“محرقة العدالة الانسانية وتصحيح الاوضاع” …بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
لن نترك الراديكالية تدمر حياتنا،نحن فخورون بحريتنا واستقلالنا ،نحن دائماً ننظر إلى المستقبل وأقوى من كل التحديات التى تواجهنا ” كلمات قوية أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مؤتمر دافوس 2020 خلال كلمته التى استغرقت نصف ساعة استعرض خلالها ما تم إنجازه اقتصادياً فى عهده محلياً وعالمياً ،والحقيقة أن الولايات المتحدة فى عهده وصلت إلى أعلى مستويات القوة فى كافة المجالات رغم النقد الشديد من الحاقدين علي إنجازاته السريعة والقوية وخاصة أعداءه من الحزب الديموقراطى والتيارات اليسارية
لقد أثبت الرئيس الامريكى دونالد ترامب أن الاستبداد العادل والعدالة الناجزة والواقعية السياسية هى أسرع طريق للنجاح ، وأن النجاح الاقتصادى وتوفير حياة كريمة للشعوب والقضاء على الإرهاب وأعوانه يمكن تحقيقه فى آن واحد فلا ضياع لمزيد من الوقت، تحدث الرئيس الأمريكى عن نجاحه فى ملفات لازمها الفشل لعقود كالتعاون الاقتصادى مع الصين وبشكل كبير وما تحققه التكنولوجيا الأمريكية من رفاهية لشعوب العالم واستعداده للمشاركة فى زراعة تريليون شجرة .
وهذا يدفعنا للعودة بالذاكرة لبدايات القرن الماضى ونقارن بين الرئيس الأمريكى ترامب المتهم ظلماً بأنه متهور ويدفع العالم إلى حافة الانهيار و بين أنظمة شمولية استولت على الحكم فى الاتحاد السوفييتى وأوروبا مثل جوزيف ستالين الشيوعى وموسولوينى الفاشى وأدولف هتلر النازى وما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ولا سيما كارثة الهولوكوست التى ارتكبها النازى بحق اليهود وتفشى سياسة التطهير العرقى لغير الآريين والقضاء على من لا يستحق الحياة على حد زعمهم كالمعاقين ذهنياً وجسدياً بحجة تحسين النسل البشرى ومعاداة السامية وقتل ملايين الأبرياء فى حروب عبثية نشرت الخراب والدمار فى كل مكان وظل العالم لعقود يعانى من توابعها الكارثية
ربما يعتقد البعض أن ترامب لم ولن يصل لمرحلة الاستبداد بالرأى لطبيعة النظام الديموقراطى الدستورى الحاكم للولايات المتحدة ولكننى أرى فيه قوة الشخصية والجرأة التى جعلته يحقق ما عجز عنه غيره من الحكام السابقين للولايات المتحدة ورسخ نفوذ بلده وأعاد إليها لقب “القطب الأوحد” بجدارة واستحقاق
ما بين شمولية واستبداد القتل والظلم والجهل لحثالة الجنس البشرى الذين طغوا فى البلاد مطلع القرن الماضى من جهة والوضع الحالى من فرض القوة والاستبداد العادل على الإرهاب وأعوانه ومن يتبعهم من حزب كارهى الحياة والإنسانية فارق كبير وشاسع ،
نحن فى أشد الاحتياج للتكاتف لنبذ العنصرية والطائفية وتذكر كوارث الماضى والتى تسببت فيها عقول إرهابية مختلة وخاصة وأن اليوم العالمى لذكرى الهولوكوست اقترب (27 يناير ) وهى كارثة ليست فى حق اليهود المدنيين العزل فقط ولكن فى حق الإنسانية جمعاء،وهنا يلزمنا أن نفرق بين الشعب اليهودى المسالم وبين الحركة الصهيونية السياسية المتطرفة فالأخيرة لا تختلف عن الأنظمة الشمولية المذكورة سالفاً وعن تنظيم داعش وأمثالهم عبر التاريخ من أعداء الإنسانية ،يجب على المجتمع الدولى أن يواجه كافة أنواع العنف والقتل فى حق المدنيين العزل من كافة الأعراق والأجناس والمذاهب والطوائف ، لأن حق الحياة والأمن والسلام ليس حكراً على أحد ولكن يعم ويشمل الجميع تحت مظلة الإنسانية