عن أي شباب وعن أي وطن يتحدثون؟ … بقلم عبد العزيز خريبط
شباب اليوم يختلف كليًا عن الأمس فلا اعتقد ان المطلوب منه فقط أن يبذل الجهد وأن يشغل وقته تاركا أسرته خلفه ويشارك في الأنشطة والفعاليات والمشاركات والأعمال ذات الطابع التطوعي والاستفادة من هذه الأفكار والطاقات الشبابية دون أي مردود مالي أو أي فائدة تعود عليه في المجتمع سوى استفادة الجهات المحتضنة لهؤلاء الشباب باسم الكويت والعطاء.
وبقدر ما يساهم الفرد في المجتمع بقدر ما يكون هناك مؤشر كبير للتصالح والانتماء، فالمشاركة المجتمعية أكبر من ذلك وهي في المشاركة في صناعة القرار والمستقبل وتبادل الخبرات والانتفاع المادي والمعنوي.
لا ألوم الشباب في تعاطيه مع قضايا أكثر حساسية بأسلوب أكثر استهتارا ورعونة فهم لا يعرفون النفاق ولا الكذب ولا المصلحة في مواقع التواصل الاجتماعي فأكثر الأبواب مغلقة في وجوههم، وأحيانا يطلبون منهم اثبات أنفسهم وحين الانتهاء من العمل يسرحون دون الاكتراث بمشاعرهم وهوياتهم وطموحهم، وفوق ذلك يتم سرقة أفكارهم وأعمالهم، فالشباب اليوم من حقه أن ينفجر غيظا على مستقبله، فأين الاهتمام المنشود بالشباب على ارض الواقع بعيدًا عن صراعات السياسة والمصالح والتصفية والفجور بالخصومة؟
طاقات مهدرة من عمر ومرحلة الشباب دون أن يكون لجمعيات النفع العام ومؤسسات وقطاعات الدولة دور في حماية الشباب والاهتمام به سوى بالتصريحات والأعمال التطوعية والتي لا توفر لهم خبزًا ولا شربة ماء.
نعلم أن الشاب الكويتي يعمل وتوجد شريحة كبيرة منهم على قدر من الكفاءة والمسؤولية لكن في نفس الوقت يحارب من كل الجهات حتى من الوافدين الذين يخافون على وظائفهم سواء في الحكومة أو الجهات التابعة لها وكذلك الشركات الخاصة.
حقيقة عندما اسمع بظهور شاب كويتي حقق انجازًا أفرح كثيرًا فهو وسط غابة الجميع فيها يريد دفنه وابقاءه على قيد الحياة، وذلك للحفاظ على وجود شريحة تسمى شباباً في المجتمع لكنهم عاجزون، ورغم ذلك لدى الشباب الكويتي عزيمة أقوى من التصنيفات والفرز والمصالح ويسجل فيها الشاب الكويتي الانجاز باسمه وباسم الكويت رافعا رأسه وسط الشباب يدعوهم الى العمل والدعم الذي لا يقف تحت الروتين والبيروقراطية.
عندما أسمع بعض المسؤولين يتكلمون عن دور الشباب لا أعلم عن أي شباب يتحدثون؟ وعن أي وظائف ومشاريع صغيرة ودعم وفروها لهؤلاء الشباب الذين لا يجدون أنفسهم؟
اذا كانت الرياضة وهذا هو حالها، فكيف في بقية القطاعات والمؤسسات، ربما يكون المقصود بالشباب، الكلمة التي تقال ويفرح فيها الشياب وكبار السن بأنهم هم الشباب ومازالوا شباباً في مناصبهم.