كورونا …فرحة العيد

هاهو العيد عاد وعادت لياليه وأجواءه البهيجة , وفرحة العيد لا يضاهيها فرحة بعد شهر كامل من العبادة والتقرب الى الله تعالى لقد منَّ الله على المسلمين في كل سنة بأعياد يفرحون  بها , وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ففي عيد الفطر يفرح المؤمنون بإكمال صومهم وفي عيد الاضحى يفرحون بإتمام حجهم، ويأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك.. شهر الالفة والمحبة والتقرب الى المولى عز وجل ليفرح المسلمون في العيد فيتبادلون التهاني ويزورون اهلهم وأقاربهم وأصدقاءهم ويستقبلون اصحابهم وجيرانهم.

 وتترك الزيارات المتبادلة في العيد أثر بالغ في النفس كما ان العيد فرصة للترويح عن النفس وقضاء وقت سعيد بين الاهل والأحباب فهو فرصة للتواصل الاجتماعي وتبادل الزيارات بين الاهل والأصدقاء و قد تكون لآخرين فرصة للتنزه والسفر وتغيير رويتن الحياة اليومية بجو مفعم بالبهجة والراحة النفسية فأيام العيد ايام لا تتكرر إلا كل عام مرة لذلك يحرص غالبية المسلمين على ان يستمتعوا به على اكمل وجه وكل بلد حسب عاداته وتقاليده .

عيد الفطر

و سبب تسميته بعيد الفطر لأنه اول عيد  من اعياد المسلمين ويأتي بعد صيام شهر رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون  وفي الشريعة  الاسلامية يحرم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر، ومدته شرعا يوم واحد فقط وليس ثلاثة أيام كما هو متعارف عليه عند الفئة العظمى من الناس، لذا فالقول ان  أيام عيد الفطر غير صحيح فعليا لأنه يوم واحد فقط , والمتعارف ان الدولة تأخذ اجازة العيد ثلاث ايام لعيد الفطر و4 ايام لعيد الأضحى وهو من مظاهر تعظيم هذا التشريع السماوي الذي يعود على المسلم بالفرحة والبهجة فالأعياد ذات أثر على النفس البشرية .

العيد فرحة

 العيد فرحة  وأجمل فرحة تغنى بها  الكثير من اصحاب الصوت , ومهما اختلف المكان او الزمان تبقى فرحة العيد واحدة في كل مكان فرغم اختلاف مظاهر الاحتفال بالعيد من منطقة الى اخرى تبقى عفوية العيد موجودة عند الجميع على سبيل المثال  العيدية  مظهر من  مظاهر العيد كما هي في الكويت ايضا توجد في الدول الاسلامية الاخرى.

وللتهنئة بالعيد ألفاظ مختلفة  في الكويت والعالم العربي  فنقول  :عيدكم مبارك، عساكم من عواده  أو كل عام وانتم بخير أو من العائدين الفائزين.

وقد ارتبطت الأعياد في الاسلام بأداء الفرائض فالاسلام سما بمعنى العيد وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض ولذلك فان العيد يعتبر من شعائر العبادة في الاسلام.

وعلينا  ان نعتبر يوم العيد يوم يذكرنا بغيرنا ممن لا يعيشون فرحته فيجب ان لا تنسينا في يوم العيد فرحتنا وبسمات أطفالنا , دموع اطفال آخرين  بل يجب ان تكون انطلاقة لكفكفه أحزان أناس آخرين هم اخوة لنا في الاسلام يجب علينا ان نحس بهم ونحس بمتاعبهم وآلامهم.

نحن جميعا مدعوون الى ان نحمل أنفسنا الى سلوك الطريق التي يرضى عنها   الله تعالى  وحبيبنا المصطفى محمد صل الله عليه وآله وسلم ,من أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الاسلام دينا، كما أننا مدعوون الى نبذ الفرقة والقطيعة  وتناسي الأحقاد والتغاضي عن المشاحنات والخلافات ولتكن دعوة لكل منا ان يبدأ بالسلام والمصافحة والمصالحة وتجديد الاخوة والمحبة.

الزكاة بر

والأعياد شرعت  للمسلمين من اجل الفرح  ولكن ليس  الفرح المجرد  من الطاعات ,وإنما شرعت لإكمال حلقة البر في  مجتمعاتنا الاسلامية , فإذا كان  العطاء البر ودفع الصدقات  في الأيام العادية عادة فردية ففي أيام العيد يصبح  العطاء والتصدق قضية انسانية اجتماعية تعدل موازين الحالة الاقتصادية على الاقل في ايام العيد للمحتاجين والفقراء لقول النبي (ص) مطالبا الأغنياء بالا يتركوا الفقراء لفقرهم «أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم» هذا فيما يخص زكاة الفطر.

 وعلينا ان لا نجعل العيد يوم معصية ونتبع غيرنا فإذا كانت الأعياد عند غيرنا تعني التحرر  من القيود وتخطيا للحواجز وإباحة ما حرمه الله، فان العيد في شريعة  المسلمين هو فرح بفضل من الله وهو أيضا  دعوة للالتزام بما أمر الله وتعاون على البر الخير وشعور بالإخاء والمودة.

