لا عتب يا سيدي…فما أنت إلاّ رجلٌ…شرقيٌّ… بقلم سلوى معروف
قال ..متصفحاً كلماتي…أما زلتِ تكتبين لي!!!
يرتشف قهوته…بهدوء من يمتلك حاضري…ويضمن مستقبلي…
يتحدث على هاتفه…يتداول مع صديقٍ أمور السياسة…ويوميات الاقتصاد…
وضع رِجلاً على رجل…أشعل سيجارة…وأسند ظهره…
نظر إليّ…متأملاً…غير منتظراً الرد…
دكتاتوراً…على سطوة الحب…يتربّع عرش البهاء…
ويعلم…كيف تسير أيامَكِ …
وتابع حديثه مع الصديق…يبتسم حيناً…وتعلو ضحكته حيناً آخر…وينثر قليلاً من الغضب المصطنع…بعض الأحيان…
وبين الابتسام والضحك…يسهو…فيتذكر أني جالسة أمامه…
فيعيد السؤال …كمن يذكره للمرة الأولى…بصيغة أكثر اهتماماً…
كيف أنتِ…وكيف هي أيامك…!!!
سؤالاً عبر… دون استفهام…
أطفأ سيجارته…كمن ينتهي قراءة جزء من كتاب…اعتاد قراءته…
تناولتُ لوحاً…من الشوكولا…على طرف الطاولة…جلس ينتظر…كتلميذٍ يُتقن واجبه…
قمت بقضمه على مضض…
جئتك مشتاقةً… يا سيدي…
مللت سنيني…يا سنيني…فأتيت…
ابتسم…
قال…منذ متى!!!
قلت …الاشتياق أم الملل؟؟؟
قال: الاستسلام…
قلت…منذ مللت الاشتياق…وتيقنت أن الانتظار عبثاً…والأمل مضيعةٌ للأحلام…
قال بنبرةٍ…لا أعلم كينونتها…أهي نبرة الذكورة المتوارثة…جيلاً بعد جيل..؟ أم نبرة من قتل …ورقص على جسد القتيل…!!
كنت مشغولاً في السنوات الأخيرة…أعذريني…
لا أعلم لماذا يثير في غريزة الأنوثة…كلما اعتذر…
ألأنني أدرك أهميتي حينها…!!!
أم ليقيني بأن الرجولة العربيّة…تُحرّم الاعتذار للنساء…
لا أعلم…
كل ما أذكره… أنه عبرتني نشوة…لعلها فرح… أو لعلها خيبة…
سيدي…كيف هي لياليك؟؟؟
وبسرعة تنبّهت…فأعدت ترتيب كلماتي لتتناسب … مع المقامات الشرقيّة…
سيدي…كيف هي أشغالك؟؟؟
استوقفني سؤالي ذاك…وتساءلت…لماذا المرأة العربيّة تنشغل بليالي الرجل…
بينما يختصر الرجل المرأة …بترتيب النهار…
ألأنه…يضمن ليلها…وتفقه تعريف ليالي الذكور العربيّة…!!!
لا أعلم…
قال: اعتياديّة…
وبحذاقة المرأة العربيّة..التي تأتي على عجل…
ما هي؟ الأشغال…أم الليالي!!!!
لم يبتسم هذه المرة…
ولم يتأملني…
وما كلّف مزاجه…بنظرةٍ إليّ…
همس… معاً…كلاهما معاً…لا فرق…
ابتسمت أنا هذه المرة…
نعم لا فرق… لا فرق يا سيدي…بين أشغال الرجل العربيّ…وبين لياليه…
فكلاهما…حالات عرضيّة…تمر…
أو ربما هناك فارقٌ واحدٌ…
الليالي…يصنعها …
والأشغال…هي من تصنعه…
انتابني حالٌ من الغفوة…أو ربما حالةٌ من الغفلة…
قلت: إلى متى؟؟؟؟
قال..ماذا؟؟؟
قلت…تتّخذُ أيامي…سعادةً …للياليك…
وتبتهجُ بلياليّ…زخماً لأشغالك !!!!
فأنا أحيا انتظاراً… بعد انتظار…
قال …باستخفاف رجل…سئم الانبهار…
ما طلبت منك الانتظار…
بل قلت …لك الخَيار…
نعم يا سيدي…
نعم يا سيدي…
كان خَياراً…بين نار…وجحيمِ نار…
فلا عتب يا سيدي…لا عتب…
فما أنت إلاّ رجلٌ…شرقيٌ…يصارعُ لياليه…ليحقق انتصار…
فما أنت إلاّ رجلٌ…شرقيٌ…يصارعُ لياليه…ليستحق الانتصار…
سلوى معروف