أهم الأخبارالأسبوعية
ليتهم يعلمون … بقلم ياسمين العثمان
في يدها كان ..تمشي في الشارع ويشاطرها الخطوات والطريق ..طفلها الغالي ذو الخمس شموع سنوية، فالتفت هي.. تلك التي حٌرمت من الشموع وتنهدت بقوة لو قٌدر لها لأطفأت ربما كل الشموع.
_ استطال بعنقه نحوها ..كانت شاهقة لم يحلم بالكثير فقط هي ..أربعة جدران يتملكها تغنيه عن حرب القلق واحتراق الأعصاب واستجداء المؤجر والاستغاثة برياضيات جديدة علها تبارك الراتب .وتنهدت الحسرة بين ضلوعه مكسوة بالحسد لمالكي تلك الجدران.
_ كسرتها في حنق ..ألحقتها بلعنة ..اثنتين ..ثلاث ،لعنة عليها وأخرى عليه وثالثة على الحظ ،على الأخيرين لأنهما الزوج والحظ اتفقا على حرمانها من الوظيفة التي تنعم حسب قولها بها جاراتها وصديقاتها في وقت لازالت هي تجمع على عسر كل ما يقع تحت يدها داخل هذه الحصالة التي ما تلبث أن تلعنها وتكسرها ولم تمتلئ ولو لمرة .
_ كانت روح الحسد تزف ونظرات التخيل ترقص على وقع تلك النغمات بينما كانت وشوشات النسوة وشائعتها تزغرد في كل أركان عنوستها بينما كانت هي تراقب جاراتها والتي تصغرها بعقدين والجارات يضعن الحناء في يديها احتفالا بها ،يدعون لها في الظاهر بينما تدعي البعض أن يسلبنها فرحتها والبعض الآخر يدعي عليها بالعرقلة فها هي ستتركهن لضيق الحال وقلة المال وغموض المستقبل و الذين كانوا يساوون بين رأسها و رؤوسهن لتذهب إلى جنة الدولار في بلاد ثلوج القلب واللسان.
_وليتهم يعلمون كل هؤلاء أن الموت يتمشى بين أضلع الطفل ذو الخمس شموع والذي كان يتمشى مع أمه ليصبح ثالث اثنين يؤاكله و يشاربه ويشاركه تفاصيل يومه على شكل توأم مرضي، و أن الجدران تلك تشتكي البرود والثقوب والشتات و أن كل راتب تتقاضاه هذه وتلك منه ما هو مخلوط بالكرامة ومنه ما لا يجوز أخذه ومنه ما تدفع أضعافه بطرق كثيرة قبل أن تتقاضاه وربما تتقاضاه وقد استدانت ثلاثة أضعافه، وان في جنة الدولار نار الثلوج..ثلوج القلب والروح ،حصالة للمال ربما إنما حصالة قام القدر بثقبها من الطرف الآخر ليبدد ما هو أغلى من المال الاستقرار..والوطن..والأهل ..وراحة البال و….
ياسمين العثمان