ماذا يعني أن تكتب … بقلم ياسمين العثمان
أن تكتب يعني أن تجلس مع نفسك إلا إذا كنت ممن يخافون الجلوس والانفراد بالنفس والبقاء وحيدا معها، تخشى أن تقول لها وتقول لك ..فترد أنت وترد هي ولا تتوافقا ولا يعجبك ما تقوله وتصطدم بها.. تُفاجأ بها وهي بدورها تُصعق بك.
أن تكتب يعني أن تقرأ كثيرا إلا إذا كنت من أولئك الذين يخافون القراءة لأنها تفتح ما تريده أنت مغلق تُنير ما تريده أنت أن يبقى مُظلما أو في الظلام، تدلك على طريق أنتَ لا تعرفه فلذلك تخشاه. تخبرك أن طريق التعلم لا ينتهي وان دائما هناك المزيد .. تخبرك كم أنت جاهل بالكثير وانك ستظل وان عليك الاختيار بين أن تُقر بأنك جاهل وتعمل على إزالة جهلك وتقطن بين سطور العلم وصفوف المتعلمين الخالدين حتى آخر رمق أو أن تبقى جاهلا تقطن بين سطور العجز والجهل والاميه الاختيارية العمياء.
أن تكتب يعني انك ستقاسم الورقة والقلم وبدائلهما ومترادفاتهما من الوسائل الحديثه _وستتعرى أمامهما ومتابعيهما بشكل متكرر وعن كثب_ ربع ..نصف..ثلاث أرباع عمرك ..حياتك..أنفاسك..روحك إلا إذا كنت ممن يكرهون مبدأ القسمه والأخذ والعطاء والمشاركه أو كنت من أولئك الذين يكرهون الوقوف أمام مراه السطور لتقراهم عيون القراء من خلال كلماتهم.. تجاربهم.. أرائهم، وقد تكون من أولئك الذين يكرهون القراء المؤولين لكل حرف وكل كلمه وتجربه على أنها أنت أو تخصك أو عنك، بعض أولئك القراء الذين يحاولون استعراض عضلاتهم الضعيفة سلفا في محاوله لكم ولطم أحرفك علها تسقط وتُسفِر عن تعريتك شخصيا.
أن تكتب يعني انك ستظل في حاله استنفار متواصل وشبه كامل لكل حواسك أو ما قد يحيط بها من جديد وهام أو جذاب أو غير تقليدي وذاكرتك مهما كان ما في داخل تلك الذاكرة إلا إذا كنت من أولئك الذين يكرهون صحوة الذاكرة والنبش فيها ويعمدون لتخديرها وتغييبها وتخدير الحواس جراء مرارة ما عاشوه أو يعيشونه أو توقع ما سيعيشونه أو الاعتراف بما ينتظرهم.
أن تكتب يعني أن..
ياسمين العثمان
كاتبه من اليمن