«نيوم» توقّع مشروعاً لتشغيل شبكة أقمار صناعية بـ200 مليون دولار
وقّعت «نيوم التقنية الرقمية»، الشركة القابضة الأولى التابعة لـ«نيوم»، امس (الثلاثاء)، اتفاقية مشروع مشترك مع «ون ويب»، شبكة الاتصالات العالمية التي تعمل في الفضاء، بقيمة 200 مليون دولار (750 مليون ريال سعودي)؛ لتوفير شبكة اتصال فائقة السرعة عبر الأقمار الصناعية إلى «نيوم» والسعودية بالإضافة إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا المجاورة.
وتشمل الشراكة توظيف كوكبة من أقمار «ون ويب» الصناعية ذات المدار المنخفض لتوفير اتصال سريع وفعّال يسهم في تمكين النظم الرقمية الإدراكية المتطورة لـ«نيوم»، وإتاحته أيضاً في المناطق النائية بالمنطقة والذي يسهم في تحويل وتطوير هذه المجتمعات بعد أن كان النفاذ إلى خدمات الإنترنت عبر شبكة الألياف البصرية شبه مستحيل لهذه المناطق والمجتمعات. وتتضمن الاتفاقية شراكة استراتيجية طويلة الأمد فيما يتعلق بالبحث والتطوير لأنظمة الاتصال المستقبلية.
وساهمت العلاقة شركة «ون ويب»، التي تأسست في عام 2017 مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الاستثمار بالسعودية، في ترسيخ هذه الاتفاقية من أجل تعزيز رؤية قطاع تكنولوجيا الفضاء الناشئة في المملكة وتوفيرها للمستثمرين من القطاع الخاص.
وتعد الاتفاقية خطوة داعمة للعلاقات التجارية والتقنية بين السعودية والحكومة البريطانية التي تعد مستثمراً استراتيجياً رئيساً في «ون ويب»، التي تتوقع و«نيوم التقنية الرقمية القابضة» استكمال البنية التحتية الأرضية بحلول عام 2022.
وتعد «ون ويب» ثاني أكبر مشغّل أقمار صناعية على مستوى العالم، بـ358 قمراً صناعياً ذات المدار المنخفض وهي المشغل الوحيد المرخص له في السعودية. وتملك «نيوم التقنية الرقمية القابضة» عبر الاتفاقية الحقوق الحصرية لتوزيع خدمات «ون ويب» في المناطق المستهدفة لمدة سبع سنوات منذ بدء تشغيل شبكة الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض، والتي من المتوقع أن تبدأ في العام 2023.
من جانبه، قال وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، إن هذه الخطوة دليل دامغ على مستقبل السعودية الواعد في قطاعات تكنولوجيا الفضاء، مشيراً إلى الاتفاقية ستسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتسريع نقل المعرفة الرقمية والاتصال إلى المملكة من خلال رؤية نيوم التحولية، مضيفاً: «لن نتوانى عن تقديم الدعم لهذه المبادرات والمشاريع المختلفة الأخرى، ونحن نتطلع إلى رؤية ثمار هذه الجهود في المستقبل القريب».
بدوره، أوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبد الله السواحة، أن هذا المشروع يعكس مدى التعاون الوطيد بين الدول والقطاع الخاص، مشيراً إلى أنهم سيساهمون في الارتقاء بالاتصال الرقمي في منطقة يقطنها أكثر من مليار شخص، مما سوف يفتح الباب لفرص كبيرة تساهم في تغيير أسلوب الحياة في مجالات التعليم والرعاية الصحية وسوق العمل، متابعاً: «نحن نقترب تدريجياً من تحقيق هدفنا المتمثل بحرصنا على عدم حرمان أي طفل من المشاركة والاستفادة من التطور الرقمي».
من ناحيته، بيّن وزير الاستثمار البريطاني جيري جريمستون، أن المشروع يجمع شركتين رائدتين ناشئتين في مجال الفضاء والتقنية الرقمية الناشئين لتوفير حلول اتصال في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: «تؤكد هذه الشراكة أن استثمار الحكومة البريطانية في (ون ويب) ما هو إلا حافز لتعميق التعاون الدولي وصنع المزيد من فرص العمل بالمملكة المتحدة واستقطاب الاستثمار في قطاع الفضاء».
إلى ذلك، قال جوزيف برادلي، الرئيس التنفيذي لـ«نيوم التقنية الرقمية القابضة»: «هدفنا هو ربط 100% من جميع مساحة نيوم، مع تأكيد الحفاظ على البيئة الطبيعية. هذا ما يدفعنا إلى الابتكار مع شركاء بارزين في القطاع مثل (ون ويب) لإنشاء طرق أفضل وأكثر استدامة لتحفيز التقدم البشري»، منوهاً بأن «هذه الشراكة هي عامل تمكين على قدرة تغيير طريقة اتصال الحكومات والشركات والمجتمعات بالإنترنت».
في السياق ذاته، أشار سونيل بهارتي ميتال، رئيس مجلس إدارة «ون ويب» إلى أن «هذه الاتفاقية ستسهم في تحقيق رؤيتنا المشتركة لتعزيز الاتصال في السعودية والشرق الأوسط وشرق أفريقيا. من خلال التعاون مع الحكومات الدولية والشركاء المحليين، كما ستسهم أيضاً في إيصال خدمات (ون ويب) إلى المناطق ضعيفة الاتصال».
من جهته، يرى نيل ماسترسون، الرئيس التنفيذي لدى «ون ويب»، أن الاتفاقية «تمثل طموحنا العالمي لسد الفجوة الرقمية من خلال منظومة الأقمار الصناعية ذات المدارات المنخفضة المبتكرة»، مضيفاً: «من خلال العمل مع (نيوم التقنية الرقمية القابضة) فإننا سندعم طموح (نيوم) في توفير الاتصال بين الأعمال والمجتمعات ودعم تطوير مرونة أنظمة الاتصال في المنطقة بشكل أوسع».
وتوظف «ون ويب» حالياً أحدث أنظمة الحماية المستخدمة في شبكات الجوال المتقدمة. وستقوم «نيوم التقنية الرقمية القابضة» بتجربة أحدث التقنيات لتوفير نظام أمان منقطع النظير، كما ستستكشف حلولاً أكثر قوة وصلابة لتحديد المواقع والملاحة الجديدة.
وتشكل هذه الشراكة داعماً قوياً لاستراتيجية الاتصال الدولي لـ«نيوم التقنية الرقمية القابضة»، والتي تستهدف استخدام كابلات الاتصالات الأرضية والبحرية، وبناء شبكات الجيل الخامس وشبكات الألياف الضوئية. وحسب الاتفاقية، الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض لتأمين الوصول إلى سعة تتجاوز عشرات تيرابايت قابلة للتطوير والتوسع لتوفير احتياجات المجتمعات الحضرية والمناطق النائية في «نيوم» بحلول عام 2030.