ماذا بعد الاحتفال بالأعياد الوطنية؟ …بقلم عبدالعزيز خريبط
الاحتفالات ليست تعبيراً عن سلوك مجتمع في مناسبة وطنية وحسب وإنما ثقافة فرد تدعو إلى العزيمة والاصرار والعمل من أجل هذ الوطن.
رفرفت أعلام الكويت خفاقة فوق هامات الكون تنشد بكل فخر أنشودة الحرية والكرامة والعزة والاباء واجتمع أبناء الكويت في الساحات والميادين رافعين أعلام الوطن وما في قلوبهم سوى حب الكويت فلا توجد أحب ذكرى إلى شعب الكويت من عيدي الاستقلال والتحرير ذلك اليوم الذي امتزجت فيه دماء الكويتيين وأشقائهم وأصدقائهم في ملحمة بطولية عظيمة ستظل محفورة فوق جبين الدهر شاهدة على بطولة وتضحيات الشهداء والأبطال فكل التقدير والاجلال لكل من شارك في هذه الملحمة البطولية العظيمة التي ردت وأعادت الحقوق لأصحابها ومكانها انه يوم البطولة والكرامة والفخر والعزة الحقيقة وليست كما يدعيها أهل الأباطيل في هذه الايام فلا كرامة للوطن في الحق الا بدفاع عنه وحمايته والحفاظ على أمنه واستقراره وتبقى هذه الاعياد تجمعنا مرددين الاناشيد والقصائد العذبة الجميلة.
وبعد هذه الاعياد الوطنية والاحتفال بما يليق بها هل حررنا الكويت من الاهمال والفساد والتقصير والاعتماد على الآخرين؟
هل حررناها من الاهمال وعدم المسؤولية؟ هل صنعنا مجتمعا قويا يواجه التحديات؟ هل حولنا الكويت إلى دولة صناعية واقتصادية وتجارية؟
هل وجدنا بدائل للنفط يمكننا الاعتماد عليها؟
هل وأمامها ألف هل تصدمنا اجابتها العالم من حولنا يتطور ويتقدم ونحن كما كنا اليوم كالأمس لا تطور على أرض الواقع سوى في اعداد الخطط ذات المدى البعيد وأصبحنا فقط متفرجين في مجتمع مستهلك ومسرف ويستنفد الطاقات والاموال في غير محلها ومكانها المناسب ويستهلك حضارات الأمم الأخرى التي بنيت حضارتهم على أنقاض الحضارة العربية الإسلامية وكل العجب في الافتخار بالآخرين وصناعتهم وكأننا صناعها لا بد من تغيير الرؤية والاستراتيجية والعمل على خلق مجتمع اقتصادي متكامل وخاصة في ظل تلك الامكانيات المادية المتوافرة عندما يصبح النفط مصدرا بين مصادر عديدة صناعية وتجارية وسياحية وزراعية عندها سيكون هذا هو العيد الثالث الذي به يتحرر الوطن من القيود وعندها أيضا سنشعر جميعا بطعما آخر فإلى ذلك اليوم نتطلع ولتلك اللحظة نشتاق فهل سنرى هذا اليوم؟
وهل سنعيش تلك اللحظة؟ أم كتب علينا أن نرقد تحت التراب وتعتصرنا مرارة الواقع الذي تكبله أغلال التخلف والتأخر عن عوامل التطور والتقدم حفظ الله هذا الوطن من كل مكروه.