نسل البطولة والعزة لا ينقطع …بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
فى ذاكرة الأمم مواقف لا تُنسى يقف أمامها التاريخ ليدون هذه اللحظات الهامة ما بين انتصارات وانكسارات ، مواقف تشهد على بطولة رجال من أصحاب القيم والمُثُل الذين لا يقبلون الضيم ، هم رجال ضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن شامخًا حرًا عزيزًا يتنفس أبناؤه هواء العزة والكرامة .
وفى تاريخ الكويت المجيد صفحات من المجد والبطولة سطرها أبطال نستضئ بتضحياتهم سبل الهداية والرشاد ، وفى ذكرى معركة الصريف التى مر عليها ١٢١ عام يتجدد فينا العهد لتخليد ذكرى أبطال إمارة الكويت بقيادة الشيخ مبارك الصباح وأخيه شهيد المعركة البطل الشيخ حمود الصباح رحمهما الله وطيب الله ثراهما ، هذا الشهيد البطل هو جدى الذى كان الذراع اليمنى لأخيه الشيخ مبارك الصباح واهبًا حياته للوطن مرابضًا على ثغوره مدافعًا عن حدوده مقاتلًا أعداءه زاهدًا فى مناصب الدنيا منكرًا لذاته فى سبيل الوطن مخلصًا صادقًا فى إنتمائه.
لقد ترك جدى الشيخ حمود الصباح إرثًا عظيمًا من الشجاعة والإقدام والحكمة ، ترك فى نسله جينات عشق الوطن والدفاع عن مقدراته بكافة السبل ، هو الشهيد الأبرز فى معركة الصريف والذى كان يتقدم الصفوف ويأبى الاستسلام حتى فاضت روحه الطيبة إلى بارئها تاركًا فى عقبه أبناء وأحفاد مرفوعى الهامة استكملوا مسيرة حب الوطن بكل شجاعة وصدق ويقين عاقدين العزم أن تبقى راية الوطن عالية خفاقة.
والحقيقة أن الأمم العظيمة هى الأمم التى تحيى ذكرى أبطالها وتخلد ذكراهم علي سبيل المثال باطلاق أسماءهم فى الشوارع والميادين لكى تبقى ذكراهم حية فى وجدان الشعوب ، وأن نضال الآباء والأجداد لم يكن عبثًا أو بُغية الوصول لمصالح فردية ولكن حفاظًا على الوطن من العدوان والضياع .
لم تكن معركة الصريف مجرد معركة عسكرية فحسب ، ولكن كانت نموذج للوحدة الوطنية والتحالف الشعبى للدفاع عن حدود الوطن ضد أطماع العثمانيين وحليفهم عبدالعزيز بن متعب آل رشيد وهى المعركة التى شهدت تحالف بعض العوائل المسيحية واليهودية التى عاشت على أرض الكويت مع إخوانهم من المسلمين وهو ما يثبت أن الكويت كانت ولا تزال أرض التعددية والتنوع تحت مظلة الوطن الواحد.
فى ذكرى معركة الصريف نتذكر كل معاركنا وكل أبطالنا وشهداءنا بكل معانى التقدير والتعظيم والاحترام ، لم ولن ننساهم ولكن نجدد العهد معهم ولهم وبهم بأن نبذل قصارى الجهد للحفاظ على وطن عظيم كالشجرة الشامخة ارتوت من عرق ودماء الفرسان والأبطال منهم اليهودي والمسيحي والمسلم الذين مازالت رفاتهم علي أرض المعركة الي يومنا هذا تشهد لهم بالثبات في ملحمة الصريف والقوة في العقيدة وإن الله الواحد الاحد والوطن مادونه أحد…
نعم أشعر بالفخر وأنا حفيدة البطل الشهيد الشيخ حمود الصباح رحمه الله الذي آمن بالتعددية الثقافية والدينية والوحدة الوطنية ، أشعر بالمجد وأنا سليلة قائد ضحى بروحه فداءًا للوطن ، أشعر بالحنين فى كل لحظة إلى هذا الماضى العريق والتاريخ المجيد والعيش المشترك والمحبة والتآنس والتآلف والانسجام بين المواطنين وأرجو أن أشاهد نتائج هذه التضحيات والبطولات على أرض الواقع ، هذا التاريخ المشرف والإنتماء الخالص لهذه الأرض الطيبة هو الوقود المحرك لقلمى لأكتب وأدافع عن مكتسبات وطن عظيم وكل ما أخشاه أن تضيع هذا المكتسبات وتصبح هباءًا منثورا !!.
حفظ الله الوطن وحفظ الله لنا والدنا حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح وولى عهده الأمين حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهما الله وسدد خطاهما على جادة الحق والصواب وأعانهما على تحمل هذه المسؤولية فهم خير خلف لخير سلف، وكل عام وأنتم بخير وأمن وسلام .