كلمة الاصل والاصول العائلية ولكن… بقلم الكاتبه المصرية رشا طنطاوي
كثيرا ما كنت اسمع عن كلمة الاصل والاصول العائلية ولكني لم اكن اعي المعني الحرفي ولا اهمية مضمون هذه الكلمة او الوصف الي ان كبرت وادركت وجهة نظر اجدادنا وامهاتنا في مصاهرة من هم من ذوي الانساب العائلية والتاريخ العائلي فأهمية مصاهرة ذو الاصل العائلي المشرف لا تتوقف عند نقطة التشريف والتكريم بل لان يوجد الاف الاختلافات الجذرية مابين من هم ذو الاصل والحسب والنسب ومن هم بلا هوية او هوية مستحدثة وثراء مستحدث وفيما يلي سوف اقوم بسرد بعض الاختلافات الجذرية ما بين اولاد الاصول و حديثي الثراء .اولا نادرا ما تجد اولاد الاصول قراراتهم واحدة وصامدة لان اللين والمسامحة من سمات الاصيل فاحيانا التراجع عن قرار خطأ هو عين الحكمة واللين والطيبة في آن واحد بينما عديم الاصل لا يلين قلبه مهما تأذي من امامه بل انه يتغذي علي الم الناس والسخرية منهم لتعويض ذاته الناقصة. ثانيا نمط الماكل والمشرب يختلف اختلاف جذري فمن تعود علي نمط وكمية من الطعام لن يغيرها مهما اعطي الله له من اموال ولكنه سوف ينفق علي الاشياء التي يراها الناس من بيوت فخمة وسيارات فارهة لتعويض نفسه من نظرة الناس له بتمني ماعنده بينما من يترعرعون علي الخير والعز غالبا لا يلفت نظرهم اي نعم عند اي مخلوق لان عينه شبعت قبل عقله وقلبه فملئ العين لا يحدث للانسان الا وهو في سن صغير. ثالثا نمط النظافة الشخصية لابد وان يكون هناك اختلاف في مستوي النظافة الشخصية لان من ترعرع وكبر في منازل واسعة بها اكثر من دورة مياة وعاش عيشة مرفهة لن يقارن بمن عاش في غرفة وصالة هو واسرته التي لا تقل عن خمسة افراد فهناك تعود علي احتمال عدم النظافة لقلة الحيلة وليس اكثر ولكن عندما يكبر ويتاح له عشرات من دورات المياة فلن يتخلي عن عاداته لمجرد تحول حالته الماليه. رابعا الحقد والغيرة الغير مسبب من اي شخص ولاي رفاهية عند اي شخص فالشخص عديم الاصل يستكثر اي نعمة عند اي شخص بل ويحاول التقليل منها نظرا لنقصه وعلي العلم انه من الممكن ان يكون اغني وايسر من ذلك الشخص المحقود عليه ولكن فراغة العين وعدم الشبع هو المحرك الاساسي في سلوكه بعكس اولاد الاصول لا يحقدون ولا ينظرون فيما بين ايدي غيرهم نظرا لملئ اعينهم منذ الصغر. خامسا اولاد الاصول اقل حدة في عداوتهم بل تكاد تكون تلك الحدة معدومة مقارنة بالانسان عديم الاصل فهم لا يستبيحون اعراض الناس ولا اموالهم ولا يهينون احد بعكس فاقد الاصل فالاصل في نشأتهم هو ان كل الاسلحة مباحة في الحرب دون النظر الي وجود الله والدين فغالبا ما يعانون من قلة الدين نظرا لنشأتهم المعذبة وهناك الكثير والكثير من الاختلافات التي لا حصر لها ولكن احب ان اختم مقالي بما قاله الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (تخيروا فإن العرق دساس) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم