قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون : الشكر لدولة الكويت وقيادتها على دعمها المستمر للبنان سياسيا وتنمويا واقتصاديا
أعرب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، اليوم الإثنين، عن شكره وتقديره لدولة الكويت وقيادتها على دعمها المستمر للبنان سياسيا وتنمويا واقتصاديا، ووقوفها الدائم إلى جانبه في أزماته.
جاء ذلك في لقاء خاص أجرته وكالة الانباء الكويتية، مع قائد الجيش اللبناني عشية زيارته المرتقبة إلى دولة الكويت يومي 10 و11 أبريل الجاري.
وقال العماد جوزاف عون، أن زيارته للكويت تأتي تلبية لدعوة رسمية من رئاسة الأركان الكويتية وفي أطار جولات يقوم بها في عدد من الدول العربية بعد توليه قيادة الجيش اللبناني العام الماضي.
وأضاف أن الزيارة تعد استكمالا لزيارة الرئيس اللبناني ميشال عون، لدولة الكويت في يناير الماضي وفي اطار العلاقات التاريخية العميقة التي تجمع البلدين والشعبين وكذلك متابعة لمؤتمر (روما 2) الدولي لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية والذي شاركت فيه دولة الكويت من بين 40 دولة.
ووصف العماد جوزاف عون العلاقات بين الكويت ولبنان بالتاريخية والممتازة، معتبرا «العلاقة التي تربط بينهما لها قيمة معنوية وعاطفية كبيرة والحفاوة التي استقبل بها الرئيس اللبناني أثناء زيارته الى الكويت تدل على ثبات وعمق هذه العلاقة».
وأكد أن التعاون العسكري بين جيشي البلدين جيد على مستويات التدريب وتبادل الخبرات لافتا إلى أنه سيسعى خلال زيارته الكويت إلى رفع مستوى التعاون العسكري وبحث مجالات تطويره الى افضل المستويات «خصوصا وأن الجيش الكويتي يتمتع بقدرات مهمة يمكن الاستفادة منها».
وحول الاوضاع الأمنية في بلاده أكد العماد جوزاف عون ان «لبنان بلد آمن وامنه ممسوك وجميع القوى العسكرية والامنية فيه تتعاون من اجل الحفاظ على استقراره وابعاد شبح الارهاب عنه».
ودعا السياح العرب عموما والخليجيين خصوصا إلى الاطمئنان لاستقرار الوضع السياسي والامني في لبنان مشيرا الى ما شهده موسم الصيف الماضي من مهرجانات سياحية وفنية شملت معظم مناطق البلاد.
وأضاف أن العالم يشهد للبنان واستقراره الامني وهذا ظهر جليا في مؤتمر (روما 2) حيث اكد المجتمع الدولي دعمه لاستقرار لبنان واشادته وتقديره بالاجهزة الامنية اللبنانية وخصوصا الجيش.
ولفت الى ان الجيش ينتظر ترجمة الدعم المالي الذي اعلن عنه في المؤتمر لتطوير قدراته وامكانياته وفق الخطة التي قدمها خلال المؤتمر.
وحول المعركة العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني الصيف الماضي واستعادته للسيطرة على الحدود الشرقية قال العماد جوزاف عون «ان التهديد العسكري المباشر للجماعات الارهابية انتهى بانتهاء المعركة العسكرية الا ان التهديد الامني ما زال هاجسا يعاني منه لبنان كما العالم باجمعه».
وأضاف ان «هذا التهديد الارهابي لا يمكن مواجهته الا بالتعاون الامني بين كل الدول»، مؤكدا وجود تعاون امني بين لبنان والكويت في هذا السياق.
وفيما يتعلق بالتهديدات الامنية التي تواجه لبنان قال العماد جوزاف عون ان «التهديد الامني الاول يأتي من مخيمات النازحين السوريين التي تعتبر احدى ابرز التحديات الامنية التي يواجهها لبنان والتي ينتج عنها تحديات اخرى اقتصادية وبيئية واجتماعية».
وأوضح ان «الجماعات الارهابية تستغل الوضع الانساني داخل هذه المخيمات لاهدافها» مشيرا الى ان «60 بالمئة من الجرائم مصدرها مخيمات النازحين».
واعتبر ان «التحدي الامني الثاني هو المخيمات الفلسطينية التي تعتبر بؤرة للارهابين« لافتا الا ان «التهديد اخف نسبيا بسبب تطويق الجيش للمخيمات مثل مخيم (عين الحلوة) الى جانب تعاون السلطة الفلسطينية مع الجانب اللبناني».
وأكد ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تقوم بعملها على احسن وجه لمواجهة كافة التهديدات الامنية بالتنسيق مع الاجهزة الامنية الاخرى ولديها الوعي والقدرة والامكانيات التقنية اضافة الى الخبرة الكبيرة المتأتية من عملها على الارض طيلة الاعوام الماضية.
وحول التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة للبنان قال العماد جوزاف عون ان «لدى اسرائيل ترسانة عسكرية وامكانيات كبيرة ومتقدمة وتملك حق القوة ونحن في لبنان نملك قوة الحق»، وأضاف «لن نتفوق عليها لكن سنرد في حال فكرت بالقيام باي عدوان ضدنا».
وتابع «نحن لسنا هواة حرب ونسعى الى نزع فتيل الحرب عبر القوات الدولية التابعة للامم المتحدة والدول الصديقة».
ورداً على سؤال عن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني قال العماد جوزاف عون ان «المساعدات العسكرية الامريكية تشكل الشريان الحيوي للجيش اللبناني»، مشيرا الى ان 90 بالمئة من عتاد الجيش اللبناني امريكي الصنع كما ان حوالي 75 بالمئة من ضباطه يتدربون في الولايات المتحدة.
واضاف «لولا المساعدة العسكرية الامريكية بدءا من المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في مخيم (نهر البارد) لما تمكن الجيش من الانتصار» مشيرا كذلك الى الدور الاساسي الذي لعبته التقنيات الامريكية في العمليات العسكرية للجيش والانجازات الامنية والعسكرية التي حققها خصوصا في معركة «فجر الجرود« التي قضى خلالها على الجماعات الإرهابية شمال شرق البلاد.
وحول سباق التسلح الجاري حاليا بين دول العالم قال جوزاف عون ان «الدول الكبرى تكرس ميزانيات ضخمة للدفاع لحماية امنها بمواجهة التهديدات ولذلك نرى اليوم سباقا عالميا للتسلح».
وشدد في هذا السياق على ان «ما يحمي الدول الصغيرة مثل لبنان من النزاعات الاقليمية والدولية هو وحدة القرار السياسي الداخلي والتحصين الأمني الداخلي في مواجهة الاخطار والتحديات».
واشار الى انه «ليست هناك حروب مباشرة بين الدول انما الحرب اليوم تقام بالواسطة عبر استخدام الارهاب».