حينما يعجز العقل عن التفكير يبدأ في تعظيم الآخرين ..!
فضائح بعض المسؤولين لا تقتصر في التجاوزات القانونية والمالية واستغلال المنصب واستقبال الرشاوي والعمولات ، وانما تتعدى إلى فضائح أخلاقية وبشكل مفضوح فما كان في الماضي يسهل إخفاؤه وحجبه, في هذه الأيام يصعب كثيرا وقف نشره ومشاركته سواء أكانت حقائق أم مجرد اتهامات من أطراف لها مصلحة ، فالبعض اصبح يتخوف كثيرا في هذه الأيام من القيام بالمسؤولية وشغل المناصب العامة نتيجة هذه المتغيرات وخاصة سهولة تداول المعلومات والفضائح في مواقع التواصل الاجتماعي والتفنن لنشرها ومشاركتها في كثير من المواقع والبرامج والمنتديات والمجموعات والوسائل المتاحة.
ومع كل ذلك نجد أن هناك بعض المسؤولين «يفشلون» ليس فقط في مواقع عملهم وعلى نطاق ضيق وخاص محصورا في وقت العمل والمكان، وإنما عام في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدار الساعة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات ومواقع اباحية وبشكل معرف بالاسم والوظيفة وبالصورة الشخصية ودون حياء وايضا التحرش وبذل الجهد بالتحريض على الفسق والفجور دون وضع في الحسبان سمعة مكان العمل والمسؤولية التي ينبغي أن يكون على قدرها ، فالتفكير في مثل هؤلاء المسؤولين ليس بداية في تعظيم شأنهم ، وإنما نهاية لصورة المسؤولين الذين يخدمون البلد فهم باعتقادهم ليسوا مسؤولين عن ما نفهم من هذه التصرفات.
– بعض المسؤولين متعالون ومتغطرسون بعنجهية لا تطاق في إقصاء الرأي الآخر وإبعاد الكفاءات والعجز عن تطبيق القانون والنظام وفوق ذلك يبقون على الكراسي ، فلا المواطن ولا المقيم يلمس أي خدمة نوعية مقدمة ، والحديث عن تضحيات بعض المسؤولين لخدمة البلد في فوضى قائمة لا يصلح بعد الكثير من الفضائح والتجاوزات، فالتضحيات لا تقاس بأوهام وإنما في عمل وانجاز متحقق .
-بعض المسؤولين طرشان لا يسمعون إلا ما يريدونه فلا ملاحظات ولا اقتراحات ولا معوقات ولا مشاكل المهم أن يمشي العمل حتى ولو كان في المسار الخاطئ والمكلف على حساب خزينة الدولة فلا محاسبة ولا مراقبة وإنما الوضع فقط ابتزازات سياسية وتنفيعات لا حد لها ومواقف قابلة للبيع والشراء في أي وقت.
– بعض المسؤولين أفعالهم وتصرفاتهم وتصريحاتهم أكثر ضرر من ظهورهم في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، فهناك عقلية من المفترض تحديثها في إدارة العمل بعيدا عن أساس العنصرية والطبقية والطائفية وأهم من كل ما سبق الابتعاد عن مدى كسب المصلحة فيما بين الموظف والمسؤول وعلى ما تقتضيه مصلحة العمل..! .
– ربما في السابق على الموظف والمسؤول التقدم للالتحاق بدورات تنمي المهارات الفنية والمهنية لتطوير المستوى الوظيفي والارتقاء بالخدمة لكن اليوم ننحن في أمس الحاجة لدروس ومحاضرات ودورات خاصة في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من أثر كبير في تغير قناعات ومواقف أصحاب القرار في العالم وليس فقط على مستوى المنطقة.