر أنها توجه عام للدولة، الأمر الذى هو غير صحيح على الإطلاق لذلك نطلب من كلا الطرفين التهدئة وإسدال الستار وتجاوز مثل هذه السقطات، فما بين الكويت ومصر علاقة عميقة ومتجذرة أكبر من التصريحات والمشاركات التى لاحظنا أنها انفلتت فيها الردود إلى الإساءات والتجريح والمعايرة ودخول أطراف فيها لضغوط والاستغلال لتدمير الأوصال.
وهذا ما نرفضه، وفى نفس الوقت نجدد الدعوة للعقلاء فى التهدئة وعدم تبادل الإساءة بالإساءة، وأن يكون هناك ترفع، فما ينقل ويشارك من صور ومقاطع فيديو وصوتية فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى الذى غرق فى أمور من الخطأ الخوض فيها على مستوى عام ومتابعتها والتفاعل معها، فهو شىء معيب وله آثار وخيمة على مدى بعيد فى النفوس من كلا الطرفين، وليس موضوع وقضية ومادة من المفترض أن يكون للجميع رأى فيها وموقف فى النزول إلى مستوى ساقط بعيداً عن الأخلاق والقيم حتى فى ربط القصص والأحداث والتعامل معها كواقع لنشره وتبادله، فليس مطلوباً على من لديه متابعون سواء على مستوى سياسى أو إعلامى أو معروف وكذلك المهمشون والبسطاء أن يكون لهم موقف معلن ورد خاص، خاصة أن ما شاهدناه مؤخراً يعد انجرافاً مبتذلاً يحتاج إلى السمو والترفع وضبط الانفعالات والتهدئة والخروج من هذه الدائرة المغلقة التى تضر أكثر بالنفوس، فهناك من يستغل مثل هذه القضايا على كثير من المستويات، وإدارات الذباب الإلكترونى تعمل جاهدة على ذلك لإشعال النيران التى من المفترض أن تنطفئ فى هذه الأجواء الماطرة، والله يحفظ الشعبين.