قطر تحتفل غدا باليوم الوطني تحت شعار «المعالي كايده»

وسط استعدادات كبيرة وفعاليات عديدة مصاحبة بدأت قبل نحو عشرة ايام في معظم المدن القطرية تستعد قطر الشقيقة للاحتفال غدا الاربعاء باليوم الوطني تحت شعار (المعالي كايده).

والشعار الذي اعلنته اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني لقطر هو شطر من بيت لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي يعد باني نهضة قطر الحديثة ويرثي فيه ابنه الشهيد الشيخ جوعان قائلا “حوى المجد والآداب في عشر سنه ونال المعالي كلها والمراجل”.

ويعبر الشعار عن جيل كامل من الشباب القطري في فترة التأسيس وعن ايمان الاجيال المتعاقبة من الشباب القطري ان طريق المعالي والانجازات شاق لا يدرك الا من خلال التسلح بسلاحي الاخلاق والعلم.

وتستذكر قطر بهذه الذكرى انجازات الشيخ جاسم الذي يعتبره القطريون مؤسس دولتهم حيث تخلد الاحتفالات ذلك اليوم التاريخي من عام 1878 الذي خلف فيه الشيخ جاسم والده الشيخ محمد في قيادة البلاد واستمر حتى التأسيس والوحدة ونجح في توجيه الدفة بسياسة حكيمة متعقلة كتب لها النجاح في خضم بحر مائج بالاحداث والمتغيرات الدولية والاقليمية فيما تستمر هذه السياسة بقيادة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتحتفل قطر بيومها الوطني في 18 ديسمبر منذ صدور القانون رقم 11 لسنة 2007 باعتبار يوم تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني يوما وطنيا تعطل فيه المؤسسات والدوائر الحكومية ويحتفل فيه جميع القطريين بهذه المناسبة الوطنية. وشهدت قطر خلال العام الحالي انجازات عديدة تنفيذا لما حددته رؤية قطر الوطنية 2030 وترجمة لاستراتيجية التنمية الوطنية الثانية (2017 – 2022) التي تهدف الى تعزيز التنمية المستدامة والتعليم والتدريب والصحة وتنمية الموارد البشرية وتعميق التنوع الاقتصادي مما اهلها لتنال مراكز متقدمة في معظم المؤشرات الدولية التي يقاس عليها نجاح الدول وتميزها.

وحققت قطر انجازات عديدة في شتى القطاعات وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي الذي شهد صدور قوانين جديدة تحفز دخول الاستثمار الخارجي وتشجع الاستثمار الداخلي وتساهم في توفير البيئة القانونية للعمل الاقتصادي وهو ما شهدت به المؤسسات الاقتصادية العالمية التي صنفت قطر في تصنيفات متميزة نظرا لمحفظتها الاستثمارية القوية واقتصادها المتنوع ومعدلات النمو التي تحققها.

ومن هذه الانجازات الاقتصادية بدء التشغيل التجريبي لمترو الدوحة وذلك كخطوة استراتيجية قبل الموعد المحدد للافتتاح الرسمي المعلن عنه في 2020 وهو يعد من اسرع القطارات بدون سائق في العالم اذ تصل سرعته الى 100 كيلومتر في الساعة فضلا عن تعزيز قدرات مطار حمد الدولي وميناء حمد البحري.

وكان للرياضة نصيب كبير من هذه الانجازات ولعل (اسباير زون) كانت كلمة السر الحقيقية البارزة في معظم الانجازات الرياضية حيث شهد عام 2019 انجازين تاريخيين اولهما حصول منتخب قطر لكرة القدم على كأس آسيا لاول مرة في تاريخه وهم الذين كان اغلبهم من خريجي (اسباير).

والانجاز الرياضي الثاني كان حصول البطل العالمي خريج (اسباير) ايضا معتز برشم على ذهبية بطولة العالم لألعاب القوى فضلا عن تنظيم بطولة العالم لالعاب القوى واستضافة كأس الخليج 24 لكرة القدم.

وكشفت قطر عن الشعار الرسمي لكأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) الذي يعكس البعد الجامع للبطولة بوصفها منصة لالتقاء الثقافات من مختلف ارجاء العالم ويتضمن في الآن ذاته عناصر مستوحاة من الثقافة القطرية والعربية التي تتناغم مع مكونات لعبة كرة القدم.

واستطاع قطاع الطاقة في قطر ادارة واستثمار موارد الدولة الهيدروكربونية لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل هذه الموارد الطبيعية الى ثروة مالية تدعم تنمية الموارد البشرية وبناء قدرات الدولة الاقتصادية وخاصة زيادة طاقة انتاج الغاز الطبيعي المسال البالغ 77 مليون طن سنويا الى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027 وهو ما يشكل زيادة قدرها 64 بالمئة عن مستوى الانتاج الحالي.

وفي عام 2019 شهد القطاع الصحي تطورات مهمة فتم افتتاح ثمانية مستشفيات عامة وتخصصية جديدة بالاضافة الى افتتاح مركز الطوارئ والحوادث الجديد بمؤسسة حمد الطبية الذي يعتبر من اكبر مراكز الطوارئ في المنطقة وافتتاح عشرة مراكز رعاية صحية اولية.

ومن ابرز انجازات الهيئة العامة للطيران المدني اصدار الاصدار الاول من المبادئ التوجيهية للامن السيبراني في مجال الطيران المدني الذي تضمن المبادئ والمعايير الامنية لحماية المناطق الحيوية في قطاع الطيران بالاضافة الى افضل الممارسات المتبعة في الامن الالكتروني في هذا المجال.

وفي المجال العسكري وقعت القوات المسلحة القطرية والقيادة المركزية للقوات الجوية الامريكية اتفاقية اجراءات العمل الثابتة لقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) بقطر كما افتتحت قاعدة (الظعاين) التي تعد اكبر قواعد قطر البحرية المتخصصة بأمن الحدود وحراسة الموانئ والمنشآت النفطية.

وعلى الصعيد الثقافي افتتحت قطر (متحف قطر الوطني) الذي يعتبر صرحا ثقافيا متميزا ومعلما جماليا بديعا حيث يقع على مساحة تبلغ قرابة 40 الف متر مربع بتكلفة تقدر بنحو 434 مليون دولار كما اختيرت الدوحة عاصمة للشباب الاسلامي لعام 2019 تحت شعار (الامة بشبابها).

ولا يكاد الزائر الى مدن قطر هذه الايام يمر من ساحة عامة او شارع عام او امام مؤسسة وطنية او خاصة الا ويرى معالم الاحتفال باليوم الوطني ظاهرة عليها وبصورة خاصة علم البلاد واللونان الابيض والعنابي اللذان يمثلان ذلك العلم فضلا عن اضاءة المعالم الرئيسية في البلاد بإضاءات متميزة في الليل ابتهاجا بتلك المناسبة.