لا تقبلوا بالقُبحِ مكافأةً على الصبرِ الجميل … بقلم نرمين عباس
ظللت أمشي لساعات وحدي، أتأمل اللاشيء، أفكر في أشياء ليست مهمه علي الإطلاق، أتساءل لماذا كانت تخفي صديقتي أبتسامتها في كل مره بكلتي يديها، هل كانت تريد أن تخفي أسنانها لأن شخص ما أخبرها ذات يوم أن أسنانها ليست جميله عندما تبتسم، لكني كنت أراها تملك أجمل أبتسامه رأيتها يوماً، فأخبرتها بذلك فظنت أني أُجاملها فقط لأدعمها، لكنها كانت بالفعل جميله جداً، مازلت حتي الآن أتذكر منذ عامين عندما كنت أدرس ماده صعبه جداً أثناء دراستي وحان موعد أمتحانها وكنت في ذلك الوقت أمر بأصعب فترات حياتي، فجلست وأنا مرتبكه وأشعر أنني نسيت كل شيء متعلق بها لأن الارتباك دائماً ما يصيبني بالنسيان، تسلمت ورقه الأمتحان ثم تركتها جانباً دون أن أنظر لها، مضت دقائق من التشتت والارتباك، ثم وجدت شخصاً ما يضع بجوارى قطعه من الشوكولاته، نظرت سريعاً لوجهه فوجدته أستاذي في الجامعه، فقد كنت ومازلت أعتبره أباً لي، وألجأ إليه في كل خطوات حياتي، نظر لي ومر يبتسم أبتسامه هادئه لازلت أتذكرها حتي الآن، بعد ثوانٍ معدوده شعرت أنني تذكرت كل شيء يتعلق بتلك الماده، وتفاجئت بعد ظهور النتائج أنني حصلت علي امتياز في تلك الماده، وظل الفضل لتلك القطعه الصغيره من الشوكولاته.. كانت لي صديقه تملك نُدبة على جبينها تجعلها تتجنب دوماً النظر للمرآه لأن ذات يوم صديقه لها أخبرتها أن وجهها بدونها كان سيصبح أجمل، لكني كنت أراها تزيدها جمالاً، فأنا أحبّ تلك التفاصيل الصغيرة العالقة بالوجوه الجميلة، التي تكسر مثالية الجمال فتزيده جمالًا ودفئاً، أتساءل لماذا لا نملك القدره علي تجاوز الكلمات والأشخاص بسهوله، لماذا قد يلقي شخصاً ما كلمه يظنها عاديه جداً فتظل جرح عالق بالذاكره يقاوم النسيان، لماذا قد نخفي الكثير من حقيقتنا خلف كومه من الخيبات، خشيه أنكسار آخر، مازلت أؤمن أنه يُمكن الحصولُ على قَلبِ أي شخص في الدنيا بعِبارةٍ بَليغةٍ تمنحه الدفء..
لا يزال عالقاً بقلبي حديثنا العابر جداً، أتذكر أبتسامتك بوضوح في الجانب المضئ من روحي، بساطه دفء حضورك لازالت تغمر قلبي بالحنين، لازالت كلمة بسيطه منك تُنبِتُ في قلبِي الوَردَ، فأتشبث بها كلما عبرت شارعاً في مدينتنا..
” أُدرِّبُ قلبي على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ .. “