أهم الأخبارمحليات
مركز الشيخ «عبدالله السالم الثقافي».. منارة علمية وحضارية في الكويت
على مدار عامين من نشاطه المتميز استطاع مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي أن يضع بصمته في الحياة الثقافية الكويتية ويرسخ مكانته باعتباره إحدى المنارات العلمية والتاريخية الحديثة في الكويت حيث توافد اليه خلال عامين اكثر من 580 الف زائر.
ولم تهدأ شعلة النشاط الثقافي في المركز منذ ان تم افتتاحه برعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في فبراير عام 2018 تأكيدا على مدى التطور الحضاري الذي تشهده البلاد وإيمانا من قيادتها الحكيمة بدور الثقافة في دعم الحضارات ودفع عجلة التنمية لتكون الكويت منبرا ثقافيا وفكريا وتعليميا عالميا.
وبلغ عدد الزوار في عام 2018 نحو 351 ألف زائر وفي عام 2019 نحو 232 ألف زائر فيما بلغت الإيرادات المتحققة منذ الانشاء نحو مليون و750 ألف دينار نظير رسوم دخول المركز والمساحات التجارية.
وفي عام 2018 نظم المركز 42 فعالية من أهمها محاضرات ثقافية وعلمية لعدد من الأكاديميين والمتخصصين من داخل الكويت وخارجها ومخيم (رمضان) للأطفال والمخيم الصيفي وورش عمل عن (الحس الموسيقي) و(التحكم بالعقل) واكاديمية الفضاء ومسرحية (وطني وطن الجاذبية) ومعارض عدة أهمها (الأشكال المائية) و(أوج) و(الصور) إضافة الى مشروع العيد ومهرجان العيد. أما فعاليات عام 2019 التي بلغ عددها 46 فعالية فكان أهمها محاضرات لنخبة من المتخصصين إضافة الى مهرجانات (الأضواء) و(كوريا الجنوبية) و(الزهور) وورش عن (الصخور) و(اعادة التدوير) و(الكون) و(النباتات) و(مصادر الطاقة) و(الأسماك) و(العمود الفقري) و(شجرة الحياة) و(متحف التاريخ الطبيعي في مختبر الحياة البرية) و(الصور الشخصية) و(الطباعة بتقنية السانوتايب).
ومن الفعاليات أيضا مشروع (فن الشريط) وأمسية الاستديو المفتوح وعروض حية في القبة السماوية والمخيم الصيفي وتوثيق ظاهرة (القمر الكامل) وظاهرة (عبور كوكب عطارد عبر الشمس) وظاهرة (القمر العملاق).
وصرح رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز اسحق أنه وخلال عامي 2018 و2019 نظم المركز 88 فعالية تنوعت بين معارض ومحاضرات وورش عمل ومهرجانات ومخيمات ومسرحيات ومشاريع شملت معظم المجالات التي تهم جميع شرائح الجمهور.
وأضاف اسحق أنه قد زار المركز نحو 500 جهة خاصة دولية وحرص على تأسيس شراكات مع السفارات وجهات عالمية وتنظيم مهرجانات دولية بهدف تبادل الثقافات.
وشارك المركز في فعاليتين خارجيتين أقيمت الأولى في يونيو عام 219 بمدينة البندقية الايطالية بعنوان (مهرجان قلب الثقافة) فيما اقيمت الثانية في اكتوبر عام 2019 في مدينة برلين الألمانية بعنوان (مهرجان الأضواء).
وحصل المركز عام 2017 على جائزة (LEAF) العالمية المرموقة لأفضل مبنى إضافة الى جائزة افضل تصميم معماري للخدمات العامة في عام 2018 كما حصل على أربع جوائز عالمية منذ افتتاحه.
ويطل ذلك الصرح الجمالي الذي يحمل اسم أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح مؤسس وراعي النهضة الحديثة التي تعيشها الكويت على الخليج العربي ليرسم على مياهه معالم تلك النهضة ويفتح أشرعته لكل الزوار والسياح من شتى انحاء العالم.
