مواطن بلا هوية … بقلم محمد عويد المطيري
عرّفت الجمعية الكويتية للعمل الكويتي المواطنة بأنها: «صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه للوطن، «فالمواطنة الشعور بالانتماء والولاء للوطن والقيادة السياسية.
وإذا ما بحثنا حقوق المواطن والواجبات التي عليه، نرى ان الدولة وحدها المعنية بإعطاء تلك الحقوق للمواطن، اما الواجبات فهو ملزم بها وفق القوانين والتشريعات المعتمدة.. ودور الدولة في نشر الثقافة الخاصة بالواجبات الملقاة على عاتق المواطن واحترامه لها عبر الوسائل الاعلامية مع تربية الاجيال منذ النشء.
ان اضعاف المواطنة قد تأتي من مسؤول لا يعي نتائج واثار تصرفاته من قرارات قد يتخذها بعيدا عما كفله الدستور للمواطن من حقوق.
فقد قال الامام علي عليه السلام عن الوطن: «الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة» فعندما نرى في بعض أروقة المؤسسات الحكومية الجاهل مسؤولها بما يستشعره المواطن من غبن وتهميش هو جريمة يعاقب عليها القانون عندما نرى اعلانات في الخدمة المدنية مكتوب عليها» قرار من الخدمة المدنية يمنع منعا باتا توظيف المواطنين على بند ما يسمى بالمكافآت أو بند اجر مقابل عمل لكن يسمح للوافدين العمل على هذا البند.
أن نسمع وزيرة الشؤون تحارب مشاعر الكويتيين وتصفهم «بأنهم عمالة غير ماهرة».. متناسية ان الشباب الكويتي اثناء الغزو امتهن كل الحرف من خباز الى زبال ومتناسية ان الاخونجية الذين يحقدون على الكويتيين وكانوا يدعون علينا «اللهم لا تطفئ نيرانهم» قد طالتهم تلك العقود بكثرة هكذا يعيش المواطن في وطنه غريبا بين تسلط مسؤول ومصالح احزاب وشخصيات لا تضع لمصلحة الوطن او المواطن اي اعتبار. المواطنة في تصوري هي بناء مسؤول وطني لا يعرف للفوقية معنى ولا للحزبية اساس.. وفي عينيه الوطن وابناؤه.. ويدرك ان الامن الاجتماعي هو امن وطني بالدرجة الأولى.
هؤلاء المسؤولون الذين ابتليت بهم الكويت لا يضعون للمواطنة اعتبارا.. فالأجنبي وعقدة الخواجة أو الطائفية او الحزبية من تقودهم الى اهدافهم والتي ستجني علينا وبالا.
ان المواطنة ليست بالفطرة فهي تصنع وفق أطر ومعايير اجتماعية.. وانسانية وتعليمية من خلال نيل جميع الحقوق.. فاغتصاب تلك الحقوق يعني قتل المواطنة وانتهاكا للقانون وهي جريمة ان بقاء الدولة متفرجة على هكذا مسؤولين في دولة وسمت بالانسانية وتجاوزت عطاياها المحيطات.. هو خطر يجب ان ندق ناقوسه. مؤسسات في الدولة عمرها اكثر من ستين عاما تجلب مستشارين بعمر الثلاثين.. خطر.
مؤسسات الأولوية فيها لأجنبي.. خطر
فهذه المؤسسات وأما مسؤولوها حرامية وهؤلاء المستشارون أداة لهندسة الجريمة وحبكها وإما لا يفقهون في الادارة شيئا ودوره يكون منصبا على تغطية الأخطاء وترقيعها.
ان بناء الهوية الكويتية يبتدئ بعشق تراب الوطن.. وينتهي بفدائه بالدم.. والمال والولد.
يبتدئ بتولية المسؤولين الأكفاء الذين يفقهون معنى الوطن والمواطن والمواطنة..وينتهي بنيل المواطن جميع حقوقه ومعرفته بواجباته.. ويبتدئ «وينتهي ب» وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد.
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه