فاجعة مسجدي #نيوزيلندا… الأكثر دموية… بقلم #محمد_يوسف_الرشيد
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انتشر ما يسمى بالإسلاموفوبيا …. (ظاهرة الخوف من المسلمين والكراهيه لهم في الغرب)، حيث أصبحت هناك العديد من محطات العنف ضد المسلمين بدافع الحقد والعنصرية في المجتمعات الغربية .
إن معاداة الإسلام والمسلمين اتتخدت أشكالا مختلفة منها إلقاء القنابل الحارقة ، كتابة شعارات معادية وتهديدات للمسلمين على جدران المساجد ، الاعتداءات اللفظة على المسلمات المحجبات وأكثرها عنفا ووحشية هي الهجمات المسلحة والاعتداءات التخريبة المتكررة على المساجد التي تعتبر بمثابة ملاذ ثقافي واجتماعي بالنسبة للمسلمين في أوروبا ،فباتت المساجد في الغرب هدفا لهجمات متزايدة يقوم بها متطرفون يمينيون بدافع الكراهية للإسلام والمسلمين.
أشار تقرير منظمة مراقبة الأعمال العدائية ضد المسلمين في بريطانيا أن المساجد تعرضت إلى أكثر من 100 اعتداء منذ عام 2013 ، إلا أن أكثرها دموية وبشاعة هو الهجوم الأخير في نيوزيلندا يوم الجمعة 15 مارس 2019 والذي راح ضحيتة 49 قتيلا وعشرات الجرحى والمصابين أثناء أدائهم صلاة الجمعة داخل مسجدين الأول مسجد النور في كرايست تشيرش والثاني في منطقة لينوود المجاورة ، والذي كان القاتل الأسترالي اليميني يبث جريمته على الهواء مباشرة عبر صفحته على موقع الفيسبوك.
رغم موجة الحزن والغضب التي اجتاحت العالم من شجب وإدانة واستنكار والدعوة إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة هذه الجريمة المروعة ، الإ أن الحاجة أصبحت ملحة للعمل الجاد على مستوى العالم ككل لاحتواء خطر التطرف العنيف والأعمال الإرهابية وضرورة تضافر الجهود الدولية للحد من هذا التصاعد والانتشار ونتائجه الوخيمة ، الأمر الذي يتطلب استراتيجية عمل تحاصر هذا الفكر المعادي للإنسان والإنسانية بغض النظر عن دينه أوعرقه أو لونه ، فلا بد من عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب هذه الأعمال البغيضة ، فاللوم لا يقع على مرتكبي هذه الجرائم البشعة فحسب بل يوجد من يغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا _من الساسة ووسائل الإعلام والمناهج الدراسية _ والذي من المفترض أن يؤدوا دورا مهما ومحوريا في نشر ثقافة تقبل الاختلاف والتنوع وضرورة التعايش والتسامح وقبول الآخر وخلق هامش من التفكير والنقد والمناقشة بعيدا عن نماذج العدوانية والعنف والكراهية ضد الآخر والإنسانية