ولعل الكلمة التي ألقاها وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح في افتتاح المركز تعبر عن رؤية القيادة الحكيمة المتمثلة في تعزيز الدور الثقافي للكويت وإعادة الالق الفكري والتنويري الذي لطالما عرفت به في العقود الماضية.
وفي تلك الكلمة قال وزير شؤون الديوان الاميري مخاطبا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “سيدي صاحب السمو اليوم نحظى بشرف حضور سموكم الكريم لاقتطاف ثمرة من ثمار جهدكم العظيم بافتتاح مركز عبدالله السالم الثقافي هذا الصرح العلمي والثقافي والتاريخي الذي يسترجع الماضي ويعكس الحاضر ويتطلع إلى المستقبل بأجنحته المختلفة”.
ويقع المركز في منطقة الشعب التابعة لمحافظة حولي وبني مكان (مدرسة عبدالله السالم) التي تعد من أولى المدارس النظامية في الكويت وشيد على مساحة إجمالية تبلغ نحو 127 ألف متر مربع بمساحة مبان تبلغ 30 ألف متر مربع وحدائق مقامة على مساحة 97 ألف متر مربع وهي عبارة عن طابقين سفليين وثلاثة طوابق عليا 500ر123 ألف متر مربع.
ويتضمن المركز ثمانية مبان تضم ستة متاحف إضافة إلى مبنى للوثائق وقاعة مؤتمرات تتضمن مسرحا يتسع لنحو 300 شخص ومبنى للخدمات العامة ومركز للمعلومات ومبنى لمواقف السيارات يتسع لنحو 1231 سيارة.
وتزين المركز 25 نافورة مياه ونوافير نفاثة موزعة حول المحيط الخارجي للمباني لتضيف ألقا جماليا إلى ذلك الصرح وتبهج الزائرين بنسمات المياه الجميلة ورذاذها العليل. ويضم المركز متاحف يبلغ عدد صالاتها 22 صالة عرض تحوي أكثر من 1100 قطعة من المعروضات فيما ساهم في تجهيزه نحو 100 جهة متخصصة من 13 بلدا مما يعد تعاونا دوليا متميزا.
واستغرق بناء المركز نحو 20 شهرا للانشاءات و18 شهرا للأعمال المتحفية ليصبح من أكبر مناطق العرض المتحفي على مستوى العالم ومن أسرع المشروعات الهندسية العالمية من حيث التصميم والتنفيذ.
ويضم المركز عدة مرافق كالمسارح والساحة الخارجية ومتاجر الهدايا إضافة إلى المطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات والمشروبات والوجبات الخفيفة وتتنوع بما يتناسب مع جميع أذواق الزائرين في حين تتيح متاجر الهدايا الموجودة في المتاحف للزائرين تجربة تسوق فريدة بتشكيلتها المتنوعة التي تناسب جميع الفئات العمرية. وتحيط بمباني المركز مساحة مفتوحة تمنح الزوار فرصة للاسترخاء وفيها يستكشفون المعروضات الخارجية التفاعلية ويستمتعون بها مثل عالم التنقيب عن الديناصورات وعالم الكواكب وظلالها وحديقة العلوم التفاعلية الترفيهية.
وفي تلك المساحة تعرض الأعمال الفنية العامة التي تروج للفنانين المحليين والدوليين وتدخل البهجة والمتعة إلى نفوس الزوار وتوفر تجربة فريدة ومتنوعة لجميع الفئات العمرية لما تحويه من منحوتات ومناظر طبيعية ومعروضات ذات تقنيات تقليدية ومتقدمة.
اما المسرح ومساحات المعارض الخاصة فتضم سلسلة من البرامج التي تنظم بصفة مستمرة وتتعلق بموضوعات وأفكار في مجالات الفنون والعلوم حيث يقدم مسرح الشيخ عبدالله السالم الثقافي للزائرين تجربة تنطوي على المشاركة في الأنشطة التي تنفذ فيه ومنها عروض محلية ودولية فضلا عن استضافة مؤتمرات أكاديمية ومعارض متخصصة.
