مدينة الشمس يغيبها الإعلام … بقلم الكاتب :علي حسن يزبك
بَعْلَبَكَّ مدينة لبنانية تقع في شمال سهل البقاع وشرق نهر الليطاني وتحيط بها من الشرق والغرب سلسلتا جبال لبنان الشرقية والغربية،تعلوا بعلبك عن سطح البحر حوالي ١١٦٣م الأمر الذي جعلها متمتعة برونق خاص لكل فصل تدخل به من فصول السنة،تبعد عن العاصمة بيروت حوالي ٨٣كلم من ناحية الشمال الشرقي بحيث أضحت عنوانا للراحة النفسية والفكرية بعيداً عن توترات العاصمة.شيّد الرومان معابد ضخمة فيها وآثارا جاذبة للسياح من حول العالم وخاصة الخليج والعالم العربي،يقام فيها مهرجانات عالمية تستقطب أهم وأشهر الفنانين العرب والعالم.
يتوسط مدينة بعلبك معلم سياحي من أهم المعالم السياحية في لبنان والعالم إلا وهي “القلعة”، تعتبر القلعة من أهم المدن السياحية نظراً لإحتوائها على معابد وآثار رومانية تعود لآلاف السنين وفي عام ١٩٨٤ تم ضم المنطقة الأثرية إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، للقلعة مكانة كبيرة ومهمة في نفوس اللبنانيين عامة وأهالي بعلبك خاصة،ولكن رغم تلك المكانة إلا أنها لا تحظى بالإهتمام والرعاية اللازمة من قِبَل الدولة لا بل مهملة بنسبة كبيرة.
بعلبك الهرمل هي أكبر من كلمة فلا يمكننا وصفها كأي وصف،هي الجمالُ والجمالُ والجمال،بعلبك العادات،بعلبك الكرم والكرامة،بعلبك التراث والأصالة،يسكنها حوال ٢٠٠ ألف نسمة من النفوس الطيبة الذين ظلموا وأهملوا وما زالوا يخضعون لظلم الدولة والإعلام.الدولة التي لم تعمل على الإنماء المتوازن بين المناطق بل أنمت مناطق على حساب مناطق أخرى،بداية بقطاع الزراعة والذي يعتبر من أهم القطاعات في هذه المنطقة السهلية، ولكن ماذا؟ ولكن المزروعات على أنواعها تتكدس دون وجود أي آلية للتصريف لا في الداخل ولا للخارج ذلك بسبب إهمال الدولة لهذا القطاع وخاصة في بعلبك.أما إذا تكلمنا عن قطاع التعليم ففي بعلبك الهرمل لا يوجد جامعة رسمية لإحتواء طلابها فأقرب جامعة رسمية تبعد حوالي ٣٥ كلم وتقع في منطقة زحلة الأمر الذي يدفع الطالب للنزوح إلى المدينة، فكيف للطالب أن يقطع مسافة ٣٥كلم في ظل مناخ جليدي؟
منطقة بعلبك الهرمل هي منطقة محرومة منطقة شبه منسية على جميع الأصعدة،فلا يوجد مؤسسات رسمية لتلبية خدمات المواطنين في هذه المنطقة،لا يوجد رعاية حقيقية، الأمر الذي يدفع الشباب إما للإتحاق بالقوى العسكرية أو النزوح إلى المدينة ومواجهة الصعوبات التي تحل عليهم منذ نزوحهم
أما إذا تطرقنا للقلّة القلّة من أبناء هذه المنطقة الذين يأسوا وفقدوا الأمل بإيجاد التعليم والعمل والتي هي من الأساس لا يوجد فيها سوق عمل نظراً لفقدان المصانع وغيرها،فيلجأون إلى زراعة “الحشيشة”. ما هي الحشيشة؟ هي كلمة ربطها الإعلام المضلل والمأجور بمنطقة بعلبك،الإعلام الذي أخذ دور كبير في تهميش إيجابيات هذه المنطقة،الإعلام الذي كان ولا يزال يسلّط الضوء فقط على تلك القلة من الناس ويطفئه عند بروز أي عمل ناجح.بعلبك منطقة سياحية بإمتياز،قرى بعلبك الهرمل هي من أجمل القرى في لبنان،بعلبك هي من المناطق المرغوبة لممارسة الهوايات على أنواعها من الصيد إلى الفروسية وغيرها،وعندما نتحدث عن بعلبك فلا يمكننا أن ننسى “رأس العين” والجرود الطبيعية ونهر العاصي.
كما كنّا دائما وسنبقى نناشد الجمهورية اللبنانية برفع الحرمان عن منطقة بعلبك الهرمل والعمل على آليات لإنمائها أقلّهم بنفس الآليات التي وضعت لإنماء المناطق الأخرى،وإستجابة طلبات أهالي المنطقة وإنشاء المؤسسات الرسمية والمصانع والإهتمام بقطاع الزراعة والصناعة وغيرهم.بعلبك الهرمل ليست خارجة عن القانون بل هي تحت سقف القانون جملة وتفصيلا.
/كاتب حقوقي وسياسي