فرحة الأعياد وخيبة الأمل … بقلم : طارق بور سلي
تستعد دولة الكويت للاحتفال بالأعياد الوطنية في شهر الأعياد فبراير المؤزر وتمر علينا الذكرى في الـ25 من فبراير ذكرى العيد الوطني الكويتي الـ61 حيث أقر في عهد المغفور له أمير الكويت الراحل عبدالله السالم الصباح أبو الدستور رحمه الله وعلى جميع حكامنا السابقين وحفظ الله أميرنا المفدى وولي عهده الأمين.
وتتزامن مع هذه الاحتفالات المباركة ذكرى تحرير الكويت في الـ26 من فبراير عام 1991 من براثن الغزو العراقي الغاشم ، وبهذه المناسبة الـ31 على التحرير أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية والشعب الكويتي العظيم وكل الشرفاء على أرض الكويت الحبيبة .
ومع هذه الذكري العزيزة على قلوبنا .. ومع ما تقوم به الدولة من استعدادات وتحضيرات لهذه المناسبة الوطنية وفي ظلّ تطلعات المواطن لدفع عجلة التنمية وإرساء قواعد الدولة الزاهرة ، أصبنا بخيبة الأمل جراء مانراه من الأمواج السياسية المتلاطمة على الشواطئ الجميلة لهذا الوطن الرحب ، الذي كان في يوم من الأيام “دانة الخليج” والرائد في رسم الخطوط العريضة للحكم الديمقراطي السياسي في المنطقة الخليجية ، والتاريخ حافل بعطاءات الكويت على جميع الأصعدة والمجالات.
إن ما نراه اليوم من صراع بين السلطتين وبإصرار مسبق وواضح غير مباليتيّن لتوصيات القيادة السياسية ولمطالب الشعب الكويتي ، أصابتنا ككويتيين بخيبة الأمل في ظل التراجع على صعيد التنمية والتقدم والازدهار مع وجود ثروة بشرية كويتية مبدعة لها طاقاتها التي تبهر العالم الدولي على اختلاف توجهاته الفكرية والتنمية ، ولعلي أقولها وفي الحلق شجى وغصة” يا حسافة” على ما نشهده من عراك سياسي ” مسرحية هزلية مفتعلة” لتعطيل مصالح المواطن تنفذ في ظلّ غياب إستراتيجية واضحة وجدية للنهوض ومواكبة الكويت لتقدم وازدهار الدول الخليجية الشقيقة آدام الله على شعوبنا هذه النعم الربانية ، لقد حملنا القلق والهموم بالتفكير مراراً وتكراراً بمستقبل أبناءنا وأحفادنا ونحن في كل يوم تشرق علينا الشمس ، نتوسم خيراً بالإصلاح السياسي ودفع عجلة التنمية ، فإذا كان الإصلاح بالاستجوابات واستخدام الأدوات الدستورية بتعسف وبشخصانية .. فأين التشريع؟.. ولماذا انتخبناكم؟ وإذا كان الإصلاح السياسي لا يقوى على مواجهته الشرفاء من القيادات في الدولة ويكون الرحيل بالاستقالات فمتى ستنفذ مشاريعنا وتدور عجلة تنميتنا الوطنية ، فهل علينا أن نقول نعم نحن مع رحيل السلطتين ونتوافق مع الأصوات النشاز التي يراها بعض المواطنين أنها تدخلنا في آتون الفراغ السياسي لا أكثر ولا أقل .
وأتساءل كمواطن كيف نآمن على أمننا القومي ونحن نحمل مشاعر خيبة الأمل بالسلطتين ركيزتي الحياة السياسية التي يجب أن يكون حرصهما على الوطن ليعمّ من خلالها مسيرتهما السياسية الخير نتيجة الإنجازات التي تحقق نعمة الأمن والآمان والاستقرار ، وللسلطتين.. أقول عليكما إيجاد الحلول بأسرع وقت فقد خنقتنا العبرة على الوطن ، لنؤكد بأن فرحة الأعياد عادت ممزوجةً بخيبة الأمل.