ويعد المسرح مساحة حاضنة للأعمال الفنية الثقافية الحديثة التي تمثل مصدر إلهام لكل من مقدمي العروض والفنانين والطلبة والممثلين من جميع الأعمار للمشهورين منهم والواعدين.
ويستمتع زوار المركز بالتجوال في ستة متاحف عالمية تأخذهم إلى عوالم تاريخية وثقافية وفكرية وعلمية وتكنولوجية ويستمتعون بها مع عائلاتهم في تجارب علمية وتكنولوجية مثيرة.
فمتحف (النظم البيئية) يسافر بالزائر إلى الماضي ليتعرف على عالم الطبيعة ويفهم أهمية الأنظمة البيئية والكيفية التي أثرت بها على التنوع البيولوجي لكوكبنا عبر ملايين السنين إضافة الى اكتشاف الغابات المطيرة والغوص في عالم فريد تحت الماء في مواجهة للحياة البحرية ليتعرف على البيئة الاستثنائية للكويت وكيف عاشت فيها المخلوقات بصعوبة شديدة.
اما ثاني المتاحف فهو (متحف التاريخ الطبيعي) الذي يدخل الزائر إلى عالم الديناصورات ويشاهد الزواحف والثدييات التي عاشت قبل نحو 65 مليون سنة ليتعرف على المخلوقات الضخمة التي عاشت في مياه الكويت في فترة ما قبل التاريخ. كما يشاهد الزائر عالما من الجيولوجيا والجغرافيا والكيفية التي اثر بها مناخ الكويت على العالم والكيفية التي يمكن بها أن يؤثر على البيئة في منزله ومجتمعه حرصا على كوكب أكثر نظافة واخضرارا. والمتحف الثالث هو (متحف العلوم والتكنولوجيا) الذي يساعد الزائر على أن يعرف الكيفية التي تمت بها مواكبة تطور عملية النقل عبر العصور من مناطيد الهواء الساخن إلى المحركات النفاثة ومن العربات التي تجرها الخيول إلى السيارات وكذلك من المراكب الصغيرة إلى ناقلات النفط.
ويعلم ذلك المتحف الزائر أحدث الطرق الروبوتية والتكنولوجية في مساعدة البشر ومفهوم الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتنوعة في معظم المجالات.
وفي متحف (جسم الإنسان) يتعرف الزائر على أسرار جسم الإنسان وعقله ووظائفهما المعقدة التي تساعد الزائر على استيعاب الكيفية التي تتصرف بها العقول كحواسيب متطورة وعلى النماذج التعليمية لكيفية عمل كل من الجسد والعقل في تناغم.
ويبين هذا المتحف مدى أهمية الصحة وكيفية التعامل مع أي هجوم يقع على الجسم عبر عرض رباعي الابعاد يوضح للزائر عجائب الجسد البشري والكيفية التي يدافع بها عن نفسه.
اما عن العصر الذهبي للاسلام والإسهامات العلمية والثقافية والفنية القيمة للعرب والمسلمين في مجال العلوم الحديثة والعالم المعاصر فيسلط (متحف العلوم العربية الإسلامية) الضوء على الأعمال والإنجازات المهمة لهؤلاء العلماء حيث يدعو الزوار إلى الارتباط مرة أخرى برسالة الإسلام الملهمة التي طالما شجعت على البحث العلمي.
ويعرف هذا المتحف الزوار على أعمال علماء عرب ومسلمين في مجالات الاختراع العلمي والصيدلة والفلك والهندسة وأعمالهم المعمارية المتميزة عن طريق عرض ممتع يخاطبهم فيها عالما الرياضيات المسلمان الخوارزمي والبيروني.
ويجسد (متحف الفضاء) فضول الزائر حول المجرات والفضاء الواسع ويوفر نظرة وفرصة غير مسبوقة للاطلاع على أهم الإنجازات والاستكشافات البشرية في تاريخ دراسة الفضاء ويتيح استكشاف عجائب الكون والتعرف على مصادم الهدرونات الكبير الذي يعتبر من أعقد منشآت التجارب العلمية التي تم بناؤها وأحد أهم وسائل فهم الفيزياء العملية.
