متحف بيت العثمان.. حلقة وصل بين الماضي والحاضر
يشارك متحف بيت العثمان بفعاليات الاحتفالات بالعيد الوطني بنشاطات عدة حيث ينشط الزوار بالورود عليه يوميا , ويعتبر متحف بيت العثمان متحف أثري كويتي يضم في اروقته تراث ضخم شاهد على تاريخ الكويت عبر عقود من الزمان وعلى الرغم من صعوبة الحياة وقسوتها في الكويت قبل النصف الثاني من القرن العشرين، والمعاناة التي كان يواجهها أبناء الكويت فإنها خلفت لنا تراثا شعبيا جميلا، مازالت بصمته واضحة حتى هذا اليوم.
وحفاظا على هذا التراث الجميل من الاندثار بموروثاته المادية والمعنوية التي كانت تعكس نمط حياة أهل الكويت قديما، وإحياء له قام فريق الموروث الكويتي التابع لمركز العمل التطوعي، الذي تشرف عليه الشيخة أمثال الأحمد الصباح بتأسيس مشروع بيت العثمان.
الطابع التراثي
أصل المتحف منزل وديوان المرحوم عبد الله العثمان , وحفاظا على تاريخ هذا البيت تم تحويله إلى متحف يشرح طبيعة البيت الكويتي القديم بما يحتويه من مواد أساسية تحاكي طبيعة تلك الفترة من تاريخ الكويت .
ويقع المنزل فى شرقى تقاطع شارع عبد الله العثمان وشارع ابن خلدون من منطقة نقره العثمان (حولى ) , تم بنائة فى اواخر الاربيعينيات بمساحة إجمالية (9454م2) , ويشمل عده بيوت قديمة محوطة بسور مرتفع وأرصفة حول البناء المكون من 157غرفة -16 مطبخا – 61 حماما .
تم بناء 80% من المنزل من الاسمنت الذى تترواح سماكتة بين الاربعين والخمسين سم2 بالنسبة الى الجدران , أما الاعمدة فقد تم بناؤها بالطرق المتبعة فى ذلك الوقت والمستخدم فيها الاسمنت المسلح بالحديد ,وقد تم تجديد الاسطح ,أى تسليح الاسقف فى الطابق الارضى للبيت العود بعد تساقط الجندل خلال الفتره 1962-1985 نتيجة لتعرضه لأمطار غزيرة طوال هذه الفترة وقد بنيت جميع الجدران القائمة بسماكة لا تقل عن 45 سم وبعمل سياج مسلح تحت كل حائط. كما أن الحيطان مازالت قائمة وهي مكونة من طابوق الإسمنت بنحو سماكة 30 سم وبقياس 30x 40 سم تقريبا، ومغطاة بمادة إسمنتية باللون الترابي والتي مازالت محافظة على متانتها.
الطابع العام لهذه المباني محاط بسور مرتفع بألوان – نسبيا – مختلفة، وذلك نتيجة لإضافة الأبنية والمنازل بمرور الزمن وبشكل متلاحق، ويجب الإشارة أيضا إلى أن الطابع الكويتي نوعا ما يختلف من الناحية الموازية لشارع العثمان، حيث إن السور الخلفي أو جنوب الواجهة الجنوبية يتميز بطابع الحائط أو السور المرتفع
الموروث الشعبي
وقال رئيس فريق الموروث الشعبي “أنور السيد محمد السيد حامد الرفاعي ” لـ ” مجلة صوت الخليج “ حين لقاؤنا أثناء تجولنا بأروقة متحف بيت العثمان , بعد أن سألناه ..
- كيف جاءت فكرة مشروع متحف بيت العثمان ؟
- جاءت فكرة المشروع بعد ان وجدنا اهمالا جسيما في الاهتمام بالموروث الشعبي الكويتي وافتقار الدولة للمتاحف بكل أشكالها وعملنا على تحقيقها منذ سنوات عدة .
- هل كان هناك استعداد سابق لهذا المشروع التراثي الضخم ؟
- كان هناك اجتماعات عرضت فيها بعض الافكار من قبل البعض , ثم تم تشكيل فريق من محبي التراث الكويتي، وممن لهم باع طويل وخبرة في الموروث الثقافي والإنساني والحضاري للكويت.