عيد الفطر

 العيد في الكويت له رونق مميز سواء كان قديما أم حديثا فهو يلم شمل الأهل والأحباب ويبعث الفرحة والسعادة بين الجميع صغارا وكبار ويزيد الوئام  بين العائلات  والجيران , حيث نجد الأسر والجيران , تتواصل مع بعضها والأبناء يذهبون الى الكبار ليتلقوا المعايدة ويأخذوا منهم العيدية  والوجه العام هو جو من الآلفة والسعادة على الآسر والمجتمع  , ففيه يجتمع شمل العائلة في جو ملؤه البهجة و الفرحة والبسمة وعند الكثيرين يعد هذا أفضل شيء لقضاء أجازة العيد حيث الجمعة واللمة للأهل والأحباب والاصحاب .

 وعلى الرغم من اختلاف الثقافات الانسانية  على ارض الكويت , لكن فرحة العيد واحدة وفي الكويت قد تختلف فرحة ومظاهر الاحتفال بعيد الفطر السعيد من منطقة الى أخرى فهي بالمناطق الكويتية تختلف عن تلك التي يقطنها  الوافدين على ارض الكويت الحبيبة وذلك عائد الى اختلاف الثقافات وأيضا لاختلاف عادات وتقاليد الشعوب وبخاصة ان الكويت تحتضن العديد والعديد من الجاليات عربية كانت أو إسلامية ولكن تبقى عفوية العيد موجودة عند الجميع وفرحة الاحتفال به أيضا موجودة ولكن كل بطريقته.

مظاهر العيد

لم تتغير مظاهر العيد في الكويت رغم الطفرة النفطية التي حصلت منذ عقود , ويحتفل أهل الكويت بالعيد ويفرحون بقدومه ورغم التطور العمراني والحياتي  بعد ظهور النفط والتغير الذي طرأ على المجتمع ودخول بعض العادات الدخيلة عليه لازال المجتمع الكويتي محافظا على بعض من هذه العادات والمراسيم التي كانت موجودة في الماضي حيث كانت مناسبة العيد لها بهجة أكثر وفرحة اغمر ينتظره الناس بفارق الصبر ويستعدون له كامل الاستعداد لأنه بالنسبة اليهم يعني التغيير والتجديد فهم يلبسون فيه الجديد، ويأكلون ويلعبون  ويستعدون لهذه المناسبة قبل وقتها بفترة من الزمن كشراء لوازم العيد  من ضيافة  ولبس ومستلزمات ليوم ينتظره الكثيرون ليحتفلوا به ..

العيد قديما

مازال الكويتيون يعيشون اجواء العيد قديما فقد قديما في بعض النواحي من مظاهر عيدهم , لقد كان العيد مميزا ويختلف كثيرا عن الآن , كان الكويتيون كبارا وصغار يذهبون الى الدوارف للعب واللهو، وعلى الرغم من بساطة الالعاب في ذلك الوقت إلا انها كانت تقضي  الحاجة وتحقق الفرحة , للكثيرين تلك الايام والآن نجد الكثيرين يقضون هذا اليوم بمفردهم كل يخلق لنفسه الجو الذي يريده فمنهم من يسافر الى البلاد العربية القريبة على الكويت الشمل مما يفقد المجتمع الكويتي نكهة الزيارات واللمة والتواصل العائلي.

وقديما ايضا كان الكويتيون في اول ايام العيد يلبسون الملابس الجديدة حيث لا تخاط الملابس الجديدة في الكويت قديما إلا للعيد وبعدها يستمر الناس في لبسها طوال السنة ويتوجه الكويتي الى المسجد لأداء صلاة العيد صباحا مع ابنائه وهناك وبعد انتهاء الصلاة وخطبة العيد يتبادل الناس التهاني بالعيد على اتمام الصيام ومرور عام على هذا الصوم ومن ثم يتوجه الجميع حيث توضع البسط والسفرات في الشوارع ويوضع عليها الطعام لمن يريد ان يأكل يتقدمهم صاحب الديوان يقسم للآخرين.

وكان العيد في الكويت قديما يختلف عما هو عليه في هذا الوقت الحالي من حيث المراسيم والعادات التي كان أهل الكويت رحمهم الله يقومون بها قبل قدومه والتي اندثر بعضها ومازال بعضها قائماً حتى الآن.

وللعيد قديما مظاهر وعادات تختلف عما هي عليه في الوقت الحالي وهي عادات تدل على ترابط وتلاحم أهل الكويت ومن مظاهر وعادات العيد قديما:

– تعطيل الإعمال في العيد قديما يعطل الكويتيون أشغالهم وأعمالهم لمدة أسبوع كامل ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة.

– ترتيب البيت: من مظاهر العيد في الكويت يقوم أهل البيت بتنظيفه وترتيبه حتى يكون لائقا بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطا بالعطور الخاصة اضافة الى البخور والمعمول وغيرها.

– الملابس الجديدة: تخاط الملابس للكبار وللصغار، كالدشداشة للأولاد والدراعة والبخنق للبنات، وكانت بعض السيدات يخطن ملابس أولادهن بأنفسهن.

– تجهيز الحلويات: تصنع الحلويات الشعبية في البيوت استعدادا للعيد والبعض يقوم بشرائها من السوق، من هذه الحلويات(قرص عكيلي – البقصم – لسان الثور – الغريبة) وغيرها من الحلويات المعروفة قديما في الكويت.

– صلاة العيد: في عيد الفطر يفطر كافة افراد الأسرة على حبات قليلة من التمر ثم يذهبون الى المسجد لأداء صلاة العيد وبعد الصلاة يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى ويسمعها من في الداخل ويتباهون بملابسهم الجديدة وكل منهم ينظر الى ملابس الآخر والبعض يتفاخر بان ملابسه أحسن من غيره.

– طعام العيد: يهتم الكويتيون اهتماما خاصا كبير بالطعام خلال فترة العيد سواء الفطر أو الأضحى فمنهم من يخصه لعائلته وأقاربه ومنهم من يفتح أبوابه للفقراء من أهل الخير وهم كثير في الكويت وهي عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الكويت قديما ومن عادات الطعام في العيد كتالي:

– افطار العيد: بعد الصلاة يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى في البيت للافطار (ريوق العيد) الذي يتكون من أصناف عدة تشتهيها النفس مثل الكيك والفول المطبوخ (الباجيلا) والحمص المطبوخ (النخي) وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية كالدرابيل ويتبادلون الأحاديث الطريفة قيما بينهم.

– غداء العيد: في العادة يكون غداء عيد الفطر باكرا ويكون في الغالب سمك «محمر» وفي عيد الأضحى يكون من لحم الأضاحي لا تزال عادة الغداء والمحمر موجودة عند بعض العوائل في الوقت الحالي.

– تبادل الزيارات للنساء: بالنسبة للنساء يذهبن لتبادل الزيارات وتقديم التهاني للأقارب والجيران من النساء.

– عرضة العيد: تقام حفلات العرضه كل نهار ويقوم الرجال بالرقص في العرضه في البنادق والسيوف ويشدون الأناشيد الحماسية

عطونا عيديه

العيدية كلمة عربية منسوبة الى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وترجع هذه العادة الى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومَن يعملون معه، وكان اسمها «الجامكية» وتم تحريفها الى كلمة العيدية.

وتعتبر العيدية من اهم مظاهر الاحتفال بالعيد خاصة بالنسبة للأطفال وهي تقليد قديم نتوارثه عبر الاجيال المختلفة  , لدى استقبالنا العيد حيث يقوم الاهالي بإعطاء ابنائهم العيدية والتي تكون غالبا مبلغا من المال اذ يبدأ الطفل يومه بالحصول على عيديته من والده أو والدته او الاثنين معا , عملا بمبدأ «زيادة الخير خيرين» ولكن ماذا عن قناعته بالعيدية ؟ اسألوا ابناءكم وبناتكم فالطفل او حتى المراهق لا يمكن ان يسامح ذويه اذا كان مبلغ العيدية غير كاف لتطلعاته اذ يظل يمني نفسه بالمزيد من النقود من باقي افراد العائلة وتعزز العيدية صلة الرحم بين الآباء والأبناء  وبين الازواج ايضا والعيدية رمز تشيع الفرحة في قلب جميع افراد الاسرة .

وللعيدية اثار وإبعاد اجتماعية كبيرة فهي تعلم الطفل عادة الحصول على العيدية واستقبال طقوس العيد بطريقة جميلة وذلك حتى يعلم هذا الطفل الذي سيكبر ابناءه على ضرورة احياء وتوارث الطقوس الاجتماعية المختلفة.

الاسواق في العيد

 تشهد الاسواق في الكويت  انتعاشة ملحوظة بشكل عام خلال هذه الايام تزداد وترتفع وتيرتها مع  اقتراب حلول عيد الفطر المبارك  وذلك لانتعاش في حركة بيع وشراء متواصلة و مستمرة ليلا ونهارا  , تزدحم من خلالها المجمعات التجارية والأسواق الشعبية بالمتسوقين لشراء الملابس الجديدة ومستلزمات العيد الاخرى , وكأنه استعداد لمهرجان  شعبي  أنيق  وبهيج  يحرص الكثير من المواطنين والمقيمين على المشاركة فيه على الرغم من  دفع التكاليف المالية  الباهظة  سواء قبل عيد الفطر او الاضحى.

 ولا ننسى استعداد المحلات والمولات بعرض كل ما هو جذاب من البضاعة المتنوعة والمختلفة  من ألوان وصيحات وتصاميم جديدة مختلفة ومستوردة من البلدان الأوروبية والعربية للخروج بموسم  فيه  مردود اقتصادي أكبر على اصحاب المحلات الذين يوفرون كل مستلزمات العيد لكل الاعمار  والأذواق  وهناك من يقوم بعمل التنزيلات على البضائع لاستقطاب عدد كبير من الزبائن .