وقدم مركز عبدالله السالم العديد من البرامج التعليمية بما يتماشى مع مهمته في قيادة التطوير في كل المجالات ومن ابرزها (اكاديمية الفضاء) التي يحاكي فيها الأطفال المتدربون ما يتدرب عليه طلبة علوم الفضاء المتخصصون.
وفي مجال حقوق الانسان يهدف (برنامج التسامح) إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وثقافة السلام بين شريحة الشباب في الكويت.
وتسهم جهات خارجية رائدة في العلوم والتكنولوجيا في فعاليات المركز من خلال مساحات المركز التعليمية مثل (كودد) في تعليم الأطفال أساسيات البرمجة وتكنولوجيا الروبوتات باستخدام أحدث الأدوات التعليمية والألعاب بالاضافة الى برنامج (بريكس فور كيدز) المتميز في العلوم و الهندسة والرياضيات حيث يتم إكساب المشاركين المهارات التعليمية الأساسية لهذا البرنامج باستخدام (ليغو بريكس) عبر تقديم تجارب فريدة تحفز قدراتهم وتتحداها.
وتستضيف صالة العرض الرئيسية للمركز مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي أنتجها فنانون محليون وعالميون في حين يحوي المركز قاعة للمحادثات والمؤتمرات تستضيف برنامجا سنويا لإدارة المحادثات والمؤتمرات بحضور أكاديميين وفنانين ومتخصصين في الشؤون الفنية.
أما المساحات المتعلقة بالتدريب وإقامة المعارض فقد خصص لها طابق يتكون من ست مساحات لها واجهة زجاجية تطل على صالة العرض الرئيسية في الطابق الأرضي في حين تم تخصيص المساحة الركنية الأكبر حجما ذات الواجهات الزجاجية لإقامة ورش عمل الفنون البصرية للمدارس والكبار.
ويحوي المركز أيضا مركز الفنون الجميلة الذي يتضمن معارض ومساحات العرض واستوديوهات للفنانين ويهدف الى تطوير معارض داخلية ومشتركة وإعداد برامج فنية بالتعاون مع مؤسسات مرموقة بهدف تشجيع الفنانين الكويتيين ومنح فرص تطوير احترافي للشباب الواعدين بالتحاور مع الفنانين الدوليين والمحترفين في مجال الفنون من خلال (برنامج الفنان المقيم).
ويوفر هذا البرنامج للفنانين المقيمين الوقت والمساحة والمساندة لتطوير ممارساتهم وابتكار أفكار جديدة لتعزيز الشعور بالإبداع وخلق الحوار والاهتمام والممارسات الإبداعية المختلفة.
وتعتبر المكتبة هي همزة الوصل بين جميع متاحف المركز وبين مركز الفنون الجميلة وتهدف إلى تثقيف وترفيه الجيل الأصغر سنا وتشمل قائمة النشاطات فيها رواية القصص وورش العمل والنشاطات الإبداعية.
ويضم المركز (ديوانية الفنانين) التي تعد ملتقى بين الفنانين الموهوبين والجمهور لمناقشة الفن والأفكار الإبداعية في جو غير رسمي تقدمه عادات الضيافة في المجلس الكويتي التقليدي (الديوانية) ويستضيف حوارات فنية فضلا عن جلسات القراءة العامة.
ويقوم فريق المركز بإعداد وتقديم برامج شهرية متعلقة (بركن الابداع) الذي يمثل ملتقى يسلط الضوء على المواهب المتميزة في مجال الصناعات الإبداعية المحلية ويهدف الى تثقيف الجمهور المحلي وإشراكه في المجالات الإبداعية إلى جانب حلقات عمل وورش متخصصة.
ولا تزال مسيرة المركز الثقافية مستمرة تحث الخطى نحو تعزيز دور الثقافة في المجتمع وتشجيع الطاقات الكويتية على المزيد من العطاء في مجالات الفن والفكر والثقافة والعلوم واحتضان الكوادر الواعدة وتهيئة السبل المثلى لإطلاق إبداعاتهم وتطوير مواهبهم.