
عيدك فى الجنة دائم غير منقطع.. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
يرحل الضيف الكريم شهر رمضان المعظم بنفحاته وبركاته لنستقبل عيد الفطر المبارك وهو من أعظم أيام الله التى شرع الله لنا فيها الفرح والسرور بتقبل الطاعات ، وكما أنه عيد فى الأرض فهو أيضا عيد فى السماء ولكن فى رحاب الله الفسيح حيث الأنوار والرضوان .
يأتى العيد هذا العام وهو يوافق الذكرى السنوية السابعة لولدى الحبيب المغفور له بإذن الله سمو الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح رحمه الله وجعل الجنة مئواه وانتقم له ولكل الشهداء ، يأتى العيد المبارك موافقًا لذكرى رحيله عن هذا العالم الفانى وأنا استشعر رسائل اطمئنانه بأنه يحتفل مع النبيين والصديقين والشهداء وصالح المسلمين بيوم من أيام الله وبعد شهر الصيام والقيام والرحمة والمغفرة فى مستقر رحمته.
والحقيقة أنه بقليل من التدبر فى قول الله تعالى ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” أن الدنيا لا تستحق كل هذا الصراع والتنافس عليها وأنها لا تساوى عند الله جناح بعوضة ، وأن الفساد الحقيقى فيها هو فساد القلوب وخيانة الضمير الإنسانى والفطرة السوية ، فكم من مسؤول فاسد مفسد فارق الحياة أو قابع فى السجون لم يدرك أن الحياة هى مجموعة من الابتلاءات والامتحانات ليس أكثر ، كم من سارق ومزور لم يتعظ ولم يتب إلى الله ولم يستمع إلى قول الله تعالى ( ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) .
والثابت والواضح الان أن النهج الحازم لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله جدد فينا الأمل بعودة الكويت إلى أصحابها الأصليين ، ورغم صعوبة الأمر والمحاولات السابقة لتنقية المجتمع الكويتى من شوائب المزورين ومزدوجى الجناسى إلا أن الإرادة القوية لصاحب السمو جعلتنا نقطع شوطًا كبيرا فى هذا الملف الحيوى لأمننا الوطنى ، وقد رأيت بعينى واقعة في احد المطارات لجواز سفر كويتى مزور ببيانات أحد أفراد الأسرة الحاكمة ولكن بصورة شخصية مختلفة ، وأن كشف إسقاط الجناسى اشتمل على بعض من أفراد الأسرة الحاكمة مما يعنى أن الفساد وصل بجرأة إلى الأسرة الحاكمة وهذا يكشف بوضوح خطورة هذا الملف الذى لم يتم التعامل معه سابقا بالجدية المطلوبة كما يحدث الآن فى عهد أمير الحزم الذى سيعيد لنا حقوقنا وحقوق أبنائنا الشهداء المسلوبة.
فى خواتيم هذا الشهر الفضيل ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك علينا أن نتذكر نعم الله علينا بالشكر وأن نحتسب عند الله من رحلوا عن دنيانا الفانية بالصبر ، وأننا لاحقون بهم فى مستقر رحمته حيث الخلود فى النعيم بإذن الله بعد فناء كل شئ ولن يتبقى إلا وجه ربنا ذو الجلال والإكرام .
فى ذكرى رحيل ولدى الحبيب عن دنيانا الفانية أبعث له برسالة أن عزائى الوحيد أن عيدك فى الجنة دائم غير منقطع فى معية الله ورحمته ورضوانه مع النبييين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، وندعو الله ونسأله بحق الأيام المباركة أن لا يحرمنا أجرك وأن لا يفتنا بعدك وأن يلحقنا بك على خير، وإنا لله و إنا إليه راجعون.