عسيري: قوات الخليج قادرة على حماية شعوبها والحفاظ على أمنها
أكد اللواء أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، والمتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن العلاقة بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية علاقة أخوية وصلبة دائما، ويربط البلدين مصير مشترك مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، مبينا أن التفاهم والتناغم والتوافق العملياتي بين قوات دول الخليج المشاركة بالتحالف هو سر قوته وسبب نجاحه. وقال عسيري، في حوار مع صحيفة “الشرق”، إن المناورات التي تقوم بها المملكة ودول الخليج هي للوقوف على الجاهزية القتالية ورفع المستوى التدريبي للمقاتل الخليجي، وأهم رسائل هذه المناورات، رسالة التطمين الموجهة بالدرجة الأولى للمواطن الخليجي بأن القوات المسلحة في قطر والمملكة ودول الخليج هي على أعلى جاهزية قتالية، ورسالة لدول العالم بأن القوات الخليجية قادرة على حماية شعوبها والحفاظ على أمنها ومقدراتها من أي تهديد خارجي. وعن فشل الهدنة في اليمن، أوضح أن الهدف من إعلان الهدنة هو تهيئة الظروف لإمكانية حوار سياسي بين الحكومة اليمنية الشرعية وبين الانقلابيين، للوصول إلى صيغة تطبق من خلالها القرارات الأممية، بالإضافة لإمكانية إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية. وكشف عسيري أن عدم نجاح أي هدنة سببه المباشر هو انعدام أي رؤية سياسية للطرف الانقلابي فجماعة الحوثي والمخلوع صالح لم يلتزموا بأي هدنة سابقة، وذلك يتضح بالخروقات المتتالية التي يقومون بها؛ كمحاولات إعادة تموضع للقوات وإطلاق صواريخ باليستية، بينما الحكومة الشرعية كانت دائماً تطلب من قوات التحالف وقف إطلاق النار، حتى يكون هناك هدنة يمكن من خلالها تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. وعن حديث الحوثيين بأنهم كانوا يستهدفون مطار جدة وليس مكة، قال إن هذا عذر أقبح من فعل لأن مطار الملك عبد العزيز مطار مدني ولا يوجد فيه قواعد عسكرية، والمطار معروف بتوافد الحجاج والمعتمرين لبيت الله من خلاله معتبراً أن الهدفين محرمان شرعاً وقانوناً وأخلاقاً. موضحاً أن الصاروخ كان موجهاً لمدينة مكة المكرمة وأي خبير عسكري يمكن أن يعرف بعملية حسابية بسيطة مسار الصاروخ وبعده ونقطة سقوطه. وحذر عسيري من تبعات وجود صواريخ بعيدة المدى بيد “الحوثي”، مشيرا إلى أن انتشار هكذا نوع من تقنية الأسلحة البالستية ليس في مصلحة المنطقة ولا العالم، لأن وجود هكذا نوع من السلاح بيد الحوثيين ربما قد ينتشر ليصل إلى “حزب الله” و”داعش” والجماعات الإرهابية المختلفة في المنطقة، ولن تكون هناك أي دولة بعيد عن خطر هذه الصواريخ، مؤكدا أن بلاده تمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة قادرة على حماية المقدسات الإسلامية وقطع يد أي عصابة إرهابية تحاول المساس بها أو الاقتراب منها. وحول قصف “خيمة العزاء” في صنعاء، قال اللواء عسيري إن “ما خلصت إليه لجنة التحقيق فيما يخص “خيمة العزاء” فهو خطأ في المعلومات الاستخباراتية، والحوادث في العمليات العسكرية أمر وارد، وهناك ما يسمى في العرف العسكري بالنيران الصديقة، ووجود خطأ عسكري إمكانية وقوعه محتملة، وعندما يحدث خطأ كهذا يجب الاعتراف به وجبر الضرر، والتأكيد على أن هذه الأخطاء لن تتكرر مرة أخرى”. وحول آلية قوات التحالف لتجنب قصف المدنيين في ظل تواجد قوات الحوثي في الأماكن والتجمعات السكنية، أكد عسيري أن قوات التحالف من اليوم الأول لعملياتها العسكرية في اليمن، أخذت توجيهات صارمة من القيادة السياسية لدول التحالف، وذلك للتركيز على أمرين، هما عدم تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق السكنية تفادياً لأي خطر يمكن أن يهدد المدنيين، والعمل على تفادي تدمير البنية التحتية لليمن لأنها ملك للشعب اليمني، ونحن في قوات التحالف ملتزمون بذلك. وعن تهريب الأسلحة، قال إن قوات التحالف تشكل حظرا بحريا وتقوم بتفتيش السفن المتجهة للموانئ اليمنية، للتأكد من حمولتها ومن تصريح الدخول المعطى لها من قبل الحكومة الشرعية اليمنية، ولكن هذا الحظر مهما كان متقنا لا يستطيع أن يضبط أو يتحكم بكل محاولات تهريب الأسلحة. وفي الشأن السوري أكد مستشار وزير الدفاع السعودي، على مواقف المملكة الثابتة بضمان حقوق الشعب السوري ووقف الأعمال الوحشية التي يقوم بها نظام الأسد ضد شعبه، مبينا أن هناك تواصلا بين المملكة والمعارضة السورية المعتدلة والمجتمع الدولي لمحاولة إيجاد حل سياسي ينهي نزيف دماء السوريين. وحول تشويه بعض وسائل الإعلام الغربية لما تقوم به قوات التحالف العربي في اليمن ، أوضح عسيري “نحن نبذل جهودا كبيرة في اليمن وسوريا والمنطقة بهدف إعادة الاستقرار لها، ولكن للأسف تقوم منصات إعلامية ومنظمات مدعومة بتشويه هذه الجهود، بهدف إفشال الجهود الخليجية المبذولة، وذلك من خلال إلصاق التهم بقوات التحالف كذباً وتلفيقاً لوضعها تحت الضغط”. وأكد “أن دول الخليج تضحي بشبابها وبأموالها لأنها لا تريد لليمن أن يتحول لدولة فاشلة، وحظيرة للجماعات الإرهابية، وما تقوم به دول الخليج في اليمن هو نيابة عن المجتمع الدولي، لأن عمليات قوات التحالف ليست فقط من أجل أمن واستقرار اليمن، بل الهدف منها أمن واستقرار المنطقة والعالم”.