قطر تكشف عن تصميم استاد الثمامة سادس الاستادات المرشحة لاستضافة المونديال
كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر، عن تصميم استاد الثمامة سادس الاستادات المرشحة لاستضافة المونديال.
ويستوحي الاستاد تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم «القحفية»، والتي تُشكل جزءاً من اللباس التقليديّ للرجال في أرجاء الوطن العربيّ إذ يرتدونها تحت «الغترة» و«العقال» لتثبيتهما.
وتطورّت أنماط تصميم القحفية مع تطور المجتمع المحلي والعربي، ولم تكن القحفية تُباع في الماضي، بل كان يصنعها الآباء يدويًا ويهادون بها أبناءهم. وتختلف أنماط وألوان وأسماء القحفية تبعاً للدولة أو الثقافة التي تنتمي إليها، وقد استوحي تصميم استاد الثمامة من القبعة المعروفة بـ«أم نيرة»، والتي كانت في الماضي إحدى أكثر القبعات انتشاراً في دولة قطر وتشابه نقوشها النقد المعدني الأبيض أو الذهبي على خلفية بيضاء.
ويُعد استاد الثمامة أول استادات كأس العالم التي تُصمم بالكامل بأيدٍ قطرية عربية، إذ تولى تصميم الاستاد المكتب العربي للشؤون الهندسية – أقدم شركة استشارية هندسية معمارية في قطر، وقد قاد فريق العمل المعماري القطري المتميز إبراهيم الجيدة، الذي صمم أيضاً مبنى وزارة الداخلية الجديد في قطر ومقر معرض مطافئ الدوحة والمبنى السابق لإدارة مؤسسة قطر الذي يُطبع اليوم على ورقة المئة ريـال قطري.
إلى جانب التصميم العربي للاستاد يتولى تحالفٌ قطري تركي أعمال تشييد الاستاد، ويجمع هذا التحالف بين شركتي هندسة الجابر وتيكفين للإنشاءات، ليُجسد استاد الثمامة بذلك التزام دولة قطر باستثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لتعزيز نمو الاقتصاد القطريّ واقتصاد المنطقة بشكلٍ عام.
وكانت الأعمال التمهيدية وأشغال الحفر الأولية في استاد الثمامة قد اختتمت في 2016، وبدأت أعمال المقاول الرئيسي في الربع الثاني من العام الحالي، فيما يُتوقع إنجاز الاستاد بحلول عام .2020
وفي معرض حديثه عن إطلاق تصميم استاد الثمامة، قال حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «نحن سعيدون بإطلاق هذا التصميم الذي يعكس ثقافتنا وتقاليدنا، ويُذكرنا في هذه الأوقات بالذات بما يجمعنا كشعوب خليجية وعربية. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على التزام دولة قطر برؤيتها لكأس العالم 2022 كبطولة للمنطقة والعالم العربيّ وبحرصها على أن تتاح الفرصة لكل الخليجيين والعرب للمساهمة في تنظيم البطولة، والأبواب ما تزال مفتوحة لهم جميعاً منذ اليوم وحتى أن نستقبلهم كضيوف ومشجعين عام 2022 لنحتفل سويا بأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة».
وفي حديثه عن تصميمه لأحد استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم، قال المعماري القطري إبراهيم الجيدة: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة لمساهمتي في تصميم أحد الاستادات التي ستستضيف أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة والعالم العربي، وقد جاء تصميم الاستاد المستوحى من الثقافة العربية ليؤكد على حرص دولة قطر على استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم لتعريف العالم بثقافتنا العربية ولمنح الفرصة للكوادر القطرية والعربية للمساهمة بشكل فاعل في استضافة البطولة ولتقديم هذه الكوادر للعالم بعد أن يرى بعينه الإنجازات التي يُمكن لشباب هذه المنطقة تحقيقها إذا ما منحوا الفرصة لذلك».
ويقع الاستاد في منطقة الثمامة التي يحمل اسمها، وهي منطقة حيوية تقع جنوب مدينة الدوحة وتبعد ستة كيلومترات تقريبًا عن الكورنيش، وخمسة كيلومترات جنوب غرب مطار حمد الدولي الذي سيستقبل ما يقرب من 200 الف مسافرٍ يومياً خلال بطولة كأس العالم.
كما يعد الموقع قريباً من العديد من محطات الخط الأحمر لمترو الدوحة، مما سيسهل تنقل المشجعين ما بين أماكن إقامتهم والاستاد، ويمكنهم أيضاً من مغادرة الاستاد أو الوصول إليه بسرعة في حال رغبوا بحضور مباراة أخرى في اليوم ذاته. من جانبه قال المهندس هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «يُضاف هذا التصميم إلى خمس تصاميم سبقته استوحيت في معظمها من الثقافة العربية والطراز المعماري الخليجي. ويعكس ذلك التزام دولة قطر باستثمار هذه البطولة لتعريف العالم بالثقافة العربية. كما يأتي هذا الإعلان ليؤكد على استمرار العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز كافة استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، والعمل جارٍ بالفعل في سبعة من الاستادات المرشحة لاستضافة البطولة وذلك بعد تدشين استاد خليفة الدولي في شهر مايو الماضي».
تقنية التبريد
كما سيزود استاد الثمامة بتقنية التبريد المبتكرة التي يجري تطويرها في قطر لتمكين اللاعبين والجماهير من الاستمتاع بالمباريات في أجواء مثالية على مدار العام، ودون أن تؤثر الحرارة في أداء اللاعبين أو تجربة الجماهير داخل الاستاد.
وفي مرحلة ما بعد البطولة سيتم تخفيض عدد مقاعد الاستاد إلى 20 ألف مقعد، وستمنح دولة قطر المقاعد الإضافية للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية حول العالم، فيما ستُستغل مساحة المدرجات العلوية لبناء فندق مطل على الاستاد يضم 60 غرفة، إلى جانب مجموعة من المرافق التي سيتم الاتفاق عليها مع أهالي الثمامة لضمان تلبية احتياجاتهم ما بعد الصافرة النهائية عام2022.