مرور 75 عاما على “الثغرة”.. قصة المعركة التي حطمت أحلام هتلر
جنبا إلى جنب، احتفل الحلفاء و”الأعداء” السابقون معا بالذكرى 75 لواحدة من أهم المعارك في الحرب العالمية الثانية، معركة “الثغرة” التي أوقفت محاولة الزعيم النازي أدولف هتلر الأخيرة لتحويل مسار الحرب لصالحه.
وفي فجر الـ 16 من ديسمبر 1944، حاول أكثر من 200 ألف جندي ألماني تنفيذ أكبر هجوم غير متوقع عبر الغابات الكثيفة لبلجيكا ومنطقة أردين في لكسمبورغ.
كان الألمان يخططون للاستفادة من عنصر المفاجأة والبرد والظروف الجوية القاسية والإنهاك الذي كان يتملك القوات الأميركية.
تمكن الألمان من تحقيق اختراق كبير في الخطوط الأمامية، بعد أن تم التخطيط للهجوم بسرية تامة ودون استخدام وسائل الاتصال اللاسلكية في ما يعرف بتعتيم الاتصال التام.
في البداية، نجحت القوات الأميركية بقتال شرس في تأخير الهجوم وقتا يكفي لوصول التعزيزات، وتحويل مجرى المعركة بحلول عيد الميلاد. وبعد شهر من القتال، بات التحرك باتجاه ألمانيا يسيرا.
آلاف القتلى
وتعد “الثغرة” من المعارك الدموية في الحرب العالمية. سقط فيها أكثر من 19 آلاف قتيل في صفوف القوات الأميركية، وما يقارب هذا العدد من الألمان.
وأشاد وزير الدفاع الأميركي مارك ايسبر، الذي ترأس الوفد الرئاسي الأميركي إلى بلجيكا، بتضحيات الجيش الأميركي في هذه المعركة التي وصفها “الأكثر دموية في تاريخ الأمة”.
الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير شكر القوات الأميركية، وقال “إن هذه القوات وحلفاءها حررت أوروبا وحررت ألمانيا أيضا”.
وأضاف “الذين لقوا حتفهم كانوا ضحايا للكراهية والوهم والغضب المدمر الذي نشأ من بلادي”.
كان هتلر يأمل في نصر شامل يعيد له الأمل في كسب الحرب، ليركز بعد ذلك على الجيوش السوفيتية التي كانت تتقدم بسرعة من الشرق.
ولكن بطريقه ما، أبطأ الأميركيون تقدم النازيين، وبدأوا بإبعاد العدو، ووضعوا قوات الحلفاء في وضع سمح بإنهاء الحرب في أوروبا.
يشير مؤرخون إلى أن النصر في هذه المعركة لم يكن بسبب تكتيكات القادة، ولكن بفضل مرونة الوحدات الصغيرة التي نجحت في حرمان هتلر من نصر كان في أمس الحاجة إليه، رغم أن الاتصالات الضعيفة كانت تعيق تحرك تلك الوحدات.
وكان نجاح القوة الأميركية التي كانت محاصرة مع قليل من الذخيرة والطعام، في بلدة باستونيا الجنوبية، في تحطيم الطوق الذي فرضه الألمان عليها، مؤشرا كبيرا إلى انتصار الحلفاء.
وعندما طلب الألمان من قائد القوة المحاصرة في 22 ديسمبر، الاستسلام أو الدمار الشامل، رد عليهم بأشهر وأقصر رد في التاريخ العسكري: “مجانين”.