كفاك إرهاباً أيها المسؤول … بقلم عبدالعزيز خريبط
من الخطأ الشائع أن نقصر الإرهاب على القتل والترويع والعمليات المنظمة فالإرهاب له صور كثيرة ووجوه وأشكال قبيحة متعددة على مستوى دول وجماعات وأفراد والنتيجة هي واحدة تهديد صفو الفرد وتدمير المجتمع فالفساد والسرقة والرشوة والوساطة والتمييز بين أفراد المجتمع نوع من أنواع الإرهاب الاداري واستغلال سيئ للسلطة والمسؤولية وتعيين الأقارب والأصدقاء في وظائف ليسوا أهلاً لها فذلك يعد إرهاباً لأنه ترهيب للاكفاء من المواطنين الذين يضحون بلا وظيفة أو عمل هذا الأمر الذي يصيبهم بالخوف على مستقبلهم متى نكون على قدر المسؤولية؟ فمتى نتحرر من الوساطة والتمييز؟ متى نعامل الانسان على انه انسان بغض النظر عن أصله وجنسه ومذهبه ودينه؟ متى نفهم أن الناس أمام الله سواء؟ فلا فرق بين مواطن ومواطن آخر لكنها هي العنصرية الممقوتة بكل صورها واشكالها المذمومة فمن أبرز أسباب تأخرنا عن الشعوب الاخرى هو التميز والتفريق فهذا له معاملته وهذا له معاملة أخرى دون النظر إلى الكفاءة ونوع العمل المنجز فالأجر والمنصب في بلدان العالم مقابل العمل والكفاءة لا مقابل الاصل والجنس والطائفة والدين.
لن تصلح مجتماعتنا العربية إلا بعد التخلي عن تلك النظرات العنصرية الهجينة التي حاربها الإسلام ونبذها فاذا نظرنا إلى الدول الغربية المتطورة وجدنا أنها طبقت تعاليم الإسلام فتقدمت فلا أساس للتفاضل بين الناس إلا بالعمل والجد فقدرت الكفاءات ونبذت العنصرية واختفت الوساطة والوسيط وتساوى الجميع أمام القانون المسؤول والموظف الصغير وكذلك العربي والمسلم وغيره فالجميع متساوٍ في الراتب والحقوق والواجبات.
• الارهارب الممقوت تحت شعار الديمقراطية التي أصبحت أداة للتهديد والهدم والخراب وتجريح الآخرين والنيل من كراماتهم وترويج الاباطيل والاتهامات دون دليل بشكل لا وجود لها إلا في الخيال والفكر الصغير القاصر عن الادراك والفهم فهذه ليست ديمقراطية فالديمقراطية مسؤولية والتزام فمن المعيب أن نحمل شخصًا أو فئة معينة أخطاء السابقين ومن العار أن نحمل جيلاً سقطات أجيال وأجيال، ما نطلبه في هذه الأيام الرحمة من الله سبحانه وتعالى والرحمة من ألسنة البعض وأن يكفوا عن ايذاء الآخرين والمبالغة والتفخيم في كثير من القضايا والمواضيع فالديمقراطية لا تعني التضليل والعويل والنباح في كل حين.