- لو توضح لقرائنا الهدف من مشروع متحف بيت العثمان ؟
- الهدف الرئيسي المحافظة على الهوية التراثية وأهداف الفريق تتمحور في المحافظة على المهن والحرف اليدوية وتوثيق اللهجة الكويتية الأصيلة والعادات والتقاليد الكويتية .
- كيف ترجمتم هذه الاهداف التي تحتاج الى مجهود ضخم؟
- حرص الفريق على إقامة وتنظيم المعارض التراثية واقامة الفعاليات التراثية والمشاركة بها على الصعيدين المحلي والتراثي وعلى تقديم المحاضرات والندوات والدورات الخاصة بالتراث الكويتي، وشجعنا على المحافظة على المتاحف الخاصة الكويتية كما دعونا المهتمين بهذا المجال إلى الانضمام للعمل التطوعي للحفاظ على الموروث الكويتي.
- هل حرصتم على التنوع الزمني .. في ابراز التراث الكويتي من خلال متحف بيت العثمان ؟
المشروع لا يسلط الضوء على الماضي القديم فقط بل حرصنا على اظهار الهوية التراثية , بفترة الكويت ما بعد الاستقلال وصولا إلى السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، التي تعتبر ماضيا بالنسبة للأجيال الحديثة. - متى بدأتم نشاطكم الفعلي كفريق تطوعي يعتني بالتراث ؟
- بدأ الفريق نشاطه الفعلي في نهاية 2010 عقب إشهاره ضمن الفرق التطوعية التابعة لمركز العمل التطوعي، وكثير لا يعلم ان البدء بتأسيس متحف بيت العثمان انطلق عقب صدور قرار وزاري عام 2011 بهذا الشأن.
- بنظرك هل عكست عمارة المتحف هوية تراثية تحاكي التاريخ الكويتي وكيف ؟
– بالفعل إن بيت العثمان يعد من أهم مظاهر العمارة الكويتية الحديثة , لان المبنى بشكله التراثي اعيد ترميمه بوسائل حديثة مختلفة عن طابعه القديم، وتم تطعيمه بمكونات البناء القديمة. - ما دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مشروع متحف بيت العثمان ؟
- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له دور كبير جدا خصوصا لان المجلس تبنى المحافظة على البيت ليكون مزارا للأجيال الجديدة، وليتم التعرف على طبيعة اهل الكويت وحياتهم في القديم قبل الطفرة النفطية ويستطيع كل زائر ان يقف في الحوش القديم ويرى الدواوين بطبيعتها التقليدية والغرف غير المألوفة والتي تعد جزءا من تراث البيت الكويتي القديم.
- هل يعتبر عملكم في متحف بيت العثمان تطوعي ولماذا ؟
- المشروع عبارة عن عمل تطوعي لا يتلقى دعما من أي جهة رسمية وقد تعمّدنا ذلك لتشجيع العمل في مجال المحافظة على الموروث الثقافي والحضاري لوطننا الكويت توثيقا وعرفانا وإيمانا بما خلفته الأجيال السابقة من موروث عريق وضخم يستحق أن تتعاون مؤسسات الدولة جميعها لأحيائه والمحافظة عليه لتحفظ بذلك هوية التراث الكويتي في القديم وتكون نبراسا للأجيال الحديثة .
- هل بدأتم توثيق القطع والوثائق الموجودة في متحف بيت العثمان ؟
- بدأنا توثيق كل القطع والوثائق في متحف بيت العثمان تزامنا مع ابرام اتفاقية بيننا وبين الامانة العامة للأوقاف الكويتية , بحيث تكون جميع القطع الأثرية وقف الى الأمانة وتكون محفوظة مدى الحياة لا يعبث فيها عابث، وتكون مسجلة ولديها رقم، وهذه دلالة على ان تكون دائمة وأَجْر الوقف لصاحب القطع وواقفها، حتى لا نبخس حق أحد كما ندعو كل من لديه قطعة تاريخية او شخصية ادبية او رياضية وسياسية.. في الكويت يرغب في توثيقها لدينا بمتحف بيت العثمان، سنخصص له زاوية تليق بهذه الشخصية، بل وهناك شهادات تصدر بحق ملكيته ووقفيته لهذه القطع.
- كلمة أخيرة …
- اشكر مجلتكم ” هذا اللقاء الذي استطيع من خلاله الدعوة لحفظ التراث عن طريق حفظ الموروث الشعبي بمتاحف تليق بتراثنا الضخم وتوثيقه للأجيال القادمة .