أهم الأخبار
فنانة كويتية توظف موهبتها بفن «المنمنمات» لرفع الوعي المجتمعي والثقافي في البلاد
ببراعة فائقة بفن (المنمنمات) العصرية المستوحاة من الطراز الإسلامي وبشغف يدفعها إلى توظيف موهبتها الفطرية في العمل على رفع الوعي المجتمعي والثقافي في البلاد تنتهج الفنانة الكويتية دانة الراشد خطا إبداعيا واضحا له بصمته وانعكاسه على محاكاة لوحاتها موضوعات متصلة بالمجتمع الكويتي.
وتبدو لوحات الراشد التي تعمل مهندسة معمارية متخصصة في الحفاظ على المباني التاريخية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ناطقة بتأثرها بمنمنمات نابعة من أحداث محلية حالية كهدم عدد من المباني ذات الإرث المعماري القيم إلى جانب توثيقها أحداث جائحة (كورونا) التي ألقت بردائها القاتم على العالم أجمع ومنه الكويت.
وحول بداياتها في هذا الفن المهم قالت دانة الراشد في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إنها بدأت رسم المنمنمات عام 2020 وفضلت هذا النوع من الفن المصغر والدقيق الذي انتشر في بعض بلاد الإسلام بالقرن الثالث عشر الميلادي لإحساسها بقربه من المجتمع الكويتي من حيث الثقافة والتاريخ.
وأضافت الراشد أن منمنماتها التي أخذت طابعا كويتيا لاقت استحسان الجمهور واستطاعت من خلالها افتتاح أول معرض رقمي لها عبر الموقع الافتراضي ل(متحف الفن الخليجي) الذي أنشأته الأختان شريفة ومنار الهنائي من دولة الإمارات العربية المتحدة وهما داعمتان لأعمال الكثير من مبدعي وفناني المنطقة.
وأكدت أن الجمهور كان متفاعلا مع مواضيع منمنماتها التي لامست الواقع وأعطت المجال لنقل آرائها لأفراد المجتمع الكويتي والعربي.
وعن أهم أعمالها قالت إن إحدى منمنماتها التي جاءت بعنوان (خواطر في هدم الصوابر) تناولت موضوع المجمع السكني الذي تم بناؤه في ثمانينيات القرن الماضي وهي موجودة في معرضها الرقمي (عمارة الذاكرة) (http://kunanews.net/Khnc30rYgy4) الذي بدأ أواخر شهر سبتمبر الماضي ويستمر حتى مارس المقبل.
وأوضحت أن الناشطين سعوا بجميع السبل القانونية إلى تفادي هدم المجمع غير أن العديد من المهندسين اقترحوا ترميمه وتحويله إلى مركز ثقافي وتجاري.
وأشارت إلى أن هناك لبسا في موضوع المباني المعمارية ذات الطابع التاريخي موضحة أن مفهوم الأهمية ليس بالضرورة مرتبطا بالمباني الطينية قبل حقبة اكتشاف النفط بل يمتد إلى ما بعد تلك الفترة التي شهدت تطورا معماريا كبيرا في دولة الكويت.
وقالت الفنانة الراشد إنها سلطت الضوء أيضا على موضوع هدم صالة التزلج الكويتية من خلال منمنمة (الخير في التزلج الأخير) واستطاعت توثيق آخر نشاط في الصالة بشكل جميل وفني وعرضتها مع بقية أعمالها على حساب الإنستغرام (kw.miniature) مشيرة إلى أنها كلفت من جهة عملها بأخذ مقاييس الصالة قبل الهدم.
وبينت أنها استعرضت عبر منمنمتها الأهمية التاريخية للمنشأة التي تم بناؤها بالتعاون مع فرنسا نهاية السبعينيات وافتتحت مطلع الثمانينيات من القرن الماضي مؤكدة أهمية المبنى التاريخية لأنه من أوائل صالات التزلج في منطقة الشرق الأوسط.
وبعيدا عن توثيق التراث المعماري الحديث تطرقت الراشد خلال اللقاء إلى مواضيع تهم المجتمع وخصوصا خلال أزمة (كورونا) وثقتها عبر عدد من منمنماتها موضحة أن إحدى لوحاتها سلطت الضوء على سائقي دراجات توصيل الطلبات.
وقالت إنها استخدمت في تلك اللوحة ألوانا ذات طابع “قاتم” و”مشبع” لإظهار معاناة هذه الفئة من المجتمع والتي تعمل تحت أسوأ الظروف الجوية شتاء وصيفا.
وأضافت أنها وثقت أيضا أزمة (كورونا) عبر رسمها منمنمتين أطلقت على الأولى اسم (الحكيم والوباء) وعلى الثانية (اندلاع الهلع).
وأوضحت أن المنمنمة الأولى ركزت على الجهود الكبيرة التي بذلها الطاقم الطبي في مواجهة الجائحة بينما عبرت الثانية التي امتلكها (متحف الفن الخليجي) وأصبحت جزءا من معرضه الدائم عن حالة الهلع التي أصابت الناس أثناء فترات الحجر والخروج للتسوق في الجمعيات.
وعن خطوات رسم المنمنمات قالت الراشد إن العمل يبدأ دائما بفكرة ثم رسم مبسط على ورقة قبل أن يحول إلى جهاز الحاسوب والبدء في عملية رسم اللوحة التي قد تستغرق ما بين 20 و50 ساعة حسب مستوى العمل.
وأضافت أن الرسم بالوسائل الرقمية يتميز بسهولة تعديل الرسومات حسب الحاجة وأيضا بالكم الهائل من الألوان والخيارات التي تمنح الفنان القدرة على الإبداع والتميز.
وعن أهمية استخدام الفنان الأساليب التقليدية في الرسم ذكرت أنها ستقوم برسم منمنمات بطرق تقليدية في أعمالها المستقبلية مشددة على ضرورة زيادة دعم الفنانين في الكويت وتشجيعهم على الإبداع لإيصال أفكارهم ورسائلهم التوعوية للمجتمع.