قصة أول مصرية تحصل على لقب «قاضية» بالولايات المتحدة
يعيش عدد كبير من المصريين خارج حدود بلادهم ووطنهم، لكننا دائما ما نسمع عن أحدهم استطاع أن يحقق إنجازا ما بالخارج، أو يحصل على منصب في دولة أخرى، ليعززوا بذلك أهمية وطنهم الأم بدور أبنائه في جميع أنحاء العالم، ومن بين هذه الأسماء مؤخرا لمع على السطح اسم، شيري ميخائيل ميداي، والتي حصلت على لقب «أول قاضية مصرية» في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك المرأة نشأت وترعرعت في الولايات المتحدة الأمريكية وتعد أيضًا عضوة في مجلس إدارة كنيسة مارمرقس بولاية أوهايو.
قررت «ميداي»، البالغة من العمر 40 عامًا -والدة 3 أطفال، وهي ابنة القمص ميخائيل إدوارد، ويعد والدها كاهنًا في كنيسة مارمرقس بولاية أوهايو كما هاجر إلى الولايات الأمريكية عام 1974- أن تتقدم بطلب الترشح في الإنتخابات، في مدينة «كوياهوجا»، الواقعة بولاية أوهايو، حتى تحصل على منصب قاض بإحدى المحاكم الأمريكية بأوهايو، ساعية إلى تحطيم الأرقام القياسية وخوض معركة بإتجاه المنصب.
لم تتمكن «ميداي» من الوصول إلى هذا المقدار من الشجاعة إلا بعد كفاح طويل، حيث ولدت في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، في 12 أكتوبر 1976، عقب عامين من هجرة والدها ووالدتها من القاهرة إلى الولايات المتحدة، والتحقت منذ طفولتها بالمدارس الأمريكية، حتى درست بجامعة جون كارول بولاية أوهايو، وحصلت على شهادتها في عام 1998 وعقب مرور سنوات استكملت دراستها وحصلت على الدكتوراه بالدراسات الحقوقية من جامعة «كيس ويسرن ريسيرف» عام 2001.
ومنذ ذلك التاريخ بدأت ممارس المهنة ومتابعة القضايا الجنائية والمدنية كمحامية، حتى اكتسبت الخبرة في التعامل مع مثل هذه القضايا، بالإضافة إلى عملها ثلاث سنوات وكيل نيابة وثلاث سنوات أخرى كمساعد لقاض، متخطية بخبرتها شرط المحكمة في الترشح للمنصب بسبب نشاطها الممتد إلى سنوات في هذا المجال.
أشارت «ميداي» إلى أنها بمجرد أن وجدت تلك الفرصة أمامها أقدمت عليها وعملت جاهدة للحصول على المنصب من خلال إعدادها حملة إنتخابات، وكانت تتجول بين أبناء مدينتها محاولة التودد إليهم حتى تحصل على أغلبية أصوات ولايتها، التي يصل عدد سكانها إلى 1.2 مليون نسمة، كما اشتهرت بسعيها لمساعدة الجميع والأخلاق المتميزة.
تقول «ميداي»: «تربيت منذ طفولتي على مجموعة من القيم الإنسانية ومن ثم تأهلت لأصبح قاضية، كمعرفتي بقيمة العدل والتعامل مع الأشخاص باحترام ومنح الجميع مكانتهم، وهذا ما جعل حملتي الإنتخابية قوية».
ظلت «ميداي» تكرر بين كلماتها، وفقًا لصفحتها الرسمية للإنتخابات «ميداي فور جادج»، أنها امرأة تفخر بكون أصولها مصرية، وقالت: «أنا أول امرأة مصرية أمريكية تنضم إلى تلك الإنتخابات وأفوز بها في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنني منذ ترشحي دفعت ضريبة في المقابل، وكان الكثيرين ينادونني بـ(عربية إرهابية) بسبب أصولي المصرية، ورغم ذلك استكملت مدركة أنها ليست المرة الأولى التي يتلقى العرب الأمريكيين مثل تلك الكلمات، لكنني فخورة بكوني عربية وتابعت بقوة حملتي».
وبالفعل نجحت في الفوز بالانتخابات التي بدأت من 15 مارس 2016 حتى 8 نوفمبر 2016 وعقب ذلك بأسابيع تم الإعلان عن فوزها وأدت اليمين الدستوري منذ يومين فقط حتى تبدأ من هنا عملها في القضاء الأمريكي.
كما ذكرت «ميداي»، وفقًا للموقع الرسمي بالمعهد العربي الأمريكي بالولايات المتحدة الأمريكية، أن والدها كان الكاهن رقم 8 في ترتيب الكهنة الذين أرسلهم البابا شنودة للخدمة في أمريكا، كما أنه حاصل على دكتوراة في اللاهوت من أمريكا ومؤلف للعديد من الكتب أخرها «كلمات ذهبية لقداسة البابا شنودة» في أربعة أجزاء.
المصرى اليوم