
قمة الرياض .. التحرك العربي الموحد .. بقلم : طارق بورسلي
عقدت في الرياض القمة الخليجية العربية المصغرة التي ضمت قادة الدول الخليجية ومصر والأردن للبحث عن الحلول لمستقبل غزة بعد الحرب الطاحنة التي استهدفت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي مقومات الحياة للشعب الفلسطيني على مدى عام ونصف منذ ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣ .
وإذ تعد هذه القمة المصغرة الطارئة بوابة القرارات والتوصيات الأخيرة التي ستخرج بها القمة العربية في الرابع من مارس القادم ، للخروج ببيان عربي موحد إزاء التهجير القسري للشعب الفلسطيني ودعما لغزة .
استذكر وإياكم .. المواقف الكويتية الداعمة لغزة في القمة العربية التي عقدت في ديسمبر 2024، والتي أكدت فيها دولة الكويت على مواقفها الثابتة تجاه القضايا العربية والإسلامية داعمة لحق الشعب الفلسطيني في نضاله لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل حقوقه المشروعة،
وقد تبنت دولة الكويت موقفا ثابتا و حازما في رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ففي أكتوبر 2023، أعرب وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، عن رفضه القاطع لدعوات التهجير القسري التي أطلقتها إسرائيل لسكان غزة، وندد بالتصعيد العسكري وعمليات القتل والتدمير العشوائي التي تُعد خرقا للقانون الدولي والإنساني.
وفي ديسمبر 2024، خلال القمة الخليجية الـ45 التي عُقدت في الكويت، دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى إنهاء الحرب في غزة ووقف “جرائم القتل وتهجير السكان”، مؤكدين على ضرورة توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وفتح الممرات الآمنة.
ومؤخرا .. أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، التي أطلقها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في بيان صدر في فبراير 2025، أكدت الوزارة أن هذه الدعوات تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تهديدا لأمن واستقرار المنطقة.
كما جددت الكويت موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني لحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
حينها .. دعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
يأتي هذا الموقف الكويتي الثابت و الراسخ بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اقترح نقل سكان غزة إلى دول أخرى، مثل الأردن ومصر، وهو ما قوبل برفض واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي .
وفي القمة المصغرة التي عقدت أمس في الرياض ناقش سمو الأمير المفدى الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه و القادة الخليجيون والعرب الخطة البديلة التي تركز على إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، وتتضمن الخطة ثلاث مراحل: الأولى تشمل تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، والثانية تتعلق بإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، والثالثة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في القطاع.
وفي تقديرات أولية تقدر تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 53 مليار دولار، مع الحاجة إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأولى، ومن المتوقع أن تساهم دول الخليج ومنها دولة الكويت بشكل رئيسي في تمويل هذه الجهود لإعمار القطاع بعد دمار بنيته التحتية .
وفي القمة .. أيضا تم التطرق إلى مسألة إدارة قطاع غزة خلال فترة إعادة الإعمار ويبدو أن هناك توافق على إعادة تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة شؤون القطاع لضمان استقرار الأوضاع وتنفيذ خطط الإعمار بفعالية، وفق تصريحات الإعلام العربي .
الخلاصة : بكل تأكيد تبقى دولة الكويت جزء لا يتجزأ من خطة الدعم العاجل للشعب الفلسطيني وحفظ وجوده على أرضه وعدم الانصياع والخضوع للمطالبات الاسرائيلية و الخطة الأمريكية .
إن القمة المصغرة .. تعد تحركا عاجلا لمسار عربي عاجل و طارئ موحد إزاء القضية الفلسطينية العربية والإسلامية الأولى ، ومستقبل قطاع